أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd April,2001 العدد:10414الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,محرم 1422

مقـالات

في الصميم
مؤتمر القمة العربية في الأردن
د. خالد آل هميل
انتهت القمة العربية التي عقدت في الاردن مؤخرا وقد ركزت القمة على دعم انتفاضة الأقصى وهو تركيز كاد ان يضيع في خضم محاولة القادة العرب ايجاد الحلول المناسبة لما يسمى بالحالة العراقية الكويتية.
لقد كان الموقف الخليجي ازاء الملف العراقي الكويتي موقفا ارتقى الى مستوى المسؤولية القومية في سبيل اغلاق هذا الملف ليتفرغ العرب الى مواجهة الغطرسة الصهيونية ودعم التعاون الاقتصادي.
حاول العراق القفز على كل الحقائق واستغلال الاجماع العربي على انجاح القمة بمحاولة الابتزاز السياسي ليظهر للشعوب العربية ان مواقفه ازاء غزوه للكويت كان صائبا وان الدول العربية عندما هبت لاعادة الشرعية الكويتية وتحريرها كانت على خطأ وقد ظهر ذلك برفضه القاطع الالتزام باستقلال وأمن الكويت وفقا لقرارات الشرعية الدولية، على الرغم ان الكويت والمملكة العربية السعودية ايدتا رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من قبل مجلس الأمن وتحقيق كل مطالبه في مقابل ايجاد حلول للاسرى والمرتهنين الكويتيين واخوانهم من الدول العربية الآخرين.
لقد حاولت الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية مساعدة العراق ولكن العراق وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام «رفض مساعدة نفسه».
لقد فوت العراق على نفسه فرصة ثمينة كان جديراً به الحرص عليها وعدم التفريط بها. ينبغي على القيادة العراقية الاستفادة من الدروس والعمل بواقعية مع اشقائه العرب اذا كان راغبا حقيقة في تخليص نفسه والشعب العراقي من الصندوق الذي احكمه على نفسه بالضبة والمغلاق.
على العموم لدى القيادة العراقية فرصة قادمة عندما يحين انعقاد القمة العربية القادمة في بيروت واعتقد ان عليه ادراك ان الاشقاء الكويتيين قد لا يبدون مرونة وفقا للمرونة التي أبدوها في الاردن اثناء القمة العربية التي عقدت مؤخرا، فمن المتوقع ان يكون الموقف الكويتي اكثر تصلبا ازاء مطالبه المشروعة في الاعتراف بحدوده وأمنه واستقراره وقضية اسراه.
لقد نجحت القمة العربية في موضوع دعم الانتفاضة وتقرير دعمها المالي والموقف السياسي الرافض للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
كما نجحت القمة العربية في بلورة موقف سياسي تجاه الدول التي يمكن ان تفكر بنقل سفاراتها الى القدس الشريف باعتماد قرار لا لبس فيه وهو قطع العلاقات معها.
ومن نجاحات القمة تبني تفعيل المقاطعة العربية ورفض الاشتراك في اللجان المشتركة مع اسرائيل التي كانت ضمن بنود اتفاقات مدريد واوسلو نظرا لعدم التزام الكيان الصهيوني باتفاقات السلام.
وقد حققت القمة العربية نجاحا في اصدار قرار ملزم يطلب من الدول العربية رفض اشكال العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، ومن ابرز قرارات القمة العربية وضع التصور الواضح للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي والمعلوماتي ويتبقى على الدول العربية تنفيذ مقررات القمة بمسؤولية قومية ووطنية فلا سبيل امام العرب الا التعاون والتكامل في مواجهة عالم يحاول ان يستفرد بالدول العربية واحدة بعد اخرى لإضعاف الموقف العربي وجعله ضعيفاً غير قادر على حماية مكتسباته.
ان الخطر الاسرائيلي والانحياز الأعمى لسياسات الدول الكبرى لاسرائيل لا يمكن ايقافه عربيا الا باصلاح البيت العربي السياسي منه والاقتصادي.
ان الاستهانة بالعرب مرجعها الوحيد الى الفرقة العربية وتضارب المصالح والتأثير الأجنبي وغياب موقف الشعوب العربية.
القيادات العربية من مصلحتها التوافق مع رغبات شعوبها التي تطمح الى التعاون والتكافل والتكامل وانسجام السياسات العربية مع رغبات الشعوب على المستويين الداخلي والخارجي.
حقيقة هناك مواقف جيدة لعدد من الزعماء العرب وقد تمثل ذلك في تلمس سياساتهم ومواقفهم مع هموم الرأي العام لشعوبهم والمطلوب هو تفعيل هذه المواقف وايجاد الآليات المناسبة لها.
انني من المتفائلين بمواقف عربية تتوافق وبعض طموحات الشعوب على الرغم من استلاب الرأي الشعبي في قلة قليلة من الدول العربية مثل العراق.
فالمؤكد ان الشعب العراقي يحلم بعودته الى اشقائه العرب ويتمنى من قيادته سلوك سياسات راشدة تقود الى الوصول الى هذا الهدف.
واعتقد ان التجربة العراقية في مؤتمر القمة العربية الذي عقد مؤخرا في عمان بالاردن سوف تؤدي بالقيادة العراقية الى اكتشاف حجم الاخطاء والتفريط بما كان فيه خير لها وللشعب العراقي الشقيق.
ينبغي على العرب جميعا ادراك المخاطر الحقيقية التي تتهددهم من الكيان الصهيوني مما يتطلب من الجميع العمل الجاد للارتقاء فوق الخلافات والجراحات العربية /العربية وصياغة مواقف جديدة تأخذ بأسباب القوة التي لا يمكن ان تتحقق دون تعاون عربي يتجاوز الخلافات وتأسيس سياسة جديدة تكرس الثقة والتعاون فيما بينهم.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved