أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd April,2001 العدد:10414الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,محرم 1422

مقـالات

مركاز
الماء
حسين علي حسين
«في بريطانيا يستخدم الفرد «150» لترا من المياه يوميا، وهو ما يكفي لغسل «15» سيارة .. في حين لا تتعدى حصة الفرد في بعض البلدان النامية دلوا واحدا من المياه يوميا، اي ما يعادل دشا سريعا لمدة تسعين ثانية!!»
قرأت هذه العبارة في تقرير عن المياه نشرته صحيفة «الحياة» وتساءلت بحسرة ما هو نصيب الفرد في بلادنا من المياه؟ ولن انتظر الجواب فانا اعرفه، ليس بالاحصائيات التي تنشرها وزارة الشؤون البلدية والقروية، ولكن مما اراه واقرأه يوميا، وكل هذا يصيب بالهم والغم، ويؤدي الى نتيجة واحدة، وهي ان المواطن والمقيم في بلادنا يسرفون في المياه وكأنهم على انهار جارية، مع ان الفرد في الدول الاجنبية الذي نصيبه «150» لترا من المياه يوميا، يستخسر الاستحمام لكيلا يهدر المزيد من المياه، وهم هناك يعيدون تكرير مياه الصرف الصحي، نعم مياه الصرف الصحي عدة مرات، لاستخدامها في الزراعة والصناعة والعديد من الأمور، التي لايؤدي استخدام المياه المكررة فيها الى الاضرار بالصحة او البيئة!
في بلادنا فاتورة المياه تكاد تكون مجانا، فالغالبية العظمى من الناس، يستلمون فاتورة بثلاثين او خمسة وعشرين ريالا، قيمة استهلاك الماء كل شهرين؟
فكيف نريدهم ملتزمين بعدم الاسراف في الماء؟!
فاتورة الكهرباء قاصمةالظهر، لم تجعل الناس يرشدون استهلاكهم للطاقة، فمكيف السائق وربما الخادمة يعمل اربعا وعشرين ساعة، أما الاضاءة المنزلية فان الرجل الاوروبي لو دخل منزلا سعوديا في المساء لظن نفسه في ملعب كرة مضاء بالأنوار الكاشفة، وكل هذا لا يهم طالما يدفع المستهلك فاتورة عادلة.. فلماذا لا تكون فاتورة المياه مدروسة بعناية، وبالذات على اولئك الذين يروون حدائقهم واستراحاتهم بمياه الشرب، أما المسابح التي تفرغ وتحلى بمياه الشرب فهي قضية يبدو ان احدا لن يجد لها حلا خاصة في ضوء الفاتورة المجانية!
ان مشكلة المياه تطل بعنقها منذ سنوات، في جدة والطائف والمدينة والرياض وغيرها من المدن، حيث تلجأ العديد من الأسر الى شراء الماء بأثمان باهظة، اذا قيست بفاتورة المصلحة، ومع ذلك فهم ينتظرون بالساعات الطوال للحصول على وايت ماء.. تفريط في جانب وشح في جوانب اخرى.. ومئات الملايين تصرف لتوفير المياه.. لقد تحدثنا عن الفاتورة المجانية وفاتورة الوايت الباهظة وما تخسره الدولة لجلب المياه من البحر وتحليتها، لكننا مع ذلك لم نبحث عن تقنيات حديثة توفر الماء للجميع وبأسعار مناسبة .. وقبل ذلك كله لابد من حملة اعلامية مستمرة ومدروسة تجعل مستهلك الماء يقتنع بأن لتر الماء الذي يشربه يكلف الدولة ثمنا قد يفوق ما يدفعه في لتر من المياه الغازية او الصحية.. واذا كان الثمن لا يهم احدا .. فان الغد يهمنا جميعاً ففي كل عام يزيد استهلاكنا للماء وفي كل عام سوف تزداد ازمة المياه حدة وشراسة...


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved