أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd April,2001 العدد:10414الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,محرم 1422

مقـالات

نوافذ
المنبر
أميمة الخميس
أحيانا المنبر الصحفي يمنح صاحبه هالة إعلامية وبعضاً من النجومية، تلك النجومية التي يحاول بعض الكتاب أن يخفوها ببعض الشعارات والمثاليات، ولكن في الواقع يظل اجتذاب الأضواء دوراً كبيراً في صنع زاوية صحفية دائمة ومتصلة.
وذلك الإطار المضيء الذي يطل منه الكاتب قد يجلله ببعض من القدسية المثالية في أعين القراء، أو لنقل البسطاء منهم، فيتخيلونه يملك الحلول كلها وأعمدة الحكمة جميعها، والعصا السحرية التي تحول الحجارة الى ذهب، وبالتالي يلقون بين يديه همومهم الصغيرة وتفاصيلهم اليومية، وجداول احلامهم الطارئة والمؤجلة.. لكي يخترع لها الحلول!! بينما يكون الكاتب نفسه متعرقلا بتفاصيل حياته اليومية الخاصة وقلمه الثرثار الذي لا يواكب يده القصيرة.
وبحكم تجربتي في الكتابة الصحفية تصلني في كثير من الأحيان بعض الهموم والمشكلات ابتداءً من هموم ومعوقات البيروقراطية الإدارية في الكثير من الدوائر وانتهاء بالمشاكل الاجتماعية (والعاطفية..!!).
ويبدو من الجذاب جدا أن استسلم لوهج هذا المنصب الصوري وأن أعتلي منبر العرفان والحكمة وأبدأ في توزيع الفتاوى ذات اليمين واليسار كيفما اتفق (كما يحدث على الغالب مع قطاع كبير من الكتاب) وأخوض مع الخائضين بحيث أتحدث عن أسعار الأسهم، ومحطة (مير) التي سقطت في المحيط، والملل في العلاقة الزوجية وكيفية معالجته، والاستنساخ ومضاره.. الخ، بحيث استطيب اللعبة وأصبح عبارة عن مدرس يعيد دروسا مملة عن الواجبات والمحظورات، وامتلك قبعة الساحر السوداء التي تخرج أرانب، وحماما، وحلولاً جاهزة ومعلبة لجميع المشاكل، كتلك البئر التي في الشمال والتي جعلها (الخيال الشعبي) تداوي جميع الأمراض من الروماتزيم الى الحصبة!!! وأنسى قصوري ومحدودية معرفتي وأنشغل بوصايا وعظية للبشر من حولي.
باعتقادي الخاص أن الميزة الوحيدة التي يمتلكها الكاتب دون العالمين، هي قدرته على التفكير بصوت مكتوب، هو فقط ساحر الكلمات التي يستطيع أن يعلب بها ويطوعها على الهيئة المختلفة والجديدة، ويلوح بها أمام الأعين ككرات ملونة ومضيئة ملفتة.. ولكنها على الغالب مفرغة من الفحوى.
فإلى جميع الذين يبعثون لي مشكلات شخصية وحميمة، قد أقول رأيا خاصا ووجهة نظر، كأخت راغبة في التربيت على الجروح، ولكنني بالتأكيد لا أمتلك الحل النهائي والقاطع، ولا أعتقد أياً من البشر يمتلكه، الحل لابد أن ينبع من الداخل من صاحب المشكلة وتقديره لها، المشكلات والمصاعب الحياتية هي التحديات التي تستحث قوانا وقدراتنا الخلاقة على التحدي على الابداع والابتكار لمواجهتها والتغلب عليها، وكما تستحث الامراض جهاز المناعة في أجسادنا على التحدي والمقاومة كذلك هي الصعوبات التي تنقلنا الى اطوار أكثر نضجا وتوازنا نفسيا.. وقدرة على تطويع الصعاب بحيث نأخذ الدرس الذي في طياتها ونلقي بالجانب الشرير بعيدا.. الأمر فقط يحتاج لبعض التحدي.. والاستجابة.
لذا الى الأخت العزيزة التي بعثت لي قضيتها مع (طبيبها النفسي)، فهذا الطبيب مشكوك في نزاهته لأنه استغل ضعفك وهشاشتك النفسية، وعموما المشكلات ترسل لنا من الله سبحانه وتعالى كأحد منعطفات الحياة، والتي ترفع شرا نحن أنفسنا وبوعينا البشري.. لم نره.
email:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved