أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd April,2001 العدد:10414الطبعةالاولـي الثلاثاء 9 ,محرم 1422

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
وقفة مع المؤتمر الحاسوبي
خالد أبا الحسن
انقضت أيام مؤتمر الحاسب والتعليم الذي أقيم شهر ذي القعدة مخلفة وراءها الكثير والتطلعات إلى ما سيكون عليه التعليم في بلادنا في القادم من الأيام وقدَّر كل مشارك أو مهتم بشؤون الحاسب والتعليم نسبة نجاح للمؤتمر تعكس اهتماماته ونظرته الشخصية، واجتهد آخرون في التقعيد لرؤاهم وتقديمها مشفوعة بالأسس التي حكموا على نجاح المؤتمر من عدمه على ضوئها، لذا فقد أدلى كل بدلوه، واستبقيت مافي جعبتي حتى ينجلي الغبار، وتسفر الظلمة عن ضوء فجر جديد للتقنية في تعليمنا.
من منظوري الشخصي وكجزء من نسيج بلادنا الحاسوبي والتربوي ، أعتقد أن المؤتمر كان حدثا علميا مميزاً تشكر جمعية الحاسبات السعودية ووزارة المعارف على جهودهما في تنظيمه وإنجازه بعد إعداد استمر قرابة العامين. وقد كان مميزاً في جانبه العلمي بالذات لما حواه من أوراق علمية مميزة كانت محط إعجاب الكثير من المشاركين والحضور.
ولأن الكمال في العمل البشري متعذر، فقد لمست لدى حضوري بعض الجلسات شيئاً من التطلع لدى الحضور والمشاركين لما هو أفضل في المؤتمرات القادمة إن شاء الله. ومن ذلك ترجمة الجلسات التي حظي بها الرجال دون النساء. وتمنت أكثر من أخت مشاركة وحاضرة لجلسات المؤتمر في رسائل بعثن بها لو أن القائمين على المؤتمر تنبهوا لهذه المسألة وأعطوا الأخوات المجال للاستماع إلى الترجمة أسوة بالرجال، ومن ذلك أيضاً توفر النقل الحي للجلسات والذي كان انتقائياً، بحيث لم تحظ النساء بمشاهدة جميع الجلسات، بل انحصر النقل على بعض منها وحسب ومن الجوانب التي أشار إليها بعض الحضور غلبة اللغة الانجليزية على جلسات المؤتمر قياساً إلى ماتم إلقاؤه بالعربية من أوراق وقد كان هذا ملموساً بدرجة واضحة، ولعل لمعضلة الترجمة والمصطلح دوراً رئيساً في ذلك، إذ إن كثيراً من تقنيي بلادنا تلقوا تعليمهم المتخصص باللغة الانجليزية.
وقد كان للمؤتمر شقان قل أن التقيا بشكل كاف، وهما الشق التقني والشق التربوي وحين أقول التقيا، فإنني لا أعني الجمع بين ورقتي عمل متشابهتين، وإنما متفاعلتين ومتصلتين، أو أوراق ترتبط بدور التقنية في التعليم بشكل مباشر. ولأن الموضوع الرئيس للمؤتمر كان الحاسب والتعليم، فإن نسبة لاينبغي ان تقل عن النصف كان منتظراً ان تطغى على الأوراق المقدمة في المؤتمر. وهذا لايعني انعدام هذه النوعية من الأوراق العلمية، لكنه الطمع في المزيد وحسب، خاصة ان المؤتمر نتاج عمل مشترك بين قمتي الهرمين التعليمي والتقني في بلادنا.
ولكي نقدم حكما عادلا على أي حدث علمي، فإننا بحاجة لمعرفة الأهداف التي لأجلها نقيم مؤتمرا فلا ينتظر لمؤتمر ان يتمخض عنه تغيير مباشر للواقع وإنما هي محاولات تنظيرية تعكس خبرات وتجارب المختصين والخبراء لمتخذي القرار، والذين يعود إليهم تنفيذ تلك الرؤى والتوصيات التي يتوصل إليها المؤتمرون. وبالتالي، فإنه ينبغي إنصاف منظمي المؤتمر، والحكم على عملهم في حدود مسؤولياتهم وقدراتهم وحسب فلا ينبغي ان ينظر إلى هذا المؤتمر، أو غيره على أنه سيضع حدا لأية مساوئ، أو يغير واقعاً أو يطور تعليمنا في ثلاثة أيام، وإنما يوضع في إطاره العلمي الواقعي والذي لايعدو كونه ملتقى علمياً تتدارس فيه الخبرات والتجارب وتوضع إثر ذلك التوصيات والمرئيات لمديري دفة التعليم في بلادنا وفقهم الله ليتبنوا مايرونه مناسباً.
والحق ان المؤتمر كان أنموذجاً حيا للحدث الأكاديمي المتميز، فقد وجدت فيه ثراء علمياً لم أجده في الكثير من المؤتمرات الشبيهة، لما جمعه من خبرات وما بذل فيه من جهد تنظيمي وانتقائي لأوراق العمل مما انعكس إيجاباً على مستوى التفاعل ومتعة الحضور والاستماع وأجدها فرصة مناسبة لتهنئة وشكر لجان المؤتمر المشتركة من وزارة المعارف وجمعية الحاسبات على النجاح والتميز مع أمنية بأن تنتقل توصيات المؤتمر إلى واقع عملي نلمسه في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية، كي تكتمل رسالة المؤتمر النبيلة، وتتحقق أهدافه الوطنية المرجوة بإذن الله تعالى.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved