أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th April,2001 العدد:10415الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,محرم 1422

مقـالات

الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ النموذج الأمثل لتلازم العلماء والحكام (14)
ارتباط المملكة قيادة ودولة ومواطنين بالعلم والعلماء والدعاة ارتباط منهج ومبدأ وتاريخ.. منذ النشأة والبداية والتمكين..
فالمنهج السعودي الرشيد قائم على الاحتفاء بالعلم.. وتكريم العلماء.. وتقدير الدعاة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويعرفون حدود الله ويوضحون للناس أمور دينهم.. وهو مبدأ أكدته الديباجة الأساس لنظام الحكم في المملكة.. وتاريخ ممتد الجذور منذ انطلاقة الدولة السعودية وتعاضد الإمامين الكريمين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله وتعاهدهما على نصرة الدين.. ولعل كل فرد من أبناء المملكة العربية السعودية يحفظ تلك العبارات الموجزة الدالة على هذا التلاحم عندما قال الإمام محمد بن سعود رحمه الله «أبشر ببلاد خير من بلادك ، وأبشر بالعز والمنعة..» فرد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله «وأنا أبشرك بالعز والتمكين وهي كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها ونصرها ملك البلاد والعباد ، وهي كلمة التوحيد وأول ما دعا إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم».
وكانت السيرة الكريمة لأئمة آل سعود وملوكهم تحفظ ذلك العهد.. وتؤكده في كل محفل واجتماع .. وتقدم العلماء على غيرهم.. وتخصهم بمجالس واستقبالات لوحدهم.. وتصدر عن آرائهم.. فيما يخص البلاد والعباد.. وبما يعود على مواطني المملكة بالخير والفلاح في أخراهم وأولاهم.. ويثبت القدوة والمثل للأجيال الحاضرة والآتية..
ولعل التوجيه الكريم بإعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، الذي سعدنا به جميعاً من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في حفل افتتاح مجمع المحكمة الكبرى بمدينة الرياض يوم الأحد 26/شوال 1421ه الموافق 21 يناير 2001م ، يأتي في هذا السياق معبراً عن هذا التلازم التام والتكامل الرائع بين قيادتنا وعلمائنا.
فالتوجيه الكريم الذي أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.. جاء مؤكداً على دلالات مهمة، منها :
اعتزاز المملكة قيادة ودولة بالمساجد وعنايتها بما يصلح من شأنها ويؤكد دورها العلمي والدعوي.
التأكيد على أهمية العلم الشرعي في مسيرتنا الحضارية السعودية .
التعبير بجلاء عن التلازم التام بين المسجد ورسالته وأثرهما في البناء لهذه المملكة الطاهرة.
الحرص الكامل على ما يصلح المسلمين واعطاء القدوة في أن عقيدتنا الصحيحة ومبادئنا إنما نستمدها من رسالة المسجد وسمو أهدافها.
إبراز أن نهضتنا وتطورنا الذي نتفاعل معه مرتبط بمثلنا وقيمنا الراسخة من احترام العلماء وتوقير طلبة العلم .
التذكير بعلم من أعلام التأسيس والبناء لهذه البلاد الطاهرة ألا وهو سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مفتي عام المملكة الأسبق رحمه الله .
تكريم أبناء الشيخ وطلبته من العلماء الأجلاء الذين يتولون الآن أمور الإفتاء والقضاء في هذه البلاد، من خلال إعادة بناء مسجد الشيخ الذي يعد معهد الخير والصلاح في بداية تكوين الدولة وإنشاء المؤسسات الشرعية الرسمية.
هكذا هم القادة السعوديون في جميع أحوالهم.. منذ تكوين الدولة السعودية الأولى.. متمسكون بالعهد الذي أشرنا إليه وحتى عهد الملك المؤسس الباني عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.. موحد المملكة العربية السعودية وباني مجدها الحاضر.. ومروراً بأبنائه الملوك الكرام سعود وفيصل وخالد رحمهم الله.. وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي دأب حفظه الله على تكريم العلماء.. وتقدير جهودهم والعناية بالمسجد صيانة وبناء ورسالة... وشواهد ذلك لا تعد..ولعل في توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والاهتمام بالمشاعر المقدسة ما يشير إلى ذلك ومن بينها اقامته أجزل الله مثوبته لعدد من المساجد والمراكز الإسلامية في كل ناحية وقارة وهذه دلالة أخرى كبيرة على العناية بأمور المسلمين وما يصلح شأنهم.. كما أن حرص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وما يجسده هذا التوجيه الكريم باعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه اللهوعنايته بالمساجد وطباعة الكتب وتوزيعها على المسلمين وحرصهحفظه الله على زيارة العلماء كل عام في منازلهم.. والسؤال عن أحوالهم واكرامهم... كل هذا برهان ساطع على التلازم الكامل بين العلماء والحكام والتقدير المتبادل بينهما، كما أنه تعبير جلي عن ارتباط الأسرتين الكريمتين أسرة القيادة والحكم والسياسة وأسرة العلم والدعوة والقضاء التي يأتي في طليعة علمائها الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله .
لقد عني هذا الشيخ بأمور جليلة في بداية تأسيس الدولة، خصوصاً ما يتعلق منها بالمؤسسات الشرعية، فنظم أمورها واختار من طلبته خيارهم فأوكل لهم مهمة تعليم الناس والقضاء بينهم والافتاء لهم.. واعتنى بالمؤسسة التعليمية الشرعية فاستعان بالكفاءات المميزة منهجاً وسلوكاً وكلفهم إدارة هذه المعاهد المباركة وغيرها كثير.. وسوف نتناول ذلك كله في مقالة أخرى بإذن الله وبالله التوفيق..
عبدالعزيز بن زيد آل داود


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved