أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th April,2001 العدد:10415الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,محرم 1422

مقـالات

البوارح
الغرب وحقوق الإنسان
د. دلال بنت مخلد الحربي
يدافع الغرب كثيراً عن حقوق الانسان ويتابع اوضاعه في انحاء المعمورة متهماً هذه الدولة أو تلك بانتهاك حقوق الانسان لمجرد حالات فردية يدعي ان فيها انتهاكا لحريات شخصية، وهو يساوم كثيراً من الدول لاطلاق حرية الاقليات وحرية المعارضة الى غير ذلك من أمور تتداولها الصحف ووكالات الأنباء والفضائيات والتقارير التي تصدر بين فترة وأخرى، غير أن العجيب في الأمر ان كل ذلك يتلاشى عندما يتصل الموقف بالدولة الصهيونية فهنا نجده يغض طرفه ويصمت ولا يبدي حراكاً وكأنما الأمر لا يعنيه، فعلى شاشات التلفزيون نشهد يومياً مناظر مؤلمة ينتهك حق شعب كامل فتهدم البيوت ويقتل الأطفال ويضرب الشباب ضرباً مبرحاً ويقاد الكثير إلى السجون والمعتقلات لمجرد انهم يرغبون في الحصول على حقهم في العيش على أرضهم في سلام وأمان. ورغم بشاعة تلك المناظر التي يذهب ضحيتها الشعب الفلسطيني على يد جلاديه من اليهود الغزاة المستوطنين فان العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة ا لأمريكية يكيل الاتهامات لهذا الشعب الذي يدافع عن حقوقه ويساوي بينه وبين المغتصب الجلاد.
وهنا تختلط الأشياء في أذهاننا فلا نعرف على أي قاعدة يسير الغرب في دفاعه عن حقوق الانسان.
الواضح تماماً ان الغرب لا يرى للانسان العربي المسلم ممثلاً في أبناء فلسطين أي حق يدافع عنه بل ان عليه ان يستسلم لرغبات اليهود وان يكف عن المقاومة وان يقبل الجور والعدوان مستسلماً صامتاً حتى يرضى عنه الغرب وقائدة حقوق الانسان في العالم الولايات المتحدة الأمريكية. ولو أن الغرب كان جاداً في تطبيق معايير حقوق الانسان لكان أول من يجب أن يساق الى محاكمة دولية هو الارهابي ارييل شارون، ومن قبله بيجن وشامير وباراك الذين لم يتورعوا عن استخدام كل اشكال العنف والارهاب ضد الفلسطينيين العزل على مسمع ومرأى العالم.
ان الصراع بين الفلسطينيين المدافعين عن حقوقهم الانسانية وجلاديهم من اليهود يقدم لنا صورة عن منطق ا لغرب في معالجة المشكلات العالمية المعاصرة فهو يفسر الأمور كما يرغب هو في تفسيرها فيجعل من المظلوم ظالماً، ومن الظالم مظلوماً، وهو يساوي بين من يقذف حجارة معبراً عن رفضه لانتهاك حقوقه وبين من يطلق الرصاصات من رشاشه لاخماد اي رغبة في التعبير عن هذا الرفض.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved