أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th April,2001 العدد:10415الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

المناخ المدرسي بين الواقع والمأمول
المدرسة اسم عظيم لصرح تربوي وتعليمي يسهم في إعداد الأجيال وتطور المجتمعات فهي تؤثر وتتأثر بالعاملين والمتعلمين.
ولا شك ان مدير المدرسة هو أميرها وقائدها وعمودها فإن صلح وأصلح قامت المدرسة بدورها التعليمي والتربوي وإن كان غير ذلك فالله المستعان.
وهناك فئتان من مديري المدارس فمنهم من أدرك أهمية وجود الجو المدرسي الأسري المتعاون والمتحاب والمتفاهم بين الزملاء ولهؤلاء أقول لهم سدد الله على طريق الخير خطاكم وأخذ بأيديكم لما فيه الخير لأبنائنا الطلاب ولمجتمعنا الكبير.
أما الفئة الثانية وهم من فقد المناخ الأسري في مدارسهم وظهرت الشحناء والحزازات بينهم وبين زملائهم فأقول لا شك ان ذلك يؤثر تأثيرا مباشرا على مستوى تحصيل أبنائنا الطلاب وحتى على سلوكياتهم لأن ما يحدث بين هيئة المدرسة سواء بين المدير وزملائه أو بين الزملاء من المعلمين يظهر تأثيره على طلابهم من خلال تواجدهم معهم أكثر من ست ساعات يوميا. كما ان المشاكل في المدرسة تشل التفكير والابتكار في هذه المدرسة.
وإليك أخي مدير المدرسة وأخي زميل العمل هذه المحاذير والتوصيات حتى تصنع مناخا أسريا منتجا داخل مدرستك قائماً على المحبة والتعاون فتحصد النجاح والفلاح.
1 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) فما بالك بزميلك إنه أحق وأولى ولكن بعض المديرين هداهم الله كأنهم أخذوا على أنفسهم عهدا بعدم إظهار اللين لزملائهم أو أن لديهم هموما قد حملوها معهم الى موضع عملهم فيظهر البؤس عليهم فينعكس سلبا على من حولهم.
2عليك الاستشارة في كل الأمور التي تتعلق بمدرستك وخذ برأي زملائك وسوف يكونون لك عونا فقد قيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابكم؟! قال: نحن ألف وفينا حازم واحد ونحن نشاوره ونطيعه فصرنا ألف حازم.
ولا تستبد برأيك وتفرضه على زملائك فرضا فإنه حري بهم ألا يطيعوك فيه قال بعض الحكماء: حقيق ان يوكل الى نفسه من أعجب برأيه.
وقال الأحنف: اضربوا الرأي بعضه ببعض يتولد منه الصواب وتجنبوا منه شدة الحزم واتهموا عقولكم فإن فيها نتائج الخطأ وذم العاقبة. قال الشاعر:


إن اللبيب إذا تفرق أمره
فتق الأمور مناظرا ومشاورا
وأخو الجهالة يستبد برأيه
فتراه يعتسف الأمور مخاطرا

3 أكثر من ذكر محاسن زملائك وأشعرهم بودك وولائك وقبولك لهم ومن ثم حاول تعديل ما اعوج وما نقص بأسلوب حسن ولا تدفع بجميع ملاحظاتك على زميلك دفعة واحدة فإن في ذلك إكثار عليه وملل له.قال ابن خارجة: الإكثار من العتاب داعيه الى الملل.
ثم تجنب الملاحظات العابرة «العرضية» فقد قيل لبعض الأعراب: من الأديب العاقل؟ قال: الفطن المتغافل.
4 عليك بالحلم فهو أفضل سلاح وبالصبر فهو طريق النجاح وعليك بمراعاة ظروف زملائك وحاجاتهم النفسية والاجتماعية ولا تكلف أحدا منهم ما لا يستطيع ففاقد الشيء لا يعطيه وخذ بأيديهم في كل خطوة يخطونها في سبيل تقدم العملية التعليمية ولا تنفر زملائك منك وتجعل بينك وبينهم حواجز من خلال بعض التصرفات التي تريد ان تظهر فيها قوة شخصيتك وحزمك أو موقف تنقص فيه من قدر زميلك ومستواه وامكانياته فتفقد زملاءك واحدا تلو الآخر حتى تبقى وحيد الميدان وعليك بحسن الظن بزملائك وازرع الثقة فيهم وفي طلابهم.
5 هناك الظروف الطارئة والمواقف العابرة التي قد تثير بعض المشاكل أو تساعد على ظهورها كالخلاف عند توزيع الجدول المدرسي أو الريادة أو نحو ذلك فإن حدث ذلك فحاول ان تحتوي الأمر بينك وبين زميلك وتحل المشكلة في جو من الود والتواضع والاقناع ولا تعمد الى الأمور الرسمية إلا في الأمور التي يجب ان يكون فيها الحزم هو الفصل.
6 لا يكن همك هو تصيد أخطاء زملائك وصغائرهم فالكمال لله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أقيلوا الكرام عثراتهم) وفي رواية أخرى (أقيلوا ذوي الهبات زلاتهم) فكم من الفضائل يقدمها زميلك المعلم لأبنائه الطلاب ولمدرسته ولمجتمعه فحري بك ان تقيل عثرته وزلته وتأخذ بيده لما فيه الصلاح.
7 لا تجعل للمصالح الشخصية بينك وبين أحد زملائك طريقاً للتهاون بمصلحة العمل ففي الميدان التربوي تنقشع كل المصالح الشخصية وتبقى المصلحة الأم (التربية والتعليم).
وأخيرا، ثق أخي الزميل مدير المدرسة أن لكل منا عورات وللناس ألسن وأن اليد الواحدة لا تصفق فلن ينجح المدير بدون زملاء متفانين متعاونين ولن ينجح المعلم بدون مدير مرشد متعاون.وفق الله الجميع لما فيه الخير.. وألهمهم طريق الرشاد.
قبلان محمد الحزيمي الدوسري
وادي الدواسر الشرافاء

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved