أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th April,2001 العدد:10415الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,محرم 1422

مدارات شعبية

عبدالله ناصر بعد أن جمع بين هندسة الشعر والنفط :
لقاءات الشعراء (حش ومرمطة)!!
الصحافة أصبحت مرتع العاطلين عن العمل!
عواض أوقفني على حدة!
*حوار : زبن بن عمير
عبد الله ناصر.. قلم تميز بالوعي والشاعرية.. عمل في بداياته في أكثر من جريدة ليستقر به المقام أخيراً في مجلة «فواصل» مديراً لتحريرها.
عبد الله في هذا الحوار جمع بين الصراحة والدبلوماسية في اجاباته رغم حرصنا على الخروج منه بما يريده القارئ من مسؤول في مجلة تعنى بالأدب الشعبي لن نقول ادركنا ما نريده.. ولا العكس.
* عبدالله أنت متخصص في هندسة البترول ماعلاقة الهندسة بالشعر أو بالصحافة على وجه التحديد؟
يقول حكيم يوناني قديم: الشعر علم دقيق، شأنه شأن الهندسة تماماً.
الشعر هندسة الكلام والهندسة شعر الأرقام.. هكذا أفلسف المسألة.. هكذا أرى الرابط بينهما.. أمارس الهندسة عندما أتعاطى الشعر، وأمارس الشعر عندما تتعاطاني الهندسة..
* في الآونة الأخيرة بدأت تهتم بعبدالله الشاعر أكثر من الصحفي؟
أولاً أنا شاعر قبل أن أكون صحفيا وأعتقد أن الشعر موهبة والصحافة حرفة. في بداياتي توجهت للعمل الصحفي لأثبت أقدامي وغضب عليّ الشاعر الذي داخلي لقلة كتاباتي وفي إحدى جلسات المصارحة معه قال: لي حق عليك مثل ما للصحافة من حقوق عليك، عندها رضخت لرغبته وعدت للحقيقة.
* ماهو السر وراء كثرة أمسيات عبدالله ناصر هل للمنصب الصحفي دور فيها؟
أولاً أحتج على كلمة (كثرة) فجميع أمسياتي لم تتجاوز الأربع أمسيات خلال 8 سنوات من النشر وأنا أعتقد أني شاعر جيد يعرف ماذا يكتب في مقابل شعراء أعرف ماذا يكتبون أيضاً وأمسياتهم أضعاف عدد أمسياتي ومن هذا المنطلق أقول إن الأمسية ليست دليلا على قيمة شعر الشاعر بل تعتمد اعتماداً كلياً على قيمة علاقاته إلا فيما ندر.
* لمحت في أكثر من تصريح بأنك سوف تترك الصحافة ماهي الأسباب ؟ وهل أنت جاد؟
الصحافة الآن هي مصدر رزقي، فكيف أتخلى عنها، ثم إنني لا أذكر اني صرحت بمثل هذه التصاريح..
هذا أولاً.. أما ثانياً فالعمل في الصحافة ذو لذة جميلة ولا أعتقد ان من يجرب هذه اللذة يستطيع الفكاك منها بسهولة.
* (على حدة) صفحتان ثم قلصتهما إلى صفحة لماذا؟ ثم ماذا يمارس عبدالله من خلالها؟
علي حدة كانت رئتي الثالثة على رأي عبدالرحمن السدحان ولاتزال...
من خلال على حدة أطرح شعري مجرداً من الوزن والقافية.. وأعتقد أن هذا النوع من الشعر بالذات قادر علي تغييبي عن العالم متى ما شئت.. ما أطرحه في على حدة يمثل عبدالله العتيبي بكل متناقضاته.. بكل عيوبه.. بكل ميزاته..
أما مسألة تقليصها من صفحتين إلى صفحة فهذه مسألة ليس لها أي أهمية، علي الأقل عندي، لأن ما أكتبه ويعنيني ربما يكون سطراً واحداً وربما يكون عشر صفحات في موضوع واحد..
أشكرك لأنك ذكرت على حدة لتمكنني من شكر (عواض العصيمي) لأنه من اختار لي اسم هذه الزاوية.
* لديك قناعات ورؤى خاصة من المفترض ان تحتفظ بها لنفسك.. لكنك تفرضها على القارئ؟
قناعات ورؤى فكرية أم قناعات صحفية؟! حدد أولاً لأستطيع الإجابة.
وكيف تريدني أن أتنفس الحياة إن لم أستطع طرح رؤياي الفكرية..
كل إنسان على هذه البسيطة يحمل فكراً خاصاً به، وكل إنسان يأكل ويشرب ويتنفس يهمه أن يطرح فكره على الملأ، وأنا أحسب من ضمن البشر.. لك أن تقبل ما أطرحه ولك أن ترفضه، لكنك لا تستطيع أن تصادر فكري..
أعرف أن ما أكتب وأقول ليس مقبولاً من الجميع، وأعرف في المقابل أن هناك فئة قليلة معينة تتفاعل مع ما أكتب..
أتمنى أن أصل إلى الجميع، وأسعى لذلك، لكن لا أحد من البشر يمتلك الكمال..
* الروتين الذي تسير عليه مجلات الشعر أليس له كسر في مجلة فواصل مستقبلاً؟
مستقبلاً؟!!.. اسمع يازبن.. عندما كنت صغيراً كان الناس شغوفين بمتابعة مصارعة ابراهيم الراشد ومازلت أذكر تفاصيل وجه أحد المصارعين الأمريكيين الجنوبيين كان اسمه على ما أعتقد دستي روز كان ابراهيم الراشد يصفه ب(الذي لا يمكن التنبؤ بمايفعل) وأعتقد أن فيما قلت إجابة لسؤالك..
في فواصل نسير (كمجموعة) على هذا المبدأ..
مبدأ المجلة (الذي لا يمكن التنبؤ بماذا تطرح) وأعتقد ان في هذا المبدأ تتشكل أكبر مطرقة لكسر الروتين.
نسير في الماضي والحاضر على هذا المبدأ.. وسنواصل السير مستقبلاً بنفس الطريقة.
*تحظى بمنصب مرموق في مجلة شعرية مرموقة ومع ذلك حضورك في اللقاءات الشعبية قليل؟
أنا لا أحظى بصداقات عديدة في وسط الشعراء، 90% من أصدقائي من خارج ساحة الشعر، و90% من وقتي أمضيه بينهم وبالتالي سيكون حضوري لمنتديات الشعراء نادراً، ثم إن أغلب لقاءات الشعراء لا تذهب بعيداً عن (حش) فلان و(مرمطة) فلنتان، وهذه الأمور لاتعنيني كثيراً،
* قصيدتك تحاول الخروج عن المألوف دائماً وهو حق لك في سبيل بحثك عن الجديد المميز؟ ترى هل نجحت في الوصول إلى التميز بقصيدتك؟
قلت لك في إجابتي عن أول سؤال لك انني أكتب شعراً أعرفه جيداً، ويعرفني جيداً.. لايهمني التميز يازبن بقدر مايهمني الخروج بالحالة الشعرية إلى فضاءات غير مأهولة ثم إنني لا أستطيع الحكم على تميز ما أكتبه، الآخرون الذين أكتب لهم هم القادرون على الحكم.
بإمكانك أن توجه هذا السؤال للقارئ وسأكون سعيداً لو أطلعتني على إجابته.
* تكتب (القصيدة الحرة) لك وتكتب (العمودية) للناس! لماذا أجبرت على هذا الاتجاه؟
أكتب الحرة لي وللناس والعمودية لي وللناس. من يكتب لنفسه سيرميه التاريخ في ظلماته.. لماذا تظلمني يازبن؟!
* لو طلب منك أن تتخلص من واحد ليعيش الآخر الشاعر أم الصحفي، أيهما ستتخلص منه؟ ولماذا؟
بلا تردد سأتخلص من الصحفي وبشكل بشع أيضاً..
لا أستطيع العيش بدون الشعر.. الشعر هو الخلاص بالنسبة لي..
* هل هربت من الصحافة اليومية لأنك تخشي الاحتراق أم كنت تريد أن تطبخ عملك الصحفي على نارٍ هادئة لذا اخترت المطبوعات الشهرية؟
الصحافة اليومية صقلت أدواتي المهنية.. لا أخفيك أنني استفدت كثيراً من عملي في جريدة المسائية وجريدة الرياض..
لكنني لم أهرب كما تقول خشية الاحتراق، بل لأنني وجدت ميزات أكبر في فواصل فانتقلت إليها، هذا كل مافي الأمر.
* صناعة النجم الشعري رغبة القارئ أم طموح الصحفي في أن ينجح بنجومية ذلك الشاعر؟
الشاعر لايُصنع، الشاعر يَصنع..، كن على ثقة أن من يستحق النجومية سيطالها ولو بعد حين..
مهمة الصحفي في هذه الحالة تقديم الشاعر كما هو..
أرفض كثيراً مايطرح دائماً في أروقة الصحافة الشعرية عن مبدأ صُنع الشاعر وكيفية (تلميعه) وكيفية تمريره إلى القارئ..
القارئ الآن واعٍ ويعرف جيداً الجيد من الرديء، هناك أسماء كثيرة وكبيرة أخذت من الوهج الإعلامي الشيء الكثير ومع ذلك لايعترف القارئ بها..
وفي المقابل هناك أسماء شعرية منسية وتجد القراء يتناقلون قصائدهم كلما رأوها.
* قلت إن أغلب لقاءات الشعر هي (حش) و(مرمطة) أليس هذا هو انعكاس للصحافة الشعبية على شعرائها؟
لا أعتقد.. ولا أعتقد أيضاً أن للشعر دورا في ذلك، الشعر أداة تهذيب، لاينبغي له أن يُقحم فيما يحصل الآن..
السبب الرئيسي لكل مايحصل هو كثرة الدخلاء على الشعر وصحافة الشعر..
بإمكان أي عاطل عن العمل الآن أن يلتحق بالصحافة، ويصبح بين غمضة عين وانتباهتها نجما يشار له بالبنان بغض النظر عن جودة أو رداءة مايطرحه.
وأعتقد أنك تعرف ما يُسمى ب (الصدمة الإعلامية).. الصدمة الإعلامية اللعينة هي المسؤولة عن كل مايحصل الآن..
* يتفشى في مطبوعات الشعر الشعبي استخدام «قوائم سوداء» تمنع بعض الشعراء أو الكتّاب من التحليق عبر أجوائها، من المسؤول عن ذيوع هذه العقدة؟ ومن الخاسر منها؟!
هذه حقيقة لاجدال فيها، والمسؤول عنها الصحفي والخاسر فيها الشاعر.
بعض الشعراء الآن ونتيجة للصدمة الإعلامية أصبحوا متضخمين جداً.. جاوزوا نرجسية المتنبي بكثير.. تخيل؟!!.. نرجسية المتنبي المبررة كونه شاعراً عظيماً تجاوزوها بمسافات طويلة.. مع أن التاريخ سيكنس شعرهم ونرجسياتهم كما كنس نرجسية المتنبي وأبقى شعره.
* شعر المرأة كثر حوله الحديث من حيث وقوف الرجل خلف شعرها؟ من خلال منصبك ماذا تقول عن شعر المرأة؟
أكثر الشاعرات عبارة عن تلفزيونات خشبية جميلة تعرض العديد من القنوات لكن الفرق بين جهاز التلفزيون والشاعرة من هذا النوع ان التلفزيون يعرض قنوات نعرفها ونلاحظ اختلافها عن بعضها البعض بينما الشاعرة تعرض لنا قنوات (قصائد) مختلفة لكن بدون شعار يمكننا من تحديد هوية القناة (القصيدة)..
90% من الشاعرات الموجودات الآن في ساحة الشعر هن تلفزيونات أنيقة و10% فقط شاعرات حقيقيات.
* لو قلت لك رشح اسماً تختاره لغلاف فواصل؟
الشيخ طارق السويدان.
* واسماً تتمنى ان ينصف شعره؟
سعد الحريص، الحميدي الثقفي، سلطان علي، محمد سليمان الخضيري
* واسماً شعرياً آخر تطمح ان تحاوره؟
محمود درويش.
* لن أقول اترك لك مساحة غير محدودة لتكتب ماشئت ولكني سأترك مساحة محددة لتكتب ما شئت؟
سأكتب كلاماً كثيراً.. كثيراً جداً. ربما لا تتسع له كل صفحات الجريدة.. لكنني أستطيع أن أختصره بكلمة واحدة..
شكراً.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved