أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 5th April,2001 العدد:10416الطبعةالاولـي الخميس 11 ,محرم 1422

مقـالات

شدو
تفتيح البشرة أم تنقيح التربية؟
د. فارس محمد الغزي
مواد تفتيح البشرة...؟!... وهل كانت مغلقة سابقا لتتفتح الآن ..؟ بل هل المسألة «تسليك مواسير!» أقصد.. فتح «مسام» ليتسربل ويتجلى البياض؟ بربكم ألا تشمون هنا رائحة «تشليح» ثقافي مخيف.. أوليس في الحياة ما هو أهم من تفتيح البشرة: ماذا عن تفتيح العقل المغلق .. غير المدرك.. ان القناعة الذاتية لا تتأتى الا بقبول الذات كما خلقها الله سبحانه .. بالله عليكم من يثق بمن لا يثق «بلونه؟» .. ولماذا تبدو ثقافتنا ثقافة «ألوان؟!» ... عتبي على طرائق التربية فلولاها لما عجت أسواقنا بالكيميائيات «القلوية!» الحارقة طمعا بالبياض!
.. علموا النشء «بالممارسة» أن البياض الحقيقي هو بياض القلب .. بياض السريرة .. نقاوة السلوكات..!
فول «FOOL»!
لكل زمان «طعامه المفضل» .. وعكسه صحيح: فلكل زمان طعامه «المكروه!» فالشعير على سبيل المثال كان له ذات يوم مذاق وقدر «كافيار» اليوم ومع ذلك فبمجرد ان تحسنت الظروف الاقتصادية فقد الشعير مذاقه وقدره «وطاح!» من عيون الناس الى الدرجة التي رق له قلب أحدهم فواساه «بمثل» ذهب مثلا: «الشعير مأكول مذموم». حسنا دار الزمان دورته وحل «الفول» محل الشعير وفي نهاية الأمر لقي الفول مصير الشعير رغم كل الخدمات الدلخية/الشحمية! التي قدمها الفول هذا لبني البشر الذين سرعان ما تنكروا له بالقول: «من أكل فولا أربعين يوما فقد استثور» أي أصبح «غبيا» وكما تفيد الكلمة الانجليزية FOOL المذكورة بالعنوان اعلاه.
ان ما حصل للشعير والفول من قبل البشر قد يحصل للبشر من قبل البشر، فقبل فوات الأوان التفت يمنة ويسرة وابحث هنا وهناك فلربما ان هناك من هو لك شعيرا «على الزمن» كما كان الشعير لبطون اجدادك الخاوية، فلا تأكلنه .. لا تذمنه.. بل افعل الواجب تجاهه: أحسن اليه.. اشكره.. أدع له.. رد جميل
فاعل الجميل .. لتكون جميلا..
إذا مات منا موقع قام موقع!
هناك وجه شبه بين الأفعى والانترنت: فالأفعى ثعبان سام للجسد والانترنت «عنكبوت!» سامة للفكر، بل ان لكل منهما طبيعة تسللية «زاحفة» بهدوء «قارصة بسكات!» غير ان هناك فروقا بين الاثنين: فلدغة الثعبان تفرض عليك الذهاب الى المستشفى بصحبة صاحبك الثعبان «حيا او ميتا» وذلك لكي تحصل على «الترياق» المناسب للثعبان المناسب، وعزاؤك هنا ان الخيار خيارك في الذهاب الى المستشفى الذي ترغب الذهاب اليه، على عكس فيما لو وقعت ضحية للدغة لا أخلاقية للعنكبوت .. أقصد الانترنت فهنا لا خيار لك سوى مدينة الملك عبد العزيز وعلى وجه التخصيص قسم «التضميد» ..
أقصد ترياق حجب المواقع .. حسنا، من منكم يتذكر ردات الفعل التي واكبت المراحل المبكرة لدخول القنوات الفضائية؟... ومن انتصر على من؟ وعليه من لديه أمضى سلاح «سلاح الزمن!» المدينة أم عملية حجب المواقع؟.. وهل هناك يا ترى من بديل .. من خيار.. من منهج .. من نهج اكثر جدوى؟.. نعم وذلك فيما لو استقرأنا حيثيات المثل الصيني القائل: «بدلا من ان تعطي الفقير «أخلاقياً!» سمكة كل يوم، علّمه كيف يصطاد السمك».. فبدلا من تعب ونصب ووصب وخسائر حجب المواقع عن الجاهل كل ثانية زمنية عابرة علّموا هذا الفقير أخلاقيا كيف يحجبها بضميره.. بمسؤوليته الذاتية...
يا مدينتنا العزيزة:
«الدنيا أطول من أهلها»، كما يقول المثل العامي.. فماذا أنتم صانعون غدا حينما تقول «التقنية» كلمتها فتخترع ما يحجب وسائلكم الحاجبة فتنقلب «المهنة» ويصبح الحاجب محجوبا..؟!
للتواصل ص ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved