أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th April,2001 العدد:10417الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,محرم 1422

مقـالات

ماقل ودل
اليتيم
د.عبدالاله بن سعد بن سعيد
يجب أن نفرق بين نظرة الإحسان والشفقة وبين نظرة العطف والحنان. حيث إن كثيراً من الناس يخلط بينهما في تعامله اليومي مع الآخرين وبالذات مع الفئات ذوي الظروف الخاصة. وفي الأيام الماضية بدأت الصحافة السعودية مشكورة دوراً كبيراً في ابراز الحدث الاجتماعي النبيل المتعلق بالمهرجان الخيري الأول لرعاية اليتيم وتابعت باهتمام كبير كثيرا من المقالات والقصائد والآراء في هذا المجال ولا أملك إلا أن أشكر كل من ساهم في هذه الحملة الإعلامية الخيرة وقدم جهودا ثمينة في هذا الجانب.
نحن نعيش في مجتمع متضامن لذلك فإن نظرتنا لليتيم لايجب أن تكون نظرة شفقة وإحسان حتى لانجرح مشاعره ونحافظ على بنائه النفسي والشخصي ونستطيع في النهاية أن نجعل منه عضوا فعالاً في المجتمع. في مجتمعنا السعودي لاتكاد أسرة تخلو من يتيم أب أو يتيم أم يتمتعون برعاية أعمامهم أو أخوالهم أو جدودهم بأسلوب راق لا يقسون عليهم ولا يشعرونهم بالشفقة والإحسان بل تجدهم مندمجين في أسرهم حتى ان الكثير من هؤلاء الأيتام قد لايعرف معنى كلمة يتيم إلا إذا كبر وشعر بفقدان الأب أو الأم.
يجب أن نغير من استراتيجيتنا نحو رعاية الأيتام ونحو رعاية أصحاب الظروف الخاصة. يجب توعية الناس ضد مخاطر الفردية التي أصبحت مسيطرة على كثير من تصرفاتنا وإحياء التضامن والمؤاخاة بين أفراد الأسر وإذا كانت المؤسسية والعمل المؤسسي قد فرض نفسه بناء على إفرازات الواقع الاجتماعي، وأصبح العمل المؤسسي هو الأسلوب الأمثل لإدارة أمورنا اليومية فهناك الكثير من التغيرات التي تنتظرنا للقيام بهذا العمل المؤسسي، لعل أول هذه الأمور دور الأخصائي الاجتماعي في مؤسسات الرعاية الاجتماعية المختلفة، وفي المدارس وفي السجون هذا الدور مفقود لعدم الاهتمام والقناعة بما يقدمه وإن وجد الاخصائي الاجتماعي في إحدى هذه المؤسسات فإنه يعمل كموظف بدلاً من عمله كخبير وراع وموجه. والأهم من ذلك متابعة اللوائح وتجديدها من فترة زمنية لفترة أخرى، ثم تشجيع المؤسسات غير الحكومية التي تركز على الجهود الوقائية التي تعمل على التقليل من المظاهر السلبية لإفرازات المجتمع الحديث وتترك الجهود العلاجية للأجهزة الرسمية حيث معالجة الأسباب أهم في نظري من معالجة الافرازات التي خلفتها المدنية.
«فأما اليتيم فلا تقهر» توجيه رباني حكيم أرجو أن نأخذ منه المعاني العميقة والعبرة في تجنب جرح مشاعر هذا اليتيم وان نوفر واحة من العطف والحنان لأولئك المحتاجين لمن يسأل عنهم ويأخذ بأيديهم ويتفقد شؤونهم ومعاناتهم. ليس فقط الأيتام إنما حتى السجناء وذوو المشاكل الاجتماعية المعقدة فكم من يتيم مازال أبواه على قيد الحياة.
رعاية اليتيم من الأمور التي حث عليها الاسلام ورغب فيها ووعد فاعلها بالأجر الجزيل والثواب العظيم في الدنيا والآخرة. وقد أولت الدولة أيدها الله هذا الجانب اهتماماً كبيراً على كافة الصعد وليس ذلك بغريب على بلد يحكم بشريعة الله ويتمسك بالتقاليد التي اختطها مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي كان له دور في تعليم الايتام وفتح المدارس لهم في معظم مدن المملكة العربية السعودية. قد قدم لنا رحمه الله بذلك العمل المميز الأساس الذي يجب أن تنطلق منه برامج رعاية الأيتام. والله الموفق.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved