أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th April,2001 العدد:10417الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

العلاقات الإنسانية في العملية التربوية
عزيزتي الجزيرة:
شاع مصطلح العلاقات الإنسانية في الميدان التربوي وأصبح محورا لأغلب الأطروحات التربوية الحديثة، وربما أن هذا المصطلح بدأ يفرض نفسه نتيجة للفلسفة التربوية التقليدية التي أهملت جانب العلاقات الإنسانية وذلك باتخاذها منهج الحزم الذي يعتمد على إنتاجية الفرد ومستوى أدائه فقط وفق نظام صارم لا يقبل أنصاف الحلول. ولا شك ان العلاقات الإنسانية تؤدي دورا هاما في إثارة الدوافع لتحقيق أعظم كفاية وبالتالي تحقيق أهداف الإدارة التربوية فهي تعمل على تخفيف وطأة الآلية المفرطة في العمل والأساليب الروتينية التي تجعل العمل ثقيلا ومملا، ولذلك فإن الروح المعنوية إذا ارتفعت تساعد على تعاون الجماعة وتحسين أدائها ومن ثم تحقيق الأهداف التي تعمل على إنجازها.
ويتطلب تكوين العلاقات الإنسانية بين جميع من يتفاعلون مع الجو التعليمي في المدرسة سواء أكان مشرفا تربويا أم مديرا أم معلما أم طلابا أن يكون الجو المدرسي مبنيا على الإيمان بقيمة الفرد والجماعة والعيش بانسجام من أجل التفاعل البناء وذلك يتحقق بالالتزام بما يلي:
الإيمان بالعمل التعاوني.
إتاحة الفرصة للأفراد للتعبير عن آرائهم.
تقدير طموحات الآخرين وقدراتهم.
إشراك الآخرين في اتخاذ القرارات.
الثقة بالآخرين.
العمل على إشباع حاجات الأفراد.
تعرف شعور العاملين في الميدان.
إشعار العاملين بقيمتهم وبالحاجة الماسة إليهم. وفي ضوء ذلك يمكن القول بأن العلاقات الإنسانية في الميدان التربوي عامل مهم في رفع مستوى الأداء وتساهم في تقديم عائد تربوي كبير بإذن الله.
ولكن مع هذا فقد حذر العديد من التربويين من طغيان العلاقات الإنسانية على مسيرة العمل التربوي وألمحوا الى ان العلاقات الإنسانية الايجابية يجب ان تسير العمل التربوي وتوجهه فقط لا أن يبنى عليها العمل التربوي داخل الميدان وذلك لأن العلاقات الإنسانية لا تكفي وحدها في ضبط العملية التربوية بكافة جوانبها وإنما لا بد من التوسط في ذلك بحيث لا يطغى جانب العلاقات الإنسانية على الجوانب الأخرى التي ترسم حدود العملية التربوية وتحدد أبعادها.
إن علاقة المعلم بتلميذه يجب ان تقوم على مبدأ العلاقات الإنسانية الإيجابية وان علاقة المعلم بمديره يجب أيضا ان تقوم على هذا المبدأ. كما ان جميع العاملين في الميدان التربوي يجب ان يراعوا جانب العلاقات الإنسانية ولكن في حدود ما يسمح به الموقف التعليمي الذي يخدم أهداف العملية التربوية. كما يجب ألا ينسى مبدأ الحزم والضبط في مسيرة العمل التربوي وذلك لأن العلاقات الإنسانية وحدها لا تحقق الأهداف المرجوة وإنما تقدم أفرادا غير مبالين وغير منتجين.
محمد بن شديد البشري
مشرف تربوي شرق الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved