أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th April,2001 العدد:10419الطبعةالاولـي الأحد 14 ,محرم 1422

المجتمـع

د. المديفر الاستشاري النفسي لـ "الجزيرة":
على وزارة المعارف البحث عن الخبرات العيادية وليس الأكاديميين فقط
هبوط الأداء المدرسي المفاجئ إنذار بالخطر!
* حوار- رياض العسافي
طالب الدكتور عمر بن ابراهيم المديفر استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين والعلاج الزوجي والعائلي والطب النفسي العام في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني والمحاضر والمدرب والممتحن في الزمالة السعودية للطب النفسي الآباء حسن معاملة أبنائهم المراهقين لأن إهمالهم أو إهانتهم باستمرار قد تجر إلى نتائج وخيمة مثل إدمان المخدرات وتحدث د. المديفر طويلاً عن أسباب الاضطراب النفسي للأطفال والمراهقين وبين أسبابه وطرق علاجه في الحديث التالي..
* لماذا "طب الأطفال والمراهقين" أصبح تخصصاً مهماً؟
* في الحقيقة طب نفس الأطفال والمراهقين تخصص فرعي ومهم للطب النفسي منذ زمن بعيد وذلك لأسباب كثيرة مثل طبيعة الحالة النفسية لدى الأطفال تختلف عنها لدى الكبار وذلك لعدم قدرة الصغار على التعبير عنها ولا إظهارها للآخرين ومن ثم فهناك حاجة لمهارات متخصصة للتعامل مع الأطفال والمراهقين يتزود بها المتخصصون في ذلك فضلاً عن ارتباط الاضطرابات والصعوبات النفسية عند الاطفال بالظروف المحيطة ولهذا ينبغي لمن يتخصص في هذا المجال أن يحيط أو يتدرب على العلاج الزوجي والعائلي كي يستطيع أحداث تغيرات على تفاعلات الأسرة ومن ثم يستطيع تخفيف أعراض الطفل بأذن الله وأيضاً كون الطفل في طور نمو يجعل الحكم على ما هو طبيعي أو غير طبيعي صعباً فمثلاً الطفل الحركي بكثرة قد يكون ظاهرة طبيعية في سن 3 سنوات أو 4 سنوات لكن في سن 8 سنوات وفي المدرسة قد يحكم على حركة هذا الطفل المفرطة التي تؤثر على أدائه المدرسي قد يحكم عليها أنها غير طبيعية وتحتاج إلى تدخل علاجي وأخيراً ردود فعل الأطفال نحو الأدوية وحجم الجرعة التي يأخذونها مختلف عن الكبار ولهذا أصبح هذا التخصص تخصصاً دقيقاً حتى يحيط الممارس بما ينبغي عند استعمال الأدوية لعلاج الأطفال.
للوراثة دور
* ماهي أسباب الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمراهقين؟
*هذا من المواضيع المهمة التي يجب علينا توعية الناس بها لأن معرفة الأسباب قد يتنج عنها فوائد كثيرة تقلل من الحالات والصعوبات وهنا أعدد بعض الأسباب والتي عادة ما تكون مجتمعة أو أكثر من سبب وأقدم أن السبب الرئيسي غير معروف أو غير موجود بمعنى أن الطفل ولأسباب متعددة تظهر عنده أعراض حالات نفسية وليس بسبب وحيد الا في حالة وجود أذى مباشر للطفل أما في حادث أو إساءة تربية وما شابه ذلك:
السبب الأول: وجود شيء من القابلية الوراثية والتي تزيد عند تعرض الطفل لظروف صعبة أو لتربية سيئة تؤدي الى تفاقم القابلية عنده.
السبب الثاني: وجود إصابات وقت الحمل أو الولادة مما يسبب ضعفا في قدرات الذكاء أو صعوبات تعلم أو حتى أمراض نفسية وحالات إعاقة للنطق مثلاً أو التوحد أو شيئاً من أعراضه وهذا كله بسبب نقص عابر في وصول الاكسجين للدماغ.
السبب الثالث: طبيعة شخصية الطفل من حيث صعوبتها أو سهولتها فكلما كانت الشخصية أسهل وأكثر انتظاماً في الحياة من حيث الأكل والنوم والحاجة للحمام واستقرار المزاج كان احتمال الاضطراب النفسي أقل.
السبب الرابع: الظروف العائلية مثل الخلافات الشديدة بين الوالدين أو الانفصال المتكرر أو الأطفال للعوائل المنفصلة والذين لايتعامل والداهم بعقل وحرص عليهم بل يجعلون هؤلاء الأطفال وسيلة لتعذيب بعضهم البعض أو يزرعون الحقد لدى الأطفال نحووالديهم.
وكذلك وجود صعوبات نفسية لدى الأم أو أب قاس أو عنده نوازع إجرامية وكذلك عدم استقرار العائلة وتنقلها المستمر وعدم وجود دعم نفسي للوالدين والأسرة عموماً.
السبب الخامس: الظروف العامة مثل الفقروالحي المليء بالصعوبات والأطفال المؤذين وكذلك التعرض لظروف صعبة مثل الحروب والأذى.
السبب السادس: وجود أمراض عضوية مزمنة مثل السكر والربو مما يجعل التأقلم معها صعباً ويوجد شيئاً من الصعوبات النفسية.
السبب السابع: وجود أذى جسدي أو نفسي أو إهمال للطفل سواء داخل الأسرة أو من قبل الوالدين أو الخادمة أو في المدرسة.
الحياة ليست دائماً مفروشة بالورود
* كيف يمكن للأبوين والمربين التعرف على اصابة أحد الأبناء بصعوبات أو اضطرابات نفسية؟
*أولاً لابد من الاشارة أن الحياة ملئية بالصعوبات وليست دائما مفروشة بالورود ولهذا من الطبيعي أن تمر الأسرة عموماً وأفرادها آحاداً بصعوبات وضيق وخوف وماشابه ذلك وليس كل حالة عابرة يمر بها الطفل أو المراهق هي حالة نفسية أو غير طبيعية وأحياناً حتى في الظروف الطبيعية يكون هناك حاجة لتدخل وقائي حتى تخف نتائج تلك الظروف مثل مشاهدة مأساة أو فشل في الدراسة أو ما شابه ذلك.
والمقياس الذي عادة نتبعه لمعرفة ما إذا كانت ظاهرة أو أعراضا معنية طبيعية أو غير طبيعية هو هل السلوك مناسب للعمر الزمني لذلك الطفل وهل السلوك أو الصعوبات مسببة مشكلات في نواحي الحياة المختلفة مثل الحضور للمدرسة والتحصيل الدراسي وكذلك العلاقات مع الأطفال الآخرين أو أفراد العائلة وكذلك القدرات العقلية والحسية والنظافة الشخصية والطبيعة المعتادة لذلك الطفل هل تغير شيء منها تغيراً كبيراً ومفاجئاً وغير مقبول.
أما الأعراض المعتادة فهي تغيرات مفاجئة في السلوك أو اضطراب سلوكي مزمن مثل الأطفال المصابين بضعف التركيز وكثرة الحالة الى درجة انهم لا يستطيعون حل الواجب ولامتابعة المدرس وكذلك عدم الجلوس في مكان محدد لمدة مناسبة بل يتململون كثيراً ويغادرون مقعدهم بدون إذن من المدرسة.أو تغير سلوك المراهق فيصبح يمضي وقتاً طويلاً لوحده أو خارج البيت مع تقلبات في مزاجه وطبيعته أو العنف المفاجئ والتفكير المضطرب. وهناك تغير في الأداء المدرسي بدرجة شديدة وبدون أسباب واضحة.
قلق بدون سبب
* ماهي الأمراض التي تصيب بعض المراهقين؟
* الأمراض كثيرة لأن مرحلة المراهقة هي في العادة فترة ظهور أعراض الحالات النفسية والأمراض النفسية فالوسواس والكآبة أو حتى الفصام عادة ما تبدأ في هذه المرحلة وان كان اكتشافها وتشخيصها قد يتأخر وهنا أسوق ملخصاً لتلك الأمراض:
اضطرابات المزاج
الإدمان وهو مشكلة كبيرة في سن المراهقة
المبشر أن مستشفى الأمل بالرياض قد افتتح مؤخراً قسما خاصا بالأحداث لعلاج الإدمان فعلى الآباء الحرص على الذهاب بأولادهم في حال وقوعهم بالأدمان وكلما كان ذلك مبكراً كلما أمكن تقليل النتائج باذن الله.
القلق وهو أنواع متعددة ومن أكثر ما يظهر في سن المراهقة الخوف الاجتماعي الذي يمنع المراهق من النشاط الاجتماعي وعدم قدرته على الحديث بطلاقة مع الآخرين أو التحدث أمام جمع من الناس وتكون الحالة عبارة عن قلق وتعرق وازدياد في نبضات القلب وقد يكون هناك نوبات هلع والبعد عن الناس واجتناب الأماكن المزدحمة وهكذا وهذا يؤدي الى صعوبات في نواح متعددة في الحياة ويؤدي لعدم القدرة على الثقة بالنفس والتعبير عن الذات والعلاج لمثل هذه الحالة متوفر باذن الله.
أمراض الذهان وهي الحالات العقلية التي تؤثر على الإدراك.
اضطرابات الشخصية فالشخصية تتكون ببطء وتظهر في سن المراهقة بشكلها شبه النهائي.
*ما هي الجهود التوعوية التي تبذل في مجال الصحة النفسية للأطفال والمراهقين؟
*في الحقيقة هناك عدة جهود من قبل جهات مختلفة فوزارة المعارف طورت أداء وحدات الارشاد وأن كان الطريق طويلاً وعلى الوزارة البحث عن ذوي الخبرات العيادية وليس الاكاديمية فقط وهناك وزارة الصحة تبذل بعض الجهود بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وعلى المستوى الشخصي لدي مشروع تثقيفي للعائلات والشباب بدأته بطرح شريط كاسيت من جزأين اسمه "فنون الحياة العائلية" وقد ناقشت في هذا الشريط مسائل عديدة وحالياً أعد شريط " كيف نتحدث مع أطفالنا" وشريط آخر بعنوان " معلومات في الحياة الزوجية" كلها فيما أحسب طب نفسي وقائي يقلل المعاناة ويحدث صوتاً لنقاش قضايا حساسة وأساسية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved