أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th April,2001 العدد:10419الطبعةالاولـي الأحد 14 ,محرم 1422

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
مواقع محظورة
خالد أبا الحسن
تصلني رسائل ترويجية لمنتجات مختلفة تباع على الإنترنت لمختلف الأذواق والاحتياجات، من أحمر الشفاه إلى السيارات، ومن الكتب إلى الرقيق الأبيض، ومن الاثاث المكتبي إلى الفياجرا. جملة من المتناقضات، لا يجمعها سوى شيء واحد وهو السعي اللاهث وراء أثمانها.
ولأنه الإنترنت، فلا رقيب يمنع عرض مثل هذه المبيعات على الإنترنت، ما دام المشترون يرغبون بذلك، المهم توفر المشتري الواثق الذي لا يجد غضاضة في استعمال بطاقة ائتمانه او سواها لاتمام عملية الشراء. وتبقى مسؤولية توصيل البضاعة للمشتري ملقاة على عاتق البائع الذي سيكون عليه تقديم خيارات متعددة ومقنعة ومغرية بما يكفي للمشترين لكيفية شحن بضائعهم.
ولأن الإنترنت أيضاً، فإن كثيراً من الحكومات لا تمنع الشراء من هذه المواقع، وإنما تمنع دخول مثل هذه المنتجات أو وصولها إلى مواطنيها قدر استطاعتها، وحين اقول «قدر استطاعتها» فإنني اعني ان هنالك ما لم تقدر الحكومات على منعه حتى تاريخه، ولعلي أضرب على ذلك مثلاً في الفقرة التالية.
من المعلوم ان الولايات المتحدة تمنع القمار ودوره في مدنها وقراها فيما عدا مدن محددة رخصت لها ولاياتها في حدود القانون الأمريكي الذي يلزم دار القمار بدفع ضرائب طائلة مقابلة ما يجنونه من مبالغ طائلة تجود بها جيوب المغفلين، لذا، فإن من اراد المقامرة فإن عليه السفر إلى مدن معينة يقطع الولايات المتحدة بعرضها وطولها ليجد مكاناً يقضي فيه وطره ويمارس فيه ادمانه للخسارة والبعثرة التي تتملكه، ولأن بعض بارونات القمار لا يرغبون الالتزام بهذا القانون الحصري الذي يلزمهم بالكثير ويكبلهم بقيود قانونية لا حصر لها، فإنهم لجأوا إلى الإنترنت، وقد وجدوا فيه بغيتهم.
بثت قناة NBC الاخبارية حلقة من مجلتها التلفزيونية Dateline، وأورد فيها مقدم البرنامج خبراً عما يحدث على الإنترنت من خروقات للقوانين الأمريكية، التي لم تقم حيالها الحكومة الأمريكية بأية إجراءات. فقد قام عدد من الشباب الأمريكيين بالانتقال إلى جزر ودويلات جنوب أمريكا والتي تحكمها قوانينها الخاصة بها، ليؤسسوا شركات المقامرة على الإنترنت والموجهة إلى الشعب الأمريكي. ولأن الأحداث الرياضية تعد من أهم الأحداث التي تغذي سوق القمار، فإن هذه المواقع تعرض سوقاً رائجة تصل إلى مئات الآلاف من المقامرين لسهولة الإجراءات ويسر الوصول إلى تلك المواقع. وقد عرضت القناة الكيفية التي يقوم بها اولئك المقامرون باتمام عمليات القمار المرتبط بالأحداث الرياضية الأمريكية، ودفع الأموال او تلقيها باستخدام شركة تحويل أموال امريكية مشهورة. ويحدث كل هذا أمام أنظار المسؤولين الأمريكيين والذين لم يجدوا سبيلاً لمنع تلك الممارسات لما يكبل أيديهم من قوانين كقانون الحرية الشخصية وقانون حرية الكلمة على الإنترنت، وكلما تم حجب موقع ما، ظهرت له مرآة في موقع آخر، وهكذا دواليك.
ومن المواقع التي لا ترغب السلطات الأمريكية او سواها ان تبقى على الإنترنت، مواقع بيع الدواء الذي لا يرخص استعماله عادة بدون وصفة طبيب. وجاءت هذه المواقع لتعرض بيع أدوية كثيرة من هذا النوع، متجاوزة الأعراف الطبية والدولية، وغير مكترثة بصيحات التحذير التي اطلقها الأطباء والمسؤولون لوقف هذه المبيعات. وتتراوح الأدوية ما بين أدوية الأمراض النفسية والعجز الجنسي وعقاقير تنمية العضلات والهرمونات بأنواعها. وتأتي الحبة السحرية الزرقاء على رأس أهم المبيعات في هذه المواقع، والتي يكثر طلابها في أنحاء المعمورة. ورغم ما يكتنف الأمر من ريبة وعدم موثوقية في المصدر، إلا ان الاقبال يبدو جيداً لقلة الأسعار ووفرة المعروض، ويعجب المرء من الثقة العمياء التي يضعها الزبائن في مواقع كتلك المواقع، فهم يقدمون بطاقاتهم الائتمانية إلى هؤلاء لتأتيهم أدوية قد تحتوي على مواد مخدرة أو مكونات مغايرة لما يريدون الحصول عليه. فما بني على أساس غير قانوني ولا أخلاقي، أنى للمرء ان يضع ثقته فيه؟ ولكن، لا غرو، فأصحاب تلك المواقع يتكؤون على قاعدة عريضة من البلهاء.
Saudis@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved