أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th April,2001 العدد:10423الطبعةالاولـي الخميس 18 ,محرم 1422

العالم اليوم

أضواء
استيقظ ضمير الأوروبيين، فمتى يصحو الضمير الأمريكي
جاسر عبدالعزيز الجاسر
وسعت اسرائيل حربها ضد الفلسطينيين، فبعد استعمال الدبابات والطائرات المروحية القتالية التي استعملت صواريخ الجو الموجهة للمركبات والمباني، أدخلت صواريخ أرض أرض، ذات القدرة التدميرية العالية والتي تطلق من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
إذن فإن اسرائيل لم تعلن الحرب منذ بداية هذا الأسبوع حسب قول مسؤول فلسطيني بعد ان بدأت اسرائيل استعمال صواريخ أرض أرض لضرب الأحياء الفلسطينية المدنية ومقرات السلطة الوطنية، فالحرب كانت قد بدأت منذ استعمال الدبابات وطائرات الهيليكوبتر القتالية وكل أصناف القتال ضد المدنيين الفلسطينيين العزّل والشرطة الفلسطينية الذين لايحملون سوى اسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم.. ولا نقول عن المدنيين الفلسطينيين لأن ما يملكونه من اسلحة خفيفة لا يتعدى مدى اطلاق رصاصها المائة ياردة.
والآن وبعد صواريخ أرض أرض التي تستعملها الجيوش لمواجهة جيوش اخرى ولضرب المواقع المحصنة، ما رأي الولايات المتحدة الامريكية التي استعمل ممثلها في الأمم المتحدة وبدم بارد «الفيتو» ليمنع المجتمع الدولي من حماية الفلسطينيين، هل بعد ضرب الصواريخ من عذرٍ، وإذا كانت عيون مسئولي الادارة الامريكية لم تر صواريخ طائرات الهيليكوبتر، وقذائف الدبابات التي هدمت مساكن الفلسطينيين، واصطادت المدنيين في سياراتهم، إذا كانت لم تر كل ذلك ولم تسمع به، هل يمكن عدم رؤية تخريب وتدمير وقتل صواريخ أرض أرض..؟!
سؤال يوجه للضمائر التي لا تزال تغط في سبات عميق.. ونتساءل كيف السبيل لإيقاظ الضمائر النائمة..!!؟
وهل لنا أن نأمل بتحرك من المنظمات الانسانية والحقوقية في الولايات المتحدة الامريكية، لإيقاظ ضمائر المسئولين الحكوميين هناك، حتى يرفعوا تسلطهم وهمينتهم على إرادة المجتمع الدولي ليقوم بدوره في حماية المستضعفين الفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة والذبح اليوم وبأكثر الأسلحة فتكاً... الأسلحة الأمريكية التي تزوّد بها الولايات المتحدة الامريكية اسرائيل لذبح العرب..؟
هل لنا أن نرى تحركاً كالذي بدأ يتبلور في أوروبا، حيث بادرت أكثر من منظمة غير حكومية أوروبية بدعوة حكوماتها والاتحاد الأوروبي إلى التحرك والعمل على تشكيل قوة دولية لحماية الفلسطينيين من الإبادة التي يتعرضون لها من القوات الاسرائيلية.
ومع أن نداء الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان، والرابطة الفرنسية لحقوق الانسان وحركة مناهضة العنصرية ودعاة الصداقة بين الشعوب وهيئة فرنسا فلسطين، قد جاء متأخراً، والذي يشكل أول تحرك أوروبي، انطلق من فرنسا والمرشح للتطور والتوسع ليشمل منظمات ورابطات أوروبية اخرى، إلا أنه يشكل بداية لاستيقاظ الضمير الغربي الذي ظل نائماً طوال اكثر من نصف عام مارس فيه الاسرئيليون الذبح اليومي للفلسطينيين دون ان يشجب او يعترض الغربيون الذين يعترضون على هدم التماثيل وإيذاء الحيوانات ويتجاهلون ذبح البشر في فلسطين.
المهم استيقظ ضمير الغربيين أخيراً .. والاستيقاظ ليس مكتملاً بعد، إذ إن الفرنسيين وحدهم الذين تكلموا وإن جاء النداء والكلام باسم الأوروبيين، والفرنسيون دائماً هم أصحاب المبادرة الأولى ودائماً يقودون تحرك الأوروبيين، إلا ان صحوة الضمير الغربي لا تكتمل إلا إذا انضم إليها الامريكيون الذين لا نطلب منهم سوى رفع أيديهم عن الإرادة الحرة للعالم وتركه يساعد المظلومين.. ولتبقى واشنطن وحدها تنصر القتلة.. الذين يبيدون الشعوب بالصواريخ.. صواريخ أرض أرض المصنوعة في امريكا.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved