أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th April,2001 العدد:10423الطبعةالاولـي الخميس 18 ,محرم 1422

العالم اليوم

التاريخ: عبر ودروس
حتمية الانتصار
د. إسكندر لوقاء
من نافلة القول أن مدينة جنيف السويسرية شهدت، منذ بداية القرن الماضي. وربّما قبل ذلك أيضاً بسنوات، العديد من المؤتمرات الدوليّة الهامة. ومع ذلك قد يتوقّف أحدنا أمام واحد من المؤتمرات التي شهدتها هذه المدينة لسبب ما تفرض الظروف الراهنة استذكاره.
من هذا المنطلق، تستعيد الذاكرة العربيّة، ربما تحت ضغط الظروف الراهنة كما أسلفنا، تستعيد ذلك المؤتمر الذي عقد في جنيف نفسها في العام 1921، وكان واحداً من المؤتمرات الفاصلة بالنسبة لاستقلال البلاد العربية، بغية خلاصها من الاستعمار الفرنسي، بكل أنواعه ودوافعه وادعاءاته التي بلغت، أحياناً، حدّ الصفاقة بالقول ان هذا البلد أو ذلك ما زال يحتاج إلى «رعاية» نظراً لعدم بلوغه سن الرشد أو القدرة على إدارة شؤونه الحياتية اليوميّة.
إن المؤتمر المعني بهذه الوقفة مع واحد من احداث التاريخ هو المؤتمر السوري الفلسطيني، الذي بدأ أعماله في العام 1921م، بقصد إثارة مسألة استقلال البلاد العربية أمام الرأي العام العالمي، ردّاً على سياسة فرض الانتداب، وهو من صيغ الاستعمار قولاً واحداً، على دول منطقة الشرق الأوسط، طبقاً لسياسة الحلفاء الخارجيّة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في العام 1918، واندحار دول المحور، كما هو معروف.
استمرت جلسات المؤتمر السوري الفلسطيني، عشرين يوماً، وفي ختام جلساته اصدر المؤتمرون بياناً رفع إلى الجمعية العمومية مطالبين بحق تقرير المصير للبلاد العربية من دون استثناء، وانهاء الانتداب حيث كان مفروضاً، إضافة إلى لجنة جرى انتخابها من قبل المؤتمر لمتابعة الموضوع لدى الجمعية العمومية والجهات المعنيّة بمستقبل البلاد العربيّة.
وبطبيعة الحال لم يكن غريباً على الرأي العام العربي، صدور بلاغات عسكريّة من قبل القادة المنتدبين على البلاد التي اخضعت لنظام الانتداب، وخاصة في سورية ولبنان وفلسطين. لم يكن غريباً صدور بلاغات «شديدة اللهجة» تحذّر من العمل ضد السلطات المنتدبة، وكذلك تهدّد قادة من اسمتهم تلك البلاغات ب «المتمردين»، مع العزم بأن أية بادرة تظهر على الساحة العربية في المنطقة، سوف تقابلها السلطات بمنتهى القسوة.
ولم يكن أصحاب البيانات على دراية بأن مثل هذا الحجم من التحدّي سيقابل بحجم مماثل من الفعل ضد وجود المستعمرين، وكان لا بدّ أن تنتصر لغة المقاومة الشعبيّة على لغة التهديد والوعيد، وأيضاً على اللغة الدبلوماسية التي كثيراً ما تراوغ أو تدور حول نفسها و تراوح في المكان.
على هذا النحو، يعايش المواطن العربي في أيامنا هذه، ظاهرة وجود الاستعمار الصهيوني في فلسطين العرب، ولن تجدي شارون ولا الحاخام يوسيف، لغة التهديد والوعيد، لأن في ثنايا الأيام الغابرة، العديد العديد من الأمثلة التي تروي قصص اندحار المحتلين وانتصار الشعوب.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved