أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

مقـالات

كلمات معدودة
ليته لم يخطب
د. محمد بن سليمان الأحمد
ألقى نائب صدام حسين كلمة في مؤتمر القمة العربي الدوري الأول الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان قائلاً انها رسالة من الرئيس «الضرورة» الى قادة الأمة.
هاجم صدام في بداية كلمته النظام الملكي الهاشمي الذي كان موجوداً في العراق قبل انقلاب عبد الكريم قاسم عام 1958م، ولقد تسبب هذا الهجوم غير المناسب لا من حيث الزمان ولا المكان في احراج كبير لجلالة الملك الأردني الهاشمي اذ كيف تتم مهاجمة أعمامه من منصة في العاصمة الأردنية، وقد ظهر رد الفعل السلبي لهذه الكلمات الوقحة في حق الأسرة الهاشمية من خلال تعليقات بعض الصحف الأردنية في الأيام التالية لانعقاد المؤتمر.
وتحدث صدام حسين بعد ذلك عن العراق ودورها العربي وشطح هنا كعادته حيث قدم بعداً فلسفياً لخصه فيما اسماه الايمان والعروبة، وقال ان العراق يقف درعاً للعرب في الجهة الشرقية من حدود الوطن العربي، واشار الى أن العراق محاط بدول غير عربية متناسياً الدول العربية الأخرى المحاطة بحدود مع دول غير عربية بل وحتى غير اسلامية في القارة الافريقية. وذهب في حديثه المتناقض ليؤكد استعداد العراقيين لتحرير فلسطين من البحر الى النهر أي الأرض الفلسطينية المحتلة قبل 1948 وان لديه جيشا من المتطوعين مكونا من سبعة ملايين ماجد وماجدة عدا الجيش العراقي النظامي الذي يصل الى أربعة ملايين وقال إن الجيوش العراقية ومتطوعيها سوف تمتد ليكون أولها في العراق وآخرها في القدس. طبعاً لم يتحدث عن عدم قدرة هذه الجيوش الجرارة على توحيد العراق تحت سلطته منذ أكثر من عشر سنوات وعلى فشل كل هذه العشرة ملايين في بسط سلطة الحكومة العراقية على شمال العراق الذي تحكمه في الوقت الحالي احزاب كردية، كما لم يتحدث عن فشل هذه الجيوش المجيشة في منع الدخول المتكرر للقوات التركية الى المناطق الكردية العراقية بشكل شهري تقريباً. واستمر صدام في هذيانه ليصف انتصاراته في حلبجة ثم في قادسيته ضد جيرانه الايرانيين وأخيراً انتصاراته الكبيرة في أم المعارك وهو يقصد هنا حرب تحرير دولة الكويت، التي يزعم انه انتصر فيها رغم النقل التلفزيوني الحي لاستسلام جنوده في أرض المعركة ولاستسلام قيادته في خيمة صفوان على الحدود الكويتية العراقية.
ليته لم يخطب اذ بدل ان يتحدث عن لم الشمل العربي وبدل ان يعتذر للعراقيين وللعرب عما ارتكبه في حق العروبة والايمان، اثار الكثير من المشاكل والجروح في العقل وفي الجسم العربي، لقد أعاد العرب الى المربع رقم واحد وبالتحديد الى الثاني من اغسطس عام 1990. ليته حاول فتح صفحة جديدة مع العرب ومع أهل الخليج على وجه الخصوص واعتذر للأمة عما ارتكبه من حماقات.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved