أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

مقـالات

الوعي الصحي الرعاية الاولية
د. زيد بن محمد الرماني
ان كل نظام لتقديم الخدمات الصحية يمكن ان يكون نظاماً فريداً اذا كان قد تأسس على مدى السنوات الطويلة، ومع انه توجد بلاد ليس فيها انظمة صحية بالشكل المتعارف عليه إلا ان جميع الانظمة لها جذور عقائدية وثقافية وحضارية.
يقول جون فراي: لا يمكن فصل الرعاية الصحية الاولية عن الاحوال الاقتصادية والسياسية للمجتمعات بغض النظر عن النظام الصحي القائم.
والنظام الصحي في اي دولة هو جزء من نظام الخدمات العامة المقدمة للمواطنين وتشمل هذه الخدمات العامة فيما تشمل توفير فرص العمل والاسكان وتوفير الغذاء والمياه النظيفة، واصحاح البيئة والتعليم والمواصلات والخدمات الخاصة لذوي الحاجات، والتقسيم العادل للثروات والموارد في البلاد.
وبنظرة فاحصة لاقتصاديات الصحة نجد ان الخدمات الصحية تكلف كثيراً، ولابد من تحديد كيفية مناسبة لسداد هذه التكلفة، ففي البلاد المتقدمة ينفق حوالي 510% من الدخل الوطني على الخدمات الصحية. وفي البلاد الصناعية ينفق ما بين 510% من ميزانية الصحة على الرعاية الصحية الاولية بغض النظر عن النظام الصحي القائم.
و من المعلوم ان هناك صلة مباشرة بين الثروة الوطنية والانفاق على الصحة، اذ كلما ازدادت الدولة ثراء كلما زاد الانفاق على الصحة.
ففي دول الشمال الغني وصل متوسط الانفاق على صحة الفرد في سنة واحدة الى 2200 دولار بينما بلغ متوسط الانفاق على صحة الفرد في دول الجنوب الفقير 4 دولارات سنوياً وفي بعضها لم يزد معدل الانفاق عن 12 دولار على جميع اوجه الرعاية الصحية للفرد خلال السنة.وللاسف نجد أن كثيراً من دول الجنوب استوردت وطبقت الخدمات الصحية كما هي في دول الشمال، والنتيجة ان اصبحت الخدمات الصحية علاجية ومرتكزة علي الطبيب والمستشفى وفي حالات كثيرة تكون مقصورة علي الميسورين والذين يعيشيون في المدن.وقد حاولت اليونسيف في السنوات الماضية ان تحدد مقاييس لأولويات الصحة، من مثل:
1 التطعيم )Immunization(.
2 الرضاعة الطبيعية )Breast Feeding(.
3 جداول نمو الاطفال والغذاء الجيد )Growth Charts(.
وقد اظهرت دراسات في عدة دول ان هناك علاقة بين معدل وفيات الاطفال وتغذية الاطفال الرضع وتنظيم الاسرة وتعليم الامهات. يقول ديفيد مورلي: سوف يموت في كوكبنا هذا في كل سنة حوالي 15 مليون طفل، تقل اعمارهم عن 5 سنوات، وعلى الاقل 95 97% من هذه الوفيات ستكون في الدول النامية في جنوب الكرة الارضية.ويمكن ان يعزى القليل من وفيات الاطفال الى امراض المناطق الحارة، اما الاسباب الرئيسة فتعود الى سوء التغذية والامراض المعدية والنقص في الموارد الاساسية. ان كبرى المشاكل في العالم هي سوء توزيع الموارد، وعلى الرغم من ان ثلاثة ارباع سكان العالم يعيشون في الدول النامية فإنهم لا يتمتعون الا بأقل من ثلث موارد العالم، وفي حالات كثيرة اقل من هذه النسبة.ليس هذا فحسب، بل ان الدلائل تشير الى ان الموارد المتاحة للفرد في عالمنا هذا قد تدنت.
ان اهتمام الحكومات بالخدمات الصحية ودعمها امر حتمي.
وجدير بالذكر فإن هناك اربعة مستويات من العناية الصحية هي:
1 العناية الذاتية.
2 الرعاية الصحية الاولية.
3 الرعاية المتخصصة العامة.
4 الرعاية المتخصصة تخصصاً دقيقاً.
ولابد ان يكون لكل مستوى من المستويات الاربعة دور مدعوم بالامكانات والتنظيم والادارة الجيدة والتعليم والتدريب ثم الاشراف المستمر.
وهناك بعض الحقائق الاقتصادية المتعلقة بتقديم الخدمات الصحية، التي ينبغي الاشارة اليها ومنها:
أ ان التكلفة المتصاعدة للخدمات الصحية وصلت حدوداً باهظة لا نهاية لها.
ب ان تطلعات الناس للخدمات وتطلعات الاطباء لمزيد من التقنية تفوق بكثير الاحتياجات الحقيقية، وتفوق الموارد المتوفرة.
ج ان التحدي الحقيقي هو كيف يمكننا تحقيق العائد الاقصى او الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة.
د انه من الصعب توفير الصحة او الخدمات الصحية بنفس المستوى لجميع الناس.
ه انه لابد من ايجاد البواعث والضوابط للمجتمعات ولأقراد المهنة الطبية للتعامل في حدود الموارد المتاحة وان من الحقائق الثابتة ان الموارد المتاحة في اي بلد محدودة من حيث المال والاجهزة والكوادر المناسبة، وكما تمت الاشارة من قبل، فإن التطلعات والرغبات دائماً تفوق الاحتياجات الحقيقية والموارد المتاحة.
لقد ارتفع الوعي الصحي بارتفاع مستوى التعليم عند الناس ومن خلال اجهزة الاعلام ولابد ان يستمر هذا الوعي وهذه الصحوة، ولن تعود مهنة الطب جمعية سرية مقفولة كما كانت في الماضي.
ان علي الاطباء وافراد الفريق الصحي العمل على ايجاد الوسائل لتحسين الصلة بافراد المجتمع.
اذ لا غنى للمجتمعات عن المشاركة في اتخاذ القرارات لتحقيق الحياة الصحية لافرادها وربما تعني هذه المشاركة تحمل المسؤوليات والقيادة ووضع الاولويات وضمان العائد من المصروفات والاستفادة من النفقات.
ان الفرصة الآن مواتية لأن تأخذ الصحة واقتصادياتها موضعها اللائق بها.
*عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved