أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th April,2001 العدد:10426الطبعةالاولـي الأحد 21 ,محرم 1422

مقـالات

تعليم 21
قافلة التعليم تحط رحلها في المدينة المنورة
د. عبدالعزيز بن سعود العمر
في الأسبوع الماضي حطت قافلة التعليم التي يقودها معالي وزير المعارف رحلها على بعد أمتار قليلة من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد انعقد هناك لقاء تعليمي وطني جرى فيه من الحوار وعرض الرؤى والأفكار التربوية المتعمقة ما أشعرني وطمأنني بأن تعليمنا سيبقى بمشيئة الله بألف خير طالما بقي في سدته من أمثال هؤلاء النخبة من القياديين . ويكفي ان تعرف ان وزير المعارف نفسه لم يغب عن جلسات هذا اللقاء لحظة واحدة لتدرك مدى حرص الجميع على التوصل الى حلول عملية لهذه الأزمة التربوية المقلقة.
لم تشد هذه القيادات التعليمية الرحال الى المدينة لتناقش أزمة المبنى المدرسي «على أهميته» ولا لتتأمل في ضعف التحصيل الأكاديمي لطلابنا «على أهميته»،
ولكن الأمر أخطر من ذلك بكثير، الأمر يتعلق بجوهر المتعلم نفسه، وأعني بذلك ما تتعرض له الآن قيم ومثل وأخلاقيات مجتمعنا الطلابي من عمليات تآكل ونخر مستمرة تقض مضجع كل الغيورين على التربية والتعليم في هذا الوطن.
ماذا دهى بعض طلابنا وبعض معلمينا؟، معلم يدمي وجه طالب ويكاد يفقأ عينه، ومجموعة من الطلاب تعتدي بالضرب المبرح على أحد المعلمين، وآخر يضرب أباه. هل هذه الحوادث وأمثالها لا تزال تحتسب في اطارها الطبيعي الذي تظهر به في مجتمع انساني يتنامى عدديا مثل مجتمعنا، أم ان الاعلام هو الذي يضخم هذه الحوادث ويخرجها عن اطارها الطبيعي؟ أياً كان الأمر فإن المؤشرات الأولية عن هذه الظاهرة لا تدعو الى السكوت وتجاهل الأمر.
لقد ظهر لي ان هذا الملتقى التعليمي يؤكد على ضرورة قيام النظام المدرسي بابراز وإعلان المعايير السلوكية التي يجب ان يحترمها ويلتزم بها الجميع،
على ان يصاحب ذلك قيام بيئة مدرسية تحترم فيها كرامة المتعلم ويسود فيها جو من العلاقات الانسانية الدافئة «الأسنان ليست عورة كما أشار المتحدث الرئيسي».
الحاجة ماسة ايضا الى ان تجسر الهوة بين جيل الكبار الناضج الذي يملك الحكمة وجيل الشباب الذي يحتاج الى هذه الحكمة.
كما انه لابد وان يعد المعلم ليصبح قادرا على التعامل مع المشكلات السلوكية وادارة الصف وعلى استخدام أساليب تدريسية راقية تشغل الطالب ذهنيا بالمادة التعليمية .
وأخيرا تبين لي ان الملتقى يؤكد ايضا على ضرورة استمرار المدارس في رصد الظاهرة السلوكية بمشاركة المختصين من الإرشاد الطلابي والباحثين.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved