أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th April,2001 العدد:10426الطبعةالاولـي الأحد 21 ,محرم 1422

مقـالات

شمس العصافير
أنا وأخي وابن عمي!
ناهد باشطح
قبس:
«الدنيا بحر، والآخرة ساحل، والمركب تقوى، والناس سفر» حكمة عربية
***
علاقة الناس ببعضهم مثار للتأمل والبحث في المجتمعات الإنسانية. ولا يمكن أن يمر يوم دون أن تجد نفسك تتأمل في سلوك صديق أو رد فعل رفيق أو قريب.
كيف نفهم بعضنا و نؤسس علاقة واعية في مجتمعات الفرد فيها هو الناهض بها؟!
أفكر في ذلك كثيرا حينما أستمع إلى مداخلة تغلفها العدائية لضيف أو ضيفة عبر وسائل الإعلام المختلفة أو في الندوات والمحاضرات التي يتنافس فيها البعض ليطرح سؤالاً لا يشابه وجه الأسئلة بل هو عبارة عن تجريح مبطن.
في دراسته عن المجتمع العربي يقدم الدكتور «هشام شرابي» ثلاثة محاور لفهم التحدي الحضاري من خلال ثلاث علاقات تشكل القاعدة الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات العربية وهي:
1 علاقتنا بأطفالنا.
2 علاقتنا بالمرأة.
3 علاقتنا ببعضنا البعض.
ومن وجهة نظري أن التعرف على فكر إنسان ما يعتمد على معرفة رأيه في الطفل والمرأة والآخر في أبعاد يتضح فيها تعامله.
ماذا تفهم عن طفلك، وكيف تنظر إليه، وما مفهوم العقاب والثواب المستند عليه في تكوينك لشخصية ذلك الطفل؟!
من جانب آخر كيف هي حقيقة وضع المرأة في المجتمع العربي، هل هي جزء مشلول أم حيوي،
وقبل ذلك ماذا تعني لك المرأة، كيف تنظر إلى هذا الكائن وإلى أي مدى تؤمن بقدراتها لبناء المجتمع؟!
الجانب الثالث وهو علاقتك بالآخر هذا الذي تعيش معه ضمن قالب المجتمع كيف تشعر تجاهه، وإلى أي مدى تؤثر النزعة الفردية وتطغى في علاقتك به؟!
إن التاريخ الاجتماعي لدينا يؤكد اهتمام الإسلام بمفهوم النزعة الفردية وإدراكه لآثارها لذا حث المسلم دوما على الإيثار والتعاون و هذا ماتميز به مجتمع الرسول الكريم والصحابة والتابعين من بعده.
نحتاج اليوم إلى جرعة مركزة من الوعي الاجتماعي لتنقية العلاقات الاجتماعية في مجتمعاتنا ومحاولة السيطرة على النزعة الفردية التي تجرنا إلى الوراء سواء كان ظاهرا في السلوك العدائي أو مبطنا يتضح في اللطف والمسايرة الزائفة في بعض السلوك الاجتماعي.
إن في إيماننا ببعضنا البعض قدرة على تطوير مجتمعاتنا أما البحث عن زلات بعضنا،
والتحفز إلى إظهار عيوب الآخر أو الانتصار المزيف بإحراج الآخر، كلها عيوب تبرز إلى أي مدى ستبقى المجتمعات العربية تدور في صراعات تهدر طاقاتها فيها والعالم من حولها يشمر عن ساعديه لينهل من المعرفة والتكنولوجيا.
nahed@nahed.net

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved