أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th April,2001 العدد:10426الطبعةالاولـي الأحد 21 ,محرم 1422

مقـالات

تعيين ونقل المعلمات
د. خليل إبراهيم السعادات*
تظل مشكلة تعيين المعلمات في مناطق بعيدة ونائية وتنقلهن ذهابا وعودة مشكلة تؤرق بال الكثير من الأهالي وتسبب لهم الإرهاق والقلق النفسي والذهني في عطل نهاية الأسبوع والأهالي والمعلمات المعينات بعيدا عن موقع سكنهن يقعون بين مطارق الحاجة الى الراتب وسنادين النقل والطرق غير المهيئة لوصولهن لأماكن عملهن.
وضع صعب ومحير تعيشه المعلمة الجديدة المعينة على بند 105 وفي منطقة بعيدة. فإن هي قبلت بالعمل وذهبت لمكان تعيينها يظل الخوف والأرق يقض مضجعها ومضجع أهلها بسبب التنقل وما يجره من مآس وبسبب ما يسمعه الناس من الحوادث الكثيرة التي تحصل للمعلمات.
وإن رفضت التعيين في المنطقة البعيدة فاتتها الفرصة وقد لا تتكرر لها أبدا و لأن هناك الكثيرات غيرها سيقبلن بوظيفتها حتى ولو على مضض، فما العمل؟ حاولت الرئاسة العامة لتعليم البنات بواسطة اللقاء الذي عقدته تحت عنوان«تعيين ونقل المعلمات المشكلات والحلول»الإجابة عن بعض تساؤلات الأهالي والمعلمات ووضع بعض الحلول التي تراها الرئاسة مناسبة كإسهام في التخفيف من حدة هذه المشكلات وما تسببه من ألم وحزن للمعلمات وأهاليهن.
وهنا لا يمكن أن نحمل الرئاسة جميع المشاكل التي تحدث للمعلمات ولكنها تتحمل جزءاً كبيراً منه لأن الرئاسة هي المسؤولة عن تعيين المعلمات ونقلهن وإعادة نقلهن. وقد ذكر في اللقاء أن حوادث المعلمات أسبابها الطريق والسيارة والسائق وهذا أمر واقعي فبعض الطرق المؤدية الى بعض المدن والقرى والمناطق البعيدة غير مهيأة وتحتاج للكثيرمن الصيانة والإصلاح وهي بذلك تساهم في هذه الحوادث خاصة إذا كانت غير مزدوجة وضيقة وبحالة رديئة. وربما يكون للسائق ومهارته وأهليته للقيادة دور في هذه الحوادث فربما يكون كبيراً في السن أو صغيراً في السن وغير مؤهل لنقل المعلمات بين القرى والمدن والمناطق البعيدة.
وربما يكون للسيارة دور في هذه الحوادث فنوعية السيارة وصيانتها وسعتها وتحملها للطرق والظروف المناخية القاسية قد تساهم أو تحد من حجم الحادث.
ولكننا نعود مرة أخرى للرئاسة وحركات التعيين والنقل. وكما أننا لا نحمل الرئاسةجميع مشاكل المعلمات وسيارات نقلهن إلا أننا توقعنا ان تكون توصيات اللقاء الذي دار حول تعيين ونقل المعلمات توصيات عملية وتنفيذية وتطبيقية تخفف من المشكلة وتقدم حلولا عملية تصب في مصلحة المعلمة وتريح بال كم هائل من المعلمات وتريح بال أهاليهن. ولكن القارئ لتوصيات اللقاء يرى أنها لم تكن كافية بحيث تحقق ما تريده المعلمات. وليس القصد هو تجريد الرئاسة من الجهود التي بذلتها في هذا اللقاء أو التقليل من شأن المحاضرات التي ألقيت والمناقشات التي دارت. ولكن القصد هو وصولنا جميعا الى حلول عملية تلامس واقع المعلمات وواقع أسرهن. فلننظر الى بعض هذه التوصيات ومنها اقتصار النقل على حركة واحدة ومباركة استخدام الحاسب في عملية النقل ودراسة ضوابط النقل وتسديد احتياجات المناطق من المستجدات بدل المنقولات. ولانقول انها ليست توصيات جيدة ولكنها غير كافية ولا تغطي حجم الواقع. ثم هناك توصيات أخرى مثل فتح باب الاستثمار وإعطاء القطاع الخاص الفرصة فيه وسرعة تدريس الحاسب في مدارس البنات وتطبيق البريد الإلكتروني وتثبيت المعلمات وغيرها من التوصيات غير المباشرة بموضوع اللقاء. نعلم ان الرئاسة تقوم بأقصى ما تستطيع ليس لنقل وتعيين المعلمات فقط ولكن لخدمة الحركة التعليمية النسائية في المملكة.ونعلم أن موظفي الرئاسة والعاملين فيها يتألمون كما نتألم عند سماع وقوع أي حادث لأخواتنا المعلمات حماهن الله جميعا ونعلم أن الرئاسة العامة لتعليم البنات مؤسسة اجتماعية ضخمة من الصعب الوصول فيها لدرجة الاتقان. ولكن مشكلة المعلمات وبندهن ونقلهن أصبحت مشكلة اجتماعية حقيقية تعاني منها الأسر ويعاني منها الأطفال وتعاني منها المعلمات ويعاني منها الآباء ويعاني منها المجتمع. وبذلك فإننا نتمنى من الرئاسة بما عرف عنها من خبرة إدارية ومساهمة في حل المشاكل وتفاعل مع أفراده وماعرف عن مسؤوليها من رحابة صدر وتقبلهم لسماع وجهات النظر المختلفة ونتمنى أن تجد مخارج عملية وحقيقية لمآزق المعلمات وأسرهن.
وعلى الله الاتكال
* كلية التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved