أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th April,2001 العدد:10426الطبعةالاولـي الأحد 21 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

لماذا تشتعل أفران الحقد والحسد في بعض القلوب؟!
عزيزتي الجزيرة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن المسلم العاقل الحصيف الواعي لأحكام دينه يعلم أن الإسلام الذي دعا الى المحبة والتواصل والتعاطف. هو الذي حرم التباغض والقطيعة والهجر والحسد، وبين ان المتحابين الصادقين لا تفرق بينهما الهفوات ولا الزلات العارضات. لأن عروة المحبة في الله أوثق من أن تنفصم. لما ورد في الأثر «ما تواد اثنان في الله عز وجل أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما» أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
قال بعض العلماء «لقد أدرك النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه أنه لا يستل سخائم النفوس والصدور من تنافس وحسد.. إلا أخوة صادقة عالية تسود حياة المسلمين وتقوم على المحبة، والتواد والتناصح والألفة والبشر. وينتفي منها الكيد والغل والحسد والتجهم والتباغض». ولذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يكرر هذا المعنى على مسامع أصحابه متوخيا إلقاء بذرة المحبة في القلوب مع معاهدتها ورعايتها حتى تثمر ذلك الحب الوضيء الكبير. وبهذه المحبة بنى صلى الله عليه وسلم جيله الأول ذلكم الجيل الناصع المهتدي بهدي السماء . وكانت للإسلام كالقاعدة الصلبة التي حملت صرح الإسلام الشامخ. وستحمله إن شاء الله الى قيام الساعة.
وبناء على هذا فلماذا نرى وللأسف الشديد بعض الناس ما إن يرى أخا له قد حصل على منصب أو تقدم عليه بعلم أو فضل أو جاه. حتى اشتعلت أفران قلبه غيظا وحقدا وحسدا. وصار يذكر مساوئه إن كان له مساوئ قد أكل عليها الزمان وشرب وعفى عليها الدهر. قاصدا من ذلك استنقاصه والازدراء به حتى يعرض الناس عنه . أما علم هذا الجاهل انه المحبة من الله يعطيها من شاء من عباده قال تعالى :«يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» الآية.
نسي هذا المسكين أو تناسى أن ما يقوم به ضرب من الغيبة أو النميمة والعياذ بالله ونسي انه من كمال الإيمان أن يحب المرء لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه.
ولله در الشاعر حيث يقول:


لا يكذب المرء إلا من مهانته
أو فعله السوء أو من قلة الأدب
لبعض جيفة كلب خير رائحة
من كذبة المرء في جد وفي لعب

وكقول الشاعر:


إذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة
فأفرغ لها صبرا وأوسع لها صدراً
فإن تصاريف الزمان عجيبة
فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا

وما أجمل قول الشاعر حين يقول:


بنى الله للأخيار بيتا سماؤه
هموم وأحزان وحيطانه القبر
وأدخلهم فيه وأغلق بابه
وقال لهم مفتاح بابكم الصبر

وعزاء المحسود من الحاسد قول الشاعر:


أيا حاسدا لي على نعمتي
أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه
لأنك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربي بأن زادني
وسد عليك وجوه الطلب

وختاما تقبلوا تحياتي بقول الشاعر:


إني بلوت الناس أطلب منهمو
أخا ثقة عند اعتراض الشدائد
فلم أر فيما ساءني غير شامت
ولم أر فيما سرني غير حاسد

والله تعالى يحفظنا ويحفظكم من كيد الكائدين وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على نبينا محمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن محمد الفنيسان
محافظة الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved