أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th April,2001 العدد:10427الطبعةالاولـي الأثنين 22 ,محرم 1422

مقـالات

إضاءة
كي يبقى المعلم قدوة!!
شاكر سليمان شكوري
في تلك الليلة.. كان صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل عائدا الى ابها بعد غيبة لم تكن قصيرة، وكان الجميع في شوق لحديثه الذي عودنا عقب كل سفرة من بشائر الخير وحكايات الرحلة وطرفها لكننا جميعا على مائدة العشاء التي جمعتنا مع سموه فور وصوله جلسنا نرتقب - في توجس وحذر - ملامح الانزعاج بادية على سموه ولم يطل انتظارنا فقد راح سموه يسأل مدير عام التعليم ومدير الشرطة عن واقعة نشرتها «الاقتصادية» ذاك اليوم حول اعتداء طالب على مدرس بثانوية طريب ويدقق ويراجع ما تم من اجراء ويوجه بضرورة الحسم في الموضوع بشكل يبقي على هيبة المدرسة والمعلمين.
كان واضحا ان سموه في غاية الانزعاج لهذه الاحداث الجديدة في علاقة احترام الطالب لاستاذه والمعروف ان سموه لا يزال يقدم اساتذته )الاولين( في مجلسه الى يومنا هذا ويعرف جيلنا مدى الحب والاحترام الذي كنا نكنه لاساتذتنا ولا نزال وكيف كنا نعرج الى شارع اخر اذا ما رأينا استاذا لنا في الشارع الذي نسلكه وذلك احتراما للأستاذ يصل بنا الى حد الرهبة من مواجهته حتى خارج اسوار المدرسة، لقد كان المدرس في عين الطالب قيمة عليا وقدوة ينشدها.
واليوم نحن أمام تداع خطير للعدوانية داخل المدرسة، فقد نشرت صحيفة «المدينة» في الرابع عشر من شهرنا الجاري خبر اعتداء طالبين بالسنة النهائية في جامعة ام القرى على استاذ بثانوية الشاطىء في جدة حيث يطبقان برنامج التدريب الميداني فيها.
ومع احترامنا للدور التوفيقي الذي حاولت ان تلعبه ادارة المدرسة لعلاج المشكلة الا اننا نرى ان الواقعة لا تخص اطرافها فحسب بل انها انسحبت الى دوائر اخرى لعل اقربها الى الرؤية الصدامية المباشرة، صدى الحادث على شباب الطلبة في المرحلة الثانوية مما يجعلنا نعضد رأي المدرسة الذي رفعته في النهاية الى الجامعة بحق الطالبين بأنهما لا يصلحان لمهنة التدريس.
اما حق المدرس فقد تعهده بالحفظ مساعد مدير عام التعليم في جدة الذي ادان بشدة تصرف الطالبين الا ان رد الفعل الحازم يظل في يد الجامعة التي نرجو الا تنظر الى القضية باعتبارها حالة فردية بل يقتضي الامر تحقيقا دقيقا وبحثا شاملا للواقعة حتى لا تنداح دائرتها لتصبح ظاهرة.
اننا كآباء وكمسؤولين لا يرضينا ان نقضي على مستقبل شاب من ابنائنا من اجل فعل متهور لم يقدر عواقبه، لكننا ايضا ومن موقع الابوة والمسؤولية لا نرضى ان ينخرط شاب هذا مسلكه في زمرة المعلمين اصحاب الرسالة النبيلة، لاننا لا نرتضي لابنائنا )قدوة( على هذا النحو.
فلتنظر الجامعة في تحويل مسار الطالبين الى مجال آخر غير التدريس،
وليضع كل اصحاب القرار المتعلق بأركان القضية في اعتبارهم انهم يؤصلون مبادىء هامة لحماية المدرسة السعودية من اشرار العنف، حتى لا يصبح علينا ان نواجهه لا في اوساط الطلاب فحسب بل وايضا في اوساط المعلمين..
وكي يبقى المعلم قدوة!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved