أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th April,2001 العدد:10427الطبعةالاولـي الأثنين 22 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

رؤى في التربية !!
استكمالاً لمواضيع سابقة، أود هنا أن أواصل الحديث بوضع بعض الرؤى في موضوع التربية، وبالأخص في هذا الوقت الذي لم يعد أمامنا سلاح حقيقي للتعامل مع متغيرات العصر سوى بالتربية المخلصة الجادة التي تجمع بين الأصالة والتمكن:
1- ان التربية الحسنة للابن - أو البنت - البكر - حتى وان تعب الوالدان في سبيلها - تنعكس إيجابيا على بقية الأبناء الذين يأتون لاحقا.. وتسهم الى حد كبير في تقويم سلوكهم العام، وتكون خير معين للوالدين في مهمة تربية بقية الأبناء.
2- كل المعطيات تؤكد على ان التربية أصبحت في هذا الوقت بالذات وأكثر من أي وقت مضى، جهدا جماعيا تسأل عنه كل وحدات المجتمع: منزل الأسرة، منازل الأقارب، الشارع، الحي، المسجد، دوائر القطاع العام والخاص المختلفة..الخ.. فأنت كرب أسرة لن تكون مطالبا كما كان في السابق بتولي تربية أبنائك وحدك، ولن تستطيع ذلك ما لم تتعاون معك كافة الوحدات التي سبق ذكرها.. فابنك الذي تحاول إعطاءه أفضل الأساليب التربوية سيخرج وخلال فترات متعددة من اليوم الى الوحدات الاجتماعية الأخرى، سيذهب الى المدرسة وسيتحدث مع أبناء الجيران وسيخالط أبناء الحي الذي تسكن فيه وسيلتقي أبناء الأقارب وسيرتاد الوحدات المختلفة في القطاعين العام والخاص.. كل هذه المواقف سيتعرض فيها الابن الى نماذج من الأنماط السلوكية قد تكون توافق أو تختلف عن ما تحاول تربيته عليه، وهكذا إذن فلست الوحيد الذي ترسم السياسة التربوية لابنك، بل يشاركك في رسم هذه السياسة شئت أم أبيت جهات أخرى قد يكون بعضها أبلغ أثرا من أسلوبك في التربية.. وهذا يجعلنا وبناء على ما ذكرنا ننادي وبصوت عال ونهيب بجميع المؤسسات الفاعلة في المجتمع ونقول: دعونا نتعاون في واجب تربية أبنائنا فهؤلاء الأبناء الذين يعيشون بيننا هم ابني وابنك.. ابن أخي وابن أخيك ابن عمي وابن عمك، هم أبناء هذا الوطن.. فتربيتهم التربية التي نرغبها جميعا لا شك أن ذلك سيعود بالفائدة الكبيرة علينا كأفراد وكمجتمع وكوطن، حيث ان وجود هؤلاء الأبناء الذين تعب مجتمعهم في تربيتهم، سيجعلك كأب لا تجد صعوبة كبيرة في تربية ابنك، بل ستجد ان معطيات المجتمع كلها تسير في نفس المسار الذي تنشده في التربية وستخفف من بعض الأعباء الملقاة عليك.. حيث لن يجد ابنك صعوبة في تنفيذ المنهج التربوي الذي بدأته معه، بل سيجد في محيطه من يسانده ويدعمه عن طريق القدوة الطيبة أو على الأقل عن طريق عدم وجود البديل المضاد لتلك المبادئ التربوية.. وهذا يحمِّل كل فرد منا ومهما كان موقعه في المجتمع أمانة حسن التربية والنصح والاخلاص فيها واستشعار المسؤولية ومراقبة الله في ذلك، لأننا رأينا ان العملية متكاملة ويصعب على الفرد القيام بها بمفرده.. حيث لا بد من النية الصادقة والجهد المخلص.. فلا يعقل أن أغفل واجبي في حسن التربية مع بقية أفراد المجتمع وأحاول في الوقت نفسه بذل كل الجهود لتربية أبنائي، فالعملية كما قلنا جهد جماعي متكامل وواجب أخلاقي يقع على جميع أفراد المجتمع إن هم رغبوا في إيجاد جيل واع من الأبناء مؤهل تربويا ينتهج الأسلوب التربوي الذي نتمناه، وعندها سيسعد الأب وستقر عينه وستزول المشاحنات والمعاناة من معظم المنازل.
شاهر بن عبدالله الظاهري
مشرف تربوي الرس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved