أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th April,2001 العدد:10428الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,محرم 1422

المجتمـع

أصبح إحدى الوسائل لتحقيق الغاية
ضرب الطلاب لم يعد الوسيلة الأولى لتأديبهم
تحقيق منصور السعيدان:
تحظى العملية التعليمية وهمومها باهتمام شريحة كبيرة من المجتمع ولعلنا هنا في الاسطر القادمة نتناول جانبا يخص المعلمين الذين هم حماة الثغور ومربو الاجيال المستحقون أجر الجهاد في جانب من جوانب التعليم الا وهو الضرب وتبعاته.
وذلك من خلال اللقاء ببعض المعلمين والطلاب من محافظة الخرج..
وفي حوار مع الاستاذ عيسى بن خلف الدوسري )وكيل مدرسة( حول تأثير ترك الضرب على شخصية المعلم اجاب بأن العقوبة البدنية هي إلحاق الضرر والألم الجسدي عن طريق الضرب كرادع او طريقة للتهذيب والتأديب وقد شاعت في وقت سابق وبشكل لافت للنظر العقوبات البدنية في المدارس كوسيلة وحيدة لتأديب الطلاب وخصوصا في مدارس البنين.
وقد أساء بعض المعلمين في تلك الفترة استخدام هذه الوسيلة، وقد تجاوز بعضهم حدود المعقول في استخدام الضرب الى الايذاء والضرر لتأخذ العقوبة طابعا انتقاميا شخصيا وهذه الاساليب الغير التربوية خلقت لنا جيلا بل اجيالا ذات شخصية عدوانية ومضطربة ونفسيات متعبة ولعل كثرة التسرب في الاعوام السابقة قبل منع الضرب في المدارس كان سببها المباشر هو الاستخدام السيىء لعملية الضرب.
والمعلم الناجح هو الذي يستطيع ان يستخدم اساليب اخرى يمكن له من خلالها ان يضع لنفسه هيبة امام تلاميذه، ولكن كيف السبيل الى ذلك او ما هي الطريقة التي تؤدي بالمعلم الى تلك المكانة التي يطمح إليها. ولا يفهم من كلامي ان الهيبة هي خوف الطالب من المعلم ورهبته بحيث يصبح ذلك المعلم كالذئب المفترس. لا ولكن الهيبة التي أعنيها هنا هي التقدير والاحترام المتبادل بين المعلم وتلميذه وهي بمعنى الرحمة والشفقة من المعلم على التلميذ.
ومتى كان المعلم ذا قلب رحيم عطوف متسامح محترما لمهنته ومتعلميه، هابه طلابه واحترموه وقبلوا منه وكان سببا لصلاحهم وهدايتهم. فالطالب كلما كان لمعلمه قبول لديه استطاع ان يتقبل منه المهارات والمعارف ويوظفها لكي يستفيد منها، ويصبح عضوا فاعلا في مجتمعه منذ نعومة اظافره.
ولكن، ومع كل ما ذكرت فانه يجب ان تكون هناك صلاحيات لمدير المدرسة او من ينوبه في استخدام الضرب المقنن بمعنى )آخر الدواء الكي( فهناك قضايا سلوكية او اخلاقية تمر بالعديد من القنوات لمعالجتها ولكن لا تفلح معها تلك المعالجات وبالتالي اصبح لمدير المدرسة الدور الأكبر والأخير لمعالجة مثل تلك القضايا والقضاء عليها.
تعديل سلوك
وفي سؤال آخر للأخ: محمد بن علي المحسن دراسات عليا جامعة )تسوكوبا - اليابان( حول جدوى الضرب ودوره التربوي في التعليم.
قال انه بلا شك ان الضرب )التأديبي( لتعديل السلوك من ضروريات العملية التعليمية في الوقت الحالي حيث ان اغلب الطلاب يحتاجون الى جانبي التعليم وتعديل السلوك بسبب غزو العولمة ووسائل الاعلام المنتشرة والمنفتحة وتأثر الطلاب السريع بذلك والذي بدوره ادى الى وجوب استعمال الضرب لتعديل السلوك عند ابنائنا الطلاب.
وليس المقصود في ذلك ان يكون الضرب أداة لتنفير الطلاب عن المدرسة فعندما يكون المعلم قد اخذ الضرب على أنه وسيلة وليس غاية فبلا شك ان هذا سوف يساعد المعلم على تحقيق اهدافه التعليمية والتربوية.
ويقول: «ومن خلال تجربة سابقة لي اثناء دراستي في المرحلة الابتدائية وجدت ان بعض المعلمين يستعمل الضرب كوسيلة لتحقيق الاهداف التربوية التعليمية بعكس بعض المعلمين الذي يجعل من الضرب غاية ناهيك عن تفريقه في ذلك بين الطلاب مما كان له الاثر السلبي علينا في ذلك الوقت».
فأخلص من ذلك الى ان الضرب يحقق اهدافه وثماره بحسب استخدام المعلم له والوقت المناسب في ذلك.
طالب والضرب
وفي موقع آخر وفي سؤال للطالب: عبد الله جمال قمرين )يدرس في الصف الثالث المتوسط( حول نظرة الطالب الى المعلم الذي يستخدم الضرب كوسيلة في التعليم ذكر أن الطالب يحترم المعلم الذي يحترم نفسه والذي يستطيع بحسن خلقه وقدرته في ادارة الصف وتمكنه من مادته أن يكسب احترام الطلاب ويكسب ودهم ومن خلال ذلك يستطيع تأدية دوره التربوي التعليمي بدون استخدام العصا كأداة تخويف وتهديد لأن الطالب في مقاعد الدراسة يحب المعلم الذي يحترم طلابه ويعاملهم على أنهم بشر وليسوا بهائم لا تقاد الا بالعصا فنجد داخل المدرسة البعض من المعلمين المحبوبين ويحرص التلاميذ على أداء واجباتهم ومراجعة دروسهم حبا في مثل هذا المعلم واحتراما له بعكس المعلم الذي اتخذ من العصا أداة تخويف ومع ذلك نجد الكثير من التلاميذ الذين لا يعيرون ذلك المعلم اي احترام وتقدير وتجدهم يتخلفون عن أداء الواجبات المنوطة بهم من قبله. فمن وجهة نظري ان استخدام العصا من قبل المعلم من اجل ان يقوم الطالب بأداء الواجبات ومراجعة الدروس خوفا منها لما لها من اثر في ذلك فهذه من وجهة نظري فكرة خاطئة وغير مجدية. وان كنت ارى ان لها دورا بسيطا وفي حدود ضيقة جدا في تعديل السلوك عند بعض الطلاب الذين فشلت معهم جميع الحلول ويكون الضرب هو الحل الاخير في ذلك.
يكره المدرسة
وفي سؤال موجه الى الاستاذ : فهد بن عبد الله السنيد حول رأيه في منع الضرب داخل المدارس ذكر الاستاذ فهد ان هناك كثيرا من المعلمين و للأسف اتخذ من الضرب الوسيلة الاولى لعلاج المشكلات التي تواجهه داخل الفصل من الطلاب سواءً أكانت سلوكية أم تأخرا عن أداء بعض الواجبات المناطة بهم وجعل من الضرب الحل الاول والناجع في ذلك وان كنت ارى ان الضرب قد يكون مجديا في بعض الحالات النادرة والقليلة جدا ولكن من يلاحظ مدارسنا للأسف يجد ان بعض المعلمين اتخذ من هذه الوسيلة اداة ارهاب وتخويف وخاصة في المرحلة الابتدائية مما يؤثر على نفسية الطلاب ويعطي انطباعا عكسيا لديه فيصبح بذلك كارها المدرسة والتعليم ويكبر وتكبر معه هذه المشكلة، لذلك يجب على المعلمين ان يستشعروا ذلك وان يراعوا الجوانب النفسية وانعكاساتها السلبية على الطلاب والتي سوف تكون مصاحبة له ولو بعد حين وسوف يصبح الطالب المضروب كارها ذلك المعلم وشخصيته وذلك مجرب على ارض الواقع ومشاهد من الجميع ابان السماح بالضرب في المدارس قبل المنع.
فمن خلال ذلك نجد ان سلبيات الضرب كثيرة جدا مقارنة بالايجابيات ان كان له ايجابيات على حد رأي البعض.
حلول بديلة
وفي سؤال للأستاذ خالد بن حمد المهيني عن الحلول الكفيلة والبديلة في العملية التعليمية عن الضرب اجاب بأن الترغيب والترهيب مطلوب في العملية التعليمية حيث إننا نجد ان الفروق الفردية موجودة بين الطلاب لا من خلال التلقي وفهم المعلومة فقط وانما من خلال البيئة التي يعيش فيها الطالب والظروف المحيطة به كذلك.
فنجد في المرحلة الابتدائية ان اسلوب الترغيب من الاساليب الناجحة في العملية التعليمية وذلك من خلال التشجيع وتقديم الهدايا البسيطة والدور المعنوي المؤثر لها في ذلك.
وذلك من خلال تجربة مرت عليّ في التعليم بأن الطالب في المرحلة الابتدائية نجد انه يستجيب بسرعة وتكون عنده ردة فعل سريعة من خلال التشجيع والرفع من الروح المعنوية له اكثر من استجابته للضرب، لأن الضرب فيه تحطيم وهدم لنفسية الطالب اما الأخذ بيده ونصحه وتوجيهه واظهار المحبة له والقرب منه فبلاشك ان ذلك له اثره في نفسية الطالب وان كان ذلك ليس على اطلاقه حيث إنه يوجد هناك من الطلاب من تكون الاستجابة ضعيفة جدا لديه وهذا يعتبر نادرا والشاذ لا قاعدة له.
فنجد ان هناك حلولا بديلة وكفيلة بتوجيه سلوك الطالب والرفع من مستواه الدراسي عن طريق الترغيب حيث إن لذلك الجانب الاثر النفسي الكبير في محبة الطالب للمدرسة والمعلم وبعد ذلك يستطيع المعلم توجيه ذلك في مادته حيث ان استجابة الطالب سوف تكون جيدة والتقبل منه سيكون أكبر وأسرع من الاساليب الأخرى.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved