أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th April,2001 العدد:10428الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,محرم 1422

محليــات

مستعجل
المسألة، ، مسألة تسمم فقط؟!!
عبدالرحمن السماري
انتشار المطاعم وتزايدها بهذا الشكل، ، لا شك أنه سيترك آثاراً سلبية على المستوى الغذائي والصحة، ، ولهذا، ، فنحن نسمع ونقرأ بشكل مستمر عن حالات تسمم نتيجة الأكل من هذا المطعم أو ذاك،
والتسمم عادة ما ينشأ بسبب الإهمال واللامبالاة من قبل القائمين على المطعم، ، مع أن بوسعهم تحاشي حالة التسمم، ، ذلك فيما لو التزموا بالشروط الصحية، ، وفيما لو تركوا عنهم الاستهتار والتلاعب، ،
نحن نقرأ عن حالات التسمم تلك، ، ونقرأ عن عشرات الإصابات ولكن، ، لم نقرأ عن عقوبات نُفذت بحق هذا المطعم أو ذاك، ، سوى إغلاق بسيط «قِدَّام الناس، ، وعلى شان يقولون، ، البلدية = سَكَّرتْ = المطعم الفلاني؟!! مع أن حالات التسمم قد تؤدي إلى الموت، ، ولو حصل الموت نتيجة تقديم طعام فاسد، ، فإنه كمن يقدم السم لشخص هو أشبه بالقتل، ، فلماذا إذاً، ، يتم التهاون مع حالات التسمم تلك؟!
وحالات التسمم نتيجة الطعام الفاسد، ، ليست موجودة لدينا فقط، ، فهي موجودة في جميع دول العالم، ، ونحن أقل دول العالم شكوى من حالات التسمم، ، بل متى عقدنا مقارنة بين مطاعمنا ومطاعمهم، ، أو مطاعم أكثر الدول، ، لوجدنا الفارق لصالحنا، ، ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض ضعاف النفوس، ، من الذين يتلاعبون بصحة الإنسان، ، فيفرطون في الالتزام بالقواعد الصحية، ، وبعضهم يبخل ويشح بالمواد الفاسدة، ، أو التي قاربت على الفساد فيبيعها على عباد الله، ، وعندها، ، تكون الكارثة، ، ولو تخلَّص من كل مادة يشك في صلاحيتها، ، لما حصل شيء من ذلك،
أعود وأقول، ، إن حالات التسمم، ، ربما هي في زيادة، ، واليوم نسمعها هنا، ، وغداً هناك، ، وهذا مطعم هنا، ، وذاك مطعم في البلدة الأخرى وهكذا، ،
ولكن ، ، لم نسمع عن قرارات صارمة بحق العاملين في المطعم وبحق صاحبه أيضاً،
وأقرب مثال، ، و«ياكثر الأمثلة» لكن العين عمياء، ، والأذن صمخاء والدَّرعا ترعى؟!!»
أقرب مثال، ، ما حصل يوم العاشر من محرم في حوطة بني تميم، ، عندما تعرض أكثر من «40» شخصاً، ، ما بين رجل وامرأة وطفل لحالة تسمم شديدة، ، وقد وُجد أن هؤلاء «الضْعُوف المساكين» قد أكلوا من محل حلويات واحد، ، وعندها، ، داهمته البلدية «وخْرُوا عن دربهم؟!!» داهمت المحل وأغلقته وأخذت عينات منه، ، وثبت فعلاً = ثبت بالتحاليل والتقارير الطبية = أنه متسمم، ، وأنه فعلاً، ، هو السبب في تلك الكارثة،
حالة التسمم، ، ثابتة حسب التقارير الطبية، ، والمحل كما كتبت عنه الصحف «مصكوك» لهذا السبب ولكن، ، ما هي النتيجة، ، وما هو العقاب، ، وماذا حصل لصاحب المحل وللعاملين فيه؟!،
لم نسمع شيئاً من ذلك، ، ولن نسمع شيئاً، ، لأن المسألة «حَمْشَةْ بلدية عن عين وما جَرَتْ، ، وعلى شان يقولون، ، البلدية سوَّت وسوَّت»،
أقول، ، لم نسمع شيئاً من ذلك الآن ولا قبل ذلك، ، بل يصاحب حالات التسمم ضجيج إعلامي ثم يسكت حتى نسمع أو نقرأ عن حالة تسمم ثالثة ورابعة وعاشرة فتبدأ «الحَمْشَة» = حَمْشَةْ الصحف، ، وحمشة البلدية = ثم يخمد كل شيء، ، وتعود حليمة لعادتها القديمة، ،
والغريب، ، أن أكثر الأهالي، ، أكدوا أن هذا المحل بالذات، ، سبق أن قدَّم مثل هذه الوجبة المتسممة قبل ذلك ولكن، ، لم يحصل له أي شيء رغم تكرار الحالة،
وأصحاب محلات الحلويات بالذات، ، لديهم الكثير من البضائع الفاسدة، ، وبعضها تتصاعد منه رائحة كريهة، ، تدل على أنه متسمم منذ أيام وليس اليوم أو أمس، ، ومع ذلك، ، تجده مشرع الأبواب يستقبل زبائنه في طمأنينة، ، و، ، «هُرْمَة موت، ، طفل يروح مستشفى، ، مشكلة ما فيه، ، أنا كفيل، ، مايخاف؟!!»،
ليت البلدية، ، و«وش عندنا غير ليت؟!!» ليت البلدية تداهم بشكل متواصل محلات الحلويات، ، لأنها وكر للفاسد من الطعام، ، ولأنها لا تريد أن ترمي شيئاً، ، حتى الفاسد فهو معروض للبيع، ، والمسألة كلها مغص لمدة خمسة أيام، ،
وإسهال لمدة عشرة أيام، ، ومضادات وعلاجات و«لا يصير في خاطرك شيء» أو كما يقول عمال هذه المحلات «إيش مشكلة، ، هُرْمََة موت؟!»،
ترى، ، متى نسمع تشهيراً بمحل وسجن صاحبه كما يفعل بالمزوِّرين مثلاً، ، مع أن الذين يقدمون السموم الفتَّاكة أخطر من سابقيهم!!
هل نسمع عقوبات رادعة تجعل كل صاحب مطعم يعمل ألف حساب وحساب لما يقدمه من طعام؟!
أم أن المسألة كلها مسألة تسمم فقط ولا مشكلة؟!،
وماذا بعد «صَكَّتْ» المحل وثبوت حالات التسمم بالتقارير والتحاليل الطبية يا بلدية حوطة بني تميم؟!
هل ستكون النتيجة «دَمْدَمَةْ» الموضوع كعادة بعض البلديات؟!
الجواب، ، لدى بلدية حوطة بني تميم، ، فالدور عليها، ، وسنرى ما سيحدث!!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved