أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th April,2001 العدد:10428الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,محرم 1422

الاتصالات و التقنية

الدكتور العنزي يشرح براءة اختراعه:
الألماس المشابه للكربون مادة طبية حيوية جديدة
رافق التطور السريع في التكنولوجيا تطور عظيم في الاجهزة الطبية. الامر الذي ادى في نهاية المطاف الى الحاجة الماسة لمواد حيوية طبية لها انسجام تام مع الجسم الحي )Biocompatibility(. خصوصا في تلك الاجهزة الطبية والتي لها تماس مباشر مع الدم عند الفحص التحليلي او عند العلاج ايضا. ولكي يتم ذلك فانه من الواجب ان يكون هناك تفاهم كامل بين المتخصصين في الهندسة، الفيزياء، الاحياء، الكيمياء والطب لبحث نوعية المادة وسبل تطويرها. ومن ثم الهدف من استخدامها في المستقبل.
بعدما تم معرفة كل المواد الموجودة في كوكبنا هذا فانه من المستحيل في عصرنا هذا اكتشاف مادة جديدة كليا. ولكن هناك طرق اخرى، وهي تركيب مادة جديدة من عدة مواد اخرى لتتلاءم مع الاستخدام الذي هي في صدده. والمعروف في المواد الطبية الحيوية ان جميع المواد المركبة لها ايجابياتها كما لها سلبياتها في الاستخدام الطبي. لذلك مازال البحث العلمي مشغولا في ايجاد وتطوير مادة او مواد مناسبة.
من المواد المتعارف عليها في الاستخدامات الطبية ولها تاريخ يعود لعام 1860 المعادن )Metals(، عندما قام الجراح الدكتور ليستر )J.LISTER( بتصميم بعض المعدات الطبية من الذهب والبلاتنيوم والفضة. كذلك من المواد المستخدمة حاليا البوليمير )Polymers( والسيراميك )Ceramics(.
ومعظم هذه المواد الطبية تفتقد الى الانسجام التام مع الجسم الحي عند زراعتها في الجسم او عند تماسها مع الدم بكريات الدم او بتماسها ببلازما الدم. كما بينت الدراسات الحديثة ان بعض المواد الطبية المزروعة داخل الجسم تتسبب في امراض عديدة مثل السرطان.
فضلاً عن رفض الجسم الحي لها عند زراعتها مما يؤدي لحقن الجسم بأدوية تقلل من مناعة الجسم كي ينسجم مع هذه المواد المزروعة به. في الاعضاء الصناعية كالقلب الصناعي مثلاً فان اي تجلط او تحطم في كريات الدم يفقد الدم وظيفته الاساسية ولا يعود صالحاً للاستعمال مما يؤدي الى الحاجة الماسة لمزيد من الدم كما يؤدي الى كثير من الامراض عندما يقوم بضخ الدم للجسم الحي.
هذه التعقيدات الحيوية الكيميائية جعلت الحاجة ماسة الى تطوير مواد طبية حيوية جديدة لتساعد في حل هذه المشاكل والتعقيدات التي تحدث عند تماس الدم المباشر مع المادة الطبية الحيوية او عند زراعة المادة الطبية الحيوية في الجسم الحي.
من هذا المنطلق، تم صناعة وتطوير مادة جديدة هي الالماس المشابه للكربون
DLC وهي مختصر ل)DIAMOMD LIKE CARBON( والذي له من
الخصائص الفيزيائية والكيميائية والضوئية والميكانيكية والالكترونية ما يغري باستخدامه في كثير من المجالات في المستقبل.
هذه المادة تحضر بعدة طرق فيزيائية وبالليزر أيضاً، ولكننا قمنا بتحضيرها بالتفكيك الكيميائي لغاز الميثان بواسطة الموجات عالية التردد في مجالات ضغط منخفضة جداً.
من خصائص هذه المادة:
* الصلابة )Hardness(.
* معامل الاحتكاك صغير جداً )Low
Friction coefficient(.
* النفاذية )Transparency(.
* الثبات الكيميائي )Chemical sta
bility(.
* النعومة عند الطلاء )Low rough
ness(.
* التكلفة الاقتصادية المنخفضة )Low Cost(.
اضافة الى امكانية طلاء المعادن والبوليمر والسيراميك وجميع المواد بهذه الطريقة الكيميائية الجديدة. كما يمكن طلاء المعدات التي تتكون من اشكال معقدة وثلاثية الابعاد.
في البداية قمنا بتصميم جهاز وطريقة جديدة لطلاء المواد الطبية الحيوية المستخدمة حاليا بعد نجاحنا بطلاء انصاف العوازل مثل السليكون للاستخدامات الالكترونية.
بعد محاولات عديدة وجدنا الشروط المناسبة التي نستطيع بها طلاء هذه المواد للاستخدامات الطبية. ثم قمنا بزراعة هذه المادة في الجسم الحي لمعرفة مدى انسجام الجسم الحي مع هذه المادة لمدة اسبوع وشهرين على التوالي. وكنتيجة، وجدنا ان هذه المادة لها انسجام تام مع الجسم الحي كما انها لا تتسبب في اي تفاعلات كيميائية ضارة مع الجسم الحي مقارنة مع المواد التي لم يتم طلاؤها. كما تتميز هذه المادة بقوة الروابط الكيميائية مع المادة المطلية، كما قمنا بتطوير جهاز جديد لفحص التصاق الصفائح الدموية على المواد الطبية الحيوية عند تماسها مع الدم. وكنتيجة، وجدنا انها من افضل المواد الطبية الحيوية المستخدمة حالياً مقارنة بالمواد الطبية الحيوية المطلية بالهيبارين فضلاً عن تلك المواد التي لم يتم طلاؤها أصلاً، وذلك نظراً لخصائصها الفيزيائية والكيميائية وباستخدام هذه المادة في طلاء المواد الطبية الحيوية التي تزرع في جسم الانسان او تلك التي لها تماس مباشر مع الدم. اثبتنا علمياً انها افضل مادة يمكن تطبيقها في الاستخدامات الطبية الطويلة الامد. فضلاً على ذلك، سهولة تحضير هذه المادة وتكلفتها المتدنية وامكانية طلاء مساحات كبيرة.
* جامعة طوكيو دنكي باليابان والمركز المشترك لبحوث الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين بالمملكة العربية السعودية.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved