أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th April,2001 العدد:10429الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,محرم 1422

الاخيــرة

حرية الرأي
د.فهد بن إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم
الحرية مطلب أساسي لتحقيق الأهداف الرئيسية في المجتمع في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية؛ فبدون الحرية يعجز الاقتصاد عن تحقيق النجاح الذي يطمح إليه المخططون. والمقارنة بين الدول التي تتمتع باقتصاد حر والأخرى التي تعيش في اقتصاد مقيد، تظهر مدى الفشل الذي منيت به الأخيرة ... ولنأخذ اقتصاد المملكة كنموذج للاقتصاد الحر؛ فنرى كيف ثبت الاقتصاد السعودي امام الهزات التي تعرض لها المناخ العام للمنطقة ، واثبت ان حُرّيّة الاقتصاد مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه حتى في أحلك الظروف ؛ فمن المعروف أن الحكومة لم تضع أي قيود أو رقابة على الحركة المالية الداخلة أو الخارجة أثناء أزمة الخليج وتحرير الكويت ، وكرد فعل إيجابي لهذه السياسة الثابتة ؛ كان هناك ازدياد في نسبة رأس المال المستثمر داخلياً بعد الأزمة ، وإعادة استثمار الكثير من رؤوس الأموال السعودية والخليجية المهاجرة - قبل الأزمة - إلى السوق السعودي الذي سجل مؤشره حالة نشاط ملحوظ.
هذه نتيجة الاقتصاد الحر في المملكة، أما الدول العربية الغنية التي تطبق نظرية الاقتصاد المقيد فإنها لم تستطع الصمود أمام أي هزة سياسية أو اقتصادية ، فلما أصيب اقتصادها بالفشل أعدت الخطط البديلة في محاولة للتحرر التدريجي من القيود التي فرضها نظامها الاقتصادي المعتل.
والرأي والفكر جانب آخر من مجالات الحرية المهمة وهو أساس من أسس بناء المجتمع تتبلور في ضوئه وتنشط الحركة الفكرية والثقافية والإبداعية، إلا أن نضوج هذه الحركة مرهون بعملية التمازج بين الثقافة العامة للمجتمع والثقافة الخاصة للفرد ، فإذا كانت درجة الإبداع ترقى وتثرى في حال تنوع مصادر الثقافة فيجب أن لا يتم ذلك دون مراعاة عملية المواءمة الأيدولوجية ، أو إقحام الثقافة الدخيلة عنوة ، فإن ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية . وتتخذ حرية الرأي مساراً مضاداً لها ، وينتج عنها عملية اغتصاب فكري.
فالتعسف في استخدام هامش الحرية المتاح، والجهر بآراء مستنكرة ، أو طرح قضايا مستهجنة، لمجرد الإثارة واستفزاز المشاعر ، وفتح الحوار والنقاش في مواضيع وهمية ، وتضخيمها كقضايا جوهرية وهامة ، وإغراق الناس بالبحث فيها ، وإشغالهم بالحديث عنها ، الأمر الذي يؤدي إلى صرفهم عن قضاياهم الجوهرية وهموم مجتمعهم الحقيقية ؛ ويفتح أبواب الإيحاء الشيطاني لتقسيم المجتمع إلى مؤيد ومعارض في قضايا محسومة شرعاً وعرفاً ونظاماً بمحاولة قسرية لدفعها إلى الأولويات ، ناهيك عن الولوج في متاهات تفسح المجال لكل رويبضة جاهل أونصف جاهل للإدلاء بوجهة نظر في قضايا لا يقوم الرأي فيها إلا على أساس من علم شرعي أو سند فقهي.
وتكبر المعضلة حينما يدار ذلك في منبر إعلامي مقروء أو مرئي أو مسموع؛ باسم حرية الرأي والفكر!!
نعم حرية الرأي مطلب هام وحساس، وجزء لا يتجزأ من الحرية بمفهومها العادل، وهو أن حرية الفرد تنتهي حيث يبدأ حيز حرية الآخر.
شكر وتقدير:
لكل من تلطف بالاتصال بي عبر الهاتف أو الفاكس أو البريد الإلكتروني مثنياً على مقال «حراس الفضيلة» والمقالات السابقة ، وكنت أتمنى لو أن مساحة النشر تتسع لذكر جميع المتصلين وشكرهم ، وعلى طريق الكلمة الصادقة نلتقي دائماً إن شاء الله.
Aljazirah1@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved