أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th April,2001 العدد:10429الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,محرم 1422

الريـاضيـة

رأي
الاتحاد والأهلي.. الوسط مفتاح النتيجة!!!
حمد الراشد
أكثر أجهزة الحاسب الآلي تعقيداً وتقدماً تقف حائرة عن توقع سيناريو لقاء القمة هذا المساء.. لاسيما وانه يأتي في ظروف مثالية لكلا الفريقين.. فالاهلي يدخل هذه الموقعة المصيرية الحاسمة وقد عقد لواء بطولة الدوري التمهيدي لصالحه وفاز بشرف المشاركة في بطولة اندية دول مجلس التعاون الخليجي القادمة حاصدا جميع الالقاب لصالحه.، أكثر الفرق فوزاً وأقلها خسائر.. أكبر النتائج.. أعلى رصيد من النقاط كاسراً حاجز الخمسين نقطة.. وصاحب أقوى هجوم في الدوري.. ويعيش حالياً افضل حالاته اللياقية والنفسية والمعنوية والفنية رغم كل ما يقال وينشر حول اصابات بعض نجوم واحتمال عدم مشاركتهم في لقاء الليلة.. فالاهلي في الواقع لا يشكو من اصابات او ايقافات او مشاكل طارئة وقد تخلص من كابوس الخسارة الثقيلة التي تجرع مرارتها على يد الهلال في دورالثمانية لكأس ولي العهد وغسل احزانه بتحقيقه فوزا كبيرا على الاتحاد 3/1.. كل هذا يؤكد ان الاهلي في قمة جاهزيته المعنوية والنفسية والفنية.. يقابل ذلك تحسنا واضحا طرأ على فريق الاتحاد اداء ومستوى.. فقد اعاد الفريق الاتحادي اكتشاف نفسه وقدراته.. فعادت له الثقة والروح التي صعنت له مجد الثلاثية والرباعية.. وهذا يفسر سرفرحة الجماهير الاتحادية الطاغية بعد المباراة لا من اجل الفوز على الهلال والتأهل لنهائي كأس ولي العهد وانما لعودة الروح الاتحادية المعروفة بكل عافيتها ووهجها لاداء اللاعبين.. الى جانب المكاسب الفنية الاخرى التي حصدها الفريق.. فقد اثبت اوسكار جادرته في الامتحان العسير الذي تعرض له وكسب ثقة اللاعبين والجماهير. التي اطمأنت لكفاءة وجدارة حارس المرمى مبروك زايد.. فلا خوف عليه ولا قلق من مباراة الاهلي.. الى جانب استعادة جميع نجوم الاتحاد مستوياتهم المعروفة خاصة الاعمدة الاساسية. من هنا نلمح تكافؤاً في ظروف الفريقين العامة.. من حيث التكامل الفني.. العناصري.. الاستقرار.. ارتفاع المعنويات.. وان كانت كفة الاتحاد في مجال نوعية البدلاء ارجح قليلاً.. فالاتحاد هذه المرة يملك احتياطياً جاهزاً لا يقل كفاءة.. وحيوية عن الاساسيين.. وقد شاهدنا كيف عبر الاتحاد حاجز الهلال دون استخدام كل اسلحته الهجومية.. حمزة ادريس ومرزوق العتبي وسليمان الحديثي.. وهذه الميزة قد ترجح كفة الاتحاد اذا احسن اوسكار التعامل معها.. مع التسليم بان مباراة العملاقين الاتحاد والاهلي لا تخضع ابداً للمقاييس والمعايير الفنية ولا يمكن ترشيح احدهما للفوز على الاخر حتى لو كانت كل العوامل والظروف تلعب لصالحه.. فهي مباراة الحظ والاعصاب.. مباراة الظروف الاستثنائية.. مباراة المدربين وقدرتهما على قراءة مجرياتها والتعامل مع احداثها.. مباراة النجوم الذين لا يحلو لهم الابداع الا في مثل هذا النوع من المباريات.. كما هو حال النجوم الذين يحترفون الابداع فوق خشبة المسرح بحضور الجماهير.. هناك من يتفوق على نفسه فيقود فريقه للفوز.. وهناك من يخذل جمهوره ومدربه وزملاءه.. فيغرق معه الفريق في بحر الاحزان.. هي مباراة الاطوار الغريبة.. وهي الغموض بعينه.. مهما قيل عن تفوق الاهلي فنياً ورقمياً.. ومهما قيل عن روح الاتحاديين التي تطغى على أي ثغرات فنية.. تظل النيجة مرهونة بما يحدث فوق المستطيل الاخضر فقط.. هذا في الاطار العام ولكن ماذا عن التفاصيل الصغيرة؟؟
بالطبع.. هناك قراءات فنية لملف الفريقين.. وهناك اوراق رابحة بيد لوكا واوسكار وهناك معركة ذكاء ودهاء تدور بينهما قبل واثناء المباراة وبالقاء نظرة سريعة على خطوط الفريقين نجد نكافؤا نسبيا في حراسة المرمى مع افضلية الى حدما لمبروك زايد مقارنة بتيسيري نتيف الذي تصيبه حالة ارتباك غريبة امام الاتحاد.. وهناك تفوق اهلاوي في الدفاع لمصلحة الهجوم لاجادة شليه في اداء المهام الهجومية على الوجه الاكمل باعتبارهما ابرز مفاتيح الهجوم الاهلاوي في حين يفتقر ظهيرا الاتحاد لهذه الميزة.. وان كانا يتفوقان دفاعياً على ظهير الاهلي.. وهناك تكافؤ واضح في خط الوسط.. والذي سيكون مسرحاً لاقوى صراع بين الفريقين لبسط النفوذ على منطقة المناورات والسيطرة على مسرح العمليات ومن ينجح في السيطرة على الوسط سيقود فريقه للفوز وعلى صعيد الهجوم.. يتفوق الاهلي رقمياً.. لكن عناصرياً هناك تكافؤ واضح.. مع افضلية نسبية لهجوم الاتحاد.. وفي الاطار الفني العام.. هناك تباين في اسلوب اداء الفريقين.. فالطريقة التي ينفذها الاهلي تجعله اقوى هجوماً واضعف دفاعاً والعكس بالنسبة للاتحاد.. الاهلي يميل لاسلوب السهل الممتنع.. وبناء الهجمات المنظمة المرسومة ذات الجمل التكتيكات الكاملة فيعطي هجماته درجة الخطورة المطلوبة ولكن على حساب الدفاع اقل خطوط الاهلي انتاجاً وفعالية.
الاتحاد.. يركز في بنائه الفني على تدعيم خطوطه الخلفية وتأمين اكبر قدر من الحماية لمرماه مع الميل اكثر للهجمات المرتدة الخاطفة التي تعتمد على عدد قليل من التمريرات الطويلة وبايقاع سريع.. وهذه تمنح الفريق قدرة هائلة في الدفاع ولكن بفاعلية اقل في الهجوم.. تسألني.. ايهما افضل.. الاجابة.. المهم ان يلعب كل فريق وفق اسلوبه الخاص الذي يتناسب وامكاناته الفنية وقدرات لاعبيه.. وتبقى العبرة بالتنفيذ.. فمن ينجح في تنفيذ تعليمات مدربه حرفيا ويلتزم باداء واجباته الدفاعية والهجومية على الوجه الاكمل يكون اقرب للفوز.. ممن يلعب وفق اجتهاداته الخاصة..
* «العامل النفسي»
والحديث عن الاطار الفني العام للقاء لا يقلل ابداً من دور الاعداد النفسي والمعنوي.. فمن يلعب باعصاب هادئة.. لا تتأثر ولا تهتز بالنتيجة.. ويلعب بروح قتالية عالية تجسد ارادة الفوز يستطيع التحكم في مجريات المباراة.. من خلال التركيز الشديد ذهنياً وفنياً طوال المباراة.. فلا يرتكب اللاعب اخطاء فادحة يدفع فريقه ثمناً باهظاً له.. ولا يرتكب اخطاء لا مبرر لها تعرض فريقه للخسارة بداعي الحماس الشديد.. فالتركيز وحده يمنع ارتكاب هذه الاخطاء.. وهكذا النتيجة يتحمل مسؤوليتها الجميع بدءاً باللاعبين مروراً بالاداريين وانتهاء بالمدربين.. وبالتوفيق لكلا الفريقين العملاقين وقبلهما طاقم التحكيم!!.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved