أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th April,2001 العدد:10437الطبعةالاولـي الخميس 2 ,صفر 1422

مقـالات

ترانيم صحفية
موضة الطلاق والدور «المسروق»
نجلاء أحمد السويل
للأسف اننا كثيرا ما نخسر وكثيرا ما نفقد والسبب دائما يكون في اننا لا نفكر اطلاقا في قيمة الأشياء اذا امتلكناها وفوق هذا فإن البعض منا يظل أحمق فعلا عندما يتجاهل هذا السبب الأمر الذي يجعله يخسر مرة واثنتين وثلاث دون أي وعي منه أو استبصار بواقعه.. صحيح ان الحياة أصبحت أكثر تعقيدا ولكن هذا لا يبرر تكرار الخسارة اطلاقا فإن كثيرا منا للأسف شخصيات غير مرنة لا تحاول اطلاقا أن تحقق أي نجاح وبمجرد أن يقف الفرد هذه الوقفة فقد خسر.. وقد ينطبق هذا على مجالات الحياة الواسعة إلا ان الحياة الزوجية لها نصيب الأسد من هذه المعادلة فكثير من النساء يعتقدن ان الزواج هو «التجهيز» أو الثوب الأبيض أو الحفل ذاته وهن لا يدركن ان هذه فقط مجرد شكليات عابرة تنتهي بانتهاء وقع المناسبة وأن الأمر يتجاوز ذلك بكثير حيث لابد أن تكون الزوجة محل المسؤولية الكاملة وقد يظن البعض ان هذا يشير الى تحملها الأعمال المنزلية.. نعم قد يكون هذا جزءاً بسيطاً ولكن لابد أن تكون الزوجة مهيأة من حيث الناحية النفسية لاستقبال أي مستجدات على حياتها مختلفة عن السابق أي هي تحتاج الى طاقة هائلة من أجل التكيف مع الوضع الراهن الذي ستعيشه مع انسان يختلف في طباعه ربما عنها ويختلف مزاجه وسلوكه أيضا ولكن للأسف ان كثيرا من الناس لا يعون ذلك ويظنون ان الأمر يقتصر على ان تتعلم الزوجة أعمالها المنزلية التقليدية ويكفي ان يكون هذا سراً لنجاح الحياة الزوجية. إن عدم الاستعداد النفسي للتكيف مع مستجدات الحياة الزوجية هو الذي أصبح يفجر الطلاق في أسر كثيرة بل ان عدم تقدير الزوجين لمعنى الأسرة المستقرة وقيمتها الجوهرية في جلب الراحة النفسية هو الذي كان خلف انفصال كثير من الأزواج والأسباب «تافهة»! حتى بعض الأزواج الذين لا يدركون «مرارة» الطلاق وسلبيته خاصة عند وجود «أبرياء» أي أطفال لا ذنب لهم بل حتى كثير من الرجال لا يدركون معنى المسؤولية الكامنة في احتواء الزوجة ومساعدتها على التكيف وربما كل ما يملكونه هو أسلوب السيطرة «سلبيا» وما يتعلق به مثل عدم مراعاة مشاعر الزوجة بالمكوث خارج المنزل حتى وقت متأخر وعدم اشعار الزوجة بأهميتها وعدم احتواء الأبناء نفسيا قبل ان يكون ماديا!
اذاً فالعملية مشتركة والزوج يجب ان «يخضع» كما هي الزوجة تماما ولا يوجد ما يسمى بالدور «المسروق» وانما هي عملية تفاعل أدوار تحقق التكامل وليس التماثل وإلا فما الفائدة أو الحكمة من ان الله جل جلاله خلق الزوجين؟! لقد خلقهما بأدوار حقيقية ووظائف فعلية بحيث إن كلاً منهما يلبي احتياجات الآخر.. فإذا عرف الجميع عمق هذه النقطة وفكروا فيها فقد يتراجعون عن موضة الطلاق!!
والله الموفق..
e.mail.najla2001@maktoobco

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved