أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th April,2001 العدد:10437الطبعةالاولـي الخميس 2 ,صفر 1422

مقـالات

المملكة رائدة في نظم الرعاية الاجتماعية
مندل بن عبد الله القباع
ما من شك أن نظم الرعاية الاجتماعية المطبقة في بلدنا الرائد المعطاء يمكن تجسيدها في نموذج يمكن أن يفيد به الآخرون ممن هم في محيطنا العربي.
فهذا النموذج الرعائي الذي نعنيه يسعى نحو صنع غد أفضل، فهو يدور حول الإنسان كون أنه إنسان مكرم من قبل الحق سبحانه وتعالى، ويتم هذا السعي بالارتكاز على مبادئ أساسية للرعاية الاجتماعية كما تعكسها الأجهزة العاملة في هذا المجال حكومية كانت أو أهلية، رسمية أو طوعية.
وأول هذه المبادئ: هو الإيمان بأن الإنسان - بفعل الوعي - هو صانع التقدم، مستهدفا بلوغ أقصى درجة ممكنه لتحسين نوعية الحياة الإنسانية، ثم يلي ذلك المبدأ الثاني ومفاده: أن وعي الإنسان هو ثمرة المعرفة والفهم القائم على معطيات العلم، والمنتج التقني الذي يمثله الجانب المادي للحضارة.
أما ثالث هذه المبادئ فيتمثل في أن الانفتاح على الآخر المنقول إلينا من خلال الوسائط التعليمية والعلمية والإعلامية، أو من خلال الساعين إليه من منطلق أن طلب العلم المفيد متاح حتى ولو كان في الصين فهو لا ينقص خصوصيتنا الوطنية، وهويتنا الثقافية كخير أمة أخرجت للناس. والوعي بذلك يقودنا الى الإيمان بأن الإبداع الفكري والفني والأدبي يتخطى أية حدود في ذلك الأفق الواسع الرحيب الذي يطلق عليه عالمية الثقافة، فمع عظم الوعي ندرك ان هذا لا يلغي الخصوصية الثقافية بل يدعمها ويرسخها في عقولنا ووجداننا. ورابع هذه المبادئ هو الإيمان الراسخ بأن الدين هو القوة المؤثرة في تكوين الشخصية وعلى قدر عمق مفاهيم الدين بقدر ما تكون قوته وفعله في المجالات المختلفة وفي علاقات الأفراد واتجاهاتهم لأنه هو مصدر الخلق القويم والقيّم السامية، وهذه القيّم باقية لا تتغير عبر الزمان فهي أساس الإطار الأيديولوجي للإنسانية، والصورة النهائية لنظام الوجود البشري وعلاقات التفاعل في هذا الوجود المتلاحم التطوري، والدين أضحى مناخنا الثقافي مما جعل الإنسان لدينا أحسن وأسعد حالا حيث اطمأن قلبه، وعمت التقوى نفسه. والمبدأ الخامس يشمل الاهتمام بكيف برامج الرعاية الاجتماعية وتزويد هذه البرامج ببعض من أفكار العصر ذات الصلة بعبقرية العلم والابداع التكنولوجي والنمو المهاري والتطور المنهجي. والمبدأ السادس هو الإيمان بأن الإدارة الحديثة الفعالة هي أساس التقدم وسر النجاح. فإذا كانت هذه المبادئ هي مرتكزات نظم الرعاية الاجتماعية في المملكة، ففي الجانب التخطيطي والتنفيذي والإشرافي يتوافق مع هذه المبادئ مجموعة من القيم ليتم دعمها في البرامج المقدمة للفئات المعنية بالرعاية الاجتماعية باعتبارها أدوات وسبل وآليات الممارسة. ومن هذه القيم التي نعتبرها بمثابة «محرك» يقود الإنسان والمجتمع لبلوغ غايته التي سبق طرحها آنفا، وهي صنع غد أفضل لتحسين نوعية الحياة الإنسانية، وتنمية الوعي الإنساني، وتطور الإبداع الفكري والفني والأدبي. وتتمثل هذه القيم التي تتوخى الحرص عليها من برامج الرعاية الاجتماعية على الرغم من تعدد صنوفها إلا أننا نوجزها في نقاط وهي أولا: ا لحفاظ على الموروث الثقافي والإنساني، وهو أهم القيم الإنسانية الأساسية التي تثري الحياة وتدعمها في الوجدان فمن لا إرث له يستند إليه في مرجعيته لا مستقبل له ينتظره. ثانيا: الاهتمام بالبرامج التعليمية والتوجيهية والثقافية لغرس مفهوم استمرارية التعليم من المهد إلى اللحد.
ثالثا: الانفتاح العقلاني على الآخر العلمي والتقني داخل منظومة الهوية الوطنية حيث بوابة القرن الواحد والعشرين وما يحوطها من سقوط للحواجز الاقليمية الجغرافية السياسية، وحيث اليسر في انتقال التجارة عبر أسواق مفتوحة، وانتقال وسائل الإعلام العابرة للحدود عبر فضائيات من الصعب العسير التحكم في معطياتها وتوجهاتها الكونية الواسعة مما يتوجب استخدام قيمة العلم في اتخاذ إجراءات استخدام تحديات المستقبل لإرساء قواعد التبادلية المصلحية والتنمية الشاملة بحيث تتحول قيمة الانفتاح الى قيمة نفعية قوامها الإنسانية سلوكا للتناول بالاستناد على الإرادة من منطلق التمدن الإنساني والتكوين الفكري وليس في معزل عن علاقات الجوار واتفاقات المشاركة الإيجابية في حقول تبادلية سياسية والمتناغم في جهده المشترك، والإعلاء من روح العمل الجماعي وفيه يكون الفرد مسؤولا عن عمل الجماعة وليس عن عمله الفردي مما ينمي روح المسؤولية للاستفادة من أشكال مختلفة من الذكاء، والخبرة الشخصية، والخلقية، والتعليم وأخيرا فهو يثري العمل بشكل كبير. خامسا: قيمة الاتقان المعرفي والمهاري في مجال الإلمام بالمعارف والأفكار وتحصيل المعلومات وتعرف الاختراعات والتطورات التكنولوجية والخبرات الحديثة وتطبيقاتها العملية ونظم الإدارة مما ينمي المؤسسات والمجتمعات في كل المجالات في توازن بين برامج التدريب وصياغة الإنسان المسؤول.
وهكذا تكون المملكة رائدة في نظم الرعاية الاجتماعية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved