أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th April,2001 العدد:10437الطبعةالاولـي الخميس 2 ,صفر 1422

المجتمـع

الإعاقة لم تمنعه من تدريس الفتيات
كفيف يصلح السيارات ويقود الدراجات
تحقيق - عبدالمحسن المحيسن:
لم يثنه عوقه البصري عن تحقيق آماله وطموحاته في سبيل البحث عن لقمة العيش والاعتماد على الله سبحانه وتعالى ثم على نفسه.. استطاع ان يشق طريقه على الرغم مما تعرض له من مشاق ومصاعب ولكنه لم يستسلم لتلك العوائق بل صبر وثابر حتى تحقق له ما يريد.
هذا هو المواطن سليمان بن ابراهيم الفرحان الذي التقينا به ليحدثنا عن تجربة مثيرة تستحق التوقف والاهتمام.
سألناه في البداية عن مرحلة الطفولة والصبا فأجاب: كانت مرحلة الطفولة مرحلة اكتنفتها كثير من المتاعب والمشاق والأمراض فلم اشعر بلذة هذه المرحلة ولم أعش الطفولة كما عاشها غيري.
* ومتى افتقدت نعمة البصر؟
فقدت بصري وعمري 9 أشهر اثر مرض عارض بدأ بظهور تقرحات بالوجه ثم غطى كامل عيني ولم يكن آنذاك العلاج متوفراً وكذلك حتى الطبيب ولو كان بعيدا ولقد رضي والداي رحمهما الله بقضاء الله وقدره.
وعند سؤالنا له عن الدراسة وحياة الدراسة، أوضح بأن دراسته الابتدائية كانت في مسقط رأسه برياض الخبراء حيث كانت المدرسة في احد بيوت الطين القديمة وانهى هذه المرحلة عام 1378ه وكان مدير اول مدرسة رياض الخبراء الشيخ فهد بن عبد العزيز السعيد ( رحمه الله ) ويقول استكمالا لهذه الدراسة كان اختبار نهاية هذه المرحلة في مدرسة (الخبيب العسكرية) حيث يتم تجميع طلاب عدة مدارس في هذه المدرسة العسكرية التي كان مكانها وموقعها جنوب الخبراء وشمال السحابين وكانت هذه المدرسة موجودة مبانيها الطينية وهدمت فيما بعد واصبحت اثراً بعد عين.
اما دراسته في المرحلة المتوسطة فكانت دراسة متشتتة نوعا ما حيث واصل حديثه قائلا: وزارة المعارف بطبيعة الحال كان النظام لا يسمح بالتحاق المكفوف بمدارسها المتوسطة وكانت المعاهد العلمية التابعة لجامعة الامام تقبل هذه الفئة فكانت دراستي لهذه المرحلة جزء منها في معهد الدمام العلمي وجزء في معهد عنيزة العلمي وجزء آخر في معهد الاحساء العلمي الذي حصلت منه على شهادة الكفاءة المتوسطة للمعاهد العلمية عام 1387ه وانقطعت عن الدراسة بعد نهاية المرحلة الابتدائية وذلك لعدم وجود معهد علمي قريب من بلدتي رياض الخبراء وظروفي وظروف والدي لا تسمح بالذهاب بعيدا عنهم.
اما دراستي الثانوية فقد التحقت بمعهد عنيزة العلمي وكانت مدة الدراسة (سنتين) وحصلت على الشهادة الثانوية من هذا المعهد وتتلمذت على يد فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله والشيخ عبد الله الجلالي وآخرون.
أما بالنسبة للمرحلة الجامعية فقد التحقت بجامعة الامام بالرياض كلية اللغة العربية عام 1389ه وحصلت على الليسانس في اللغة العربية عام 1394ه.
ولقد عانيت من هذه المرحلة الجامعية أشد المعاناة حيث انني بعيد عن اهلي مع ما احمله من ظروف فكنت اجد صعوبة نوعا ما في وسيلة النقل من سكني بمنفوحة الى كلية اللغة العربية في مكانها القديم حيث كثيرا ما اعتمد على سيارات الأجرة التاكسي انذاك في الذهاب والاياب.
* ماذا عن طريقة المراجعة والاستذكار لهذه المرحلة الجامعية؟
اعتمد على جهاز التسجيل حيث اقوم بتسجيل محاضرات الجامعة وفي الغالب انني اعتمد ايضا بالدرجة الاولى على الفهم والاستيعاب ويسمح لي اثناء الاختبارات بمساعدة شخص سواء طالب او موظف ليقوم بعملية كتابة الاجابات التحريرية شريطة ان يكون مستواه اقل من مستوى الكفاءة المتوسطة.
* وماذا عن بداية الخدمة او بداية الحياة العملية في الدولة؟
كانت بداية خدمتي يوم الاحد 3/11/1394ه في سلك تدريس الفتاة ويقول في معرض اجابته كانت مباشرتي لهذا العمل أولا في الثانوية الاولى للبنات بعنيزة وبقيت بها 11 عاما، وبعدها انتقلت الى الثانوية الاولى بالرس لمدة 9 سنوات ثم انتقلت الى مجمع ثانوية ومتوسطة صبيح مدة سبع سنوات الى ان طلبت الاحالة على التقاعد المبكر في 9/11/1421ه ولقد بقيت في تدريس البنات 27 عاما.
* وماذا عن الاهتمامات الاخرى؟
اقوم باصلاح كهرباء البيت والسباكة التي لا تحتاج الى جهد كبير، كما اقوم باصلاح الراديو والاجهزة المنزلية الاخرى، كما انني استطيع تحديد اتجاه القبلة بواسطة حرارة الشمس ولدي هواية متأصلة في نظم الشعر النبطي وجميع اغراضه ونظم وحل الالغاز.
* وماذا عن المواقف الطريفة في حياتك؟
كنت في احد الأيام خارجا من دولة الكويت الشقيقة مع مجموعة من الاقارب وأثناء دخولنا الاراضي السعودية وجدنا صاحب سيارة (متعطلة) بجانب الطريق وطلب منا المساعدة في اصلاح هذا العطل وعلى الفور نزلنا من سيارتنا من اجل البحث عن الخلل ومحاولة الاصلاح وكان سبب العطل كسر في ذراع السيارة الامامي وهم يحاولون الاصلاح اقوم باعطائهم بعض الطرق والافكار حول اصلاح هذا الخلل ولكن الجميع لم يعيروني اي اهتمام ويقولون انك كفيف ولا تفهم شيئا وبعد ذلك اصررت على المشاركة في الاصلاح فقمت بتحسس ولمس ذراع السيارة وطلبت مهم (عدة مفاتيح) واخرجت مفتاحاً مختوماً وحولته الى ذراع مؤقت وقمت بتركيبه في مكان الذراع الأصلي واندهش صاحب السيارة سائلا نفسه كفيف انقذني وانقذ سيارتي ونحن المبصرين عجزنا عن هذه الفكرة وفعلا تحركت السيارة حتى وصل حفر الباطن حيث توجد الورش والاصلاحات الخاصة بالسيارات.
ايضا عن المواقف الطريفة استغراب البعض قيادتي للدراجة العادية عندما كانت معظم الاراضي فضاء ولا يوجد بها مزارع وبيوت واسلاك شائكة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved