أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th April,2001 العدد:10437الطبعةالاولـي الخميس 2 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

هل من نظرة إنصاف لرئاسة تعليم البنات؟
الرئاسة العامة لتعليم البنات جهاز اداري ومحضن تربوي ومؤسسة تعليمية فريدة من نوعها يندر ان يوجد لها مثيل في العالم. لأنها تجربة رائدة بطريقتها ومنطلقاتها ووسائلها واسلوبها فهي تطبيق عملي لمبادئ الشريعة الاسلامية ودعوة عملية لصيانة المجتمعات واعدادها وتطويرها على اسس سليمة.
انها تجربة متميزة لبلادنا اثبتت نجاحا في تعليم المرأة بصورة متميزة جعلتها موضع احترام وتقدير واعجاب كل منصف عرف ابعاد هذه التجربة ورأى ثمارها تعليما وتربية وتثقيفا لبنت ارض الحرمين في جو من الحشمة والوقار وعبر وسائل حفظت لها كرامتها وصانتها من اي خدش لعفافها او حيائها.
لقد ساهمت الرئاسة العامة لتعليم البنات في تخريج اجيال من نساء هذا الوطن المعطاء ساهمن في رقيه وتطوره مع محافظة على قيم هذه الامة وتمسك باحكام الشريعة ومراعاة لاصالة هذه البلاد.
تحقق هذا بفضل الله عز وجل اولا ثم برعاية ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه- وبتخطيط ومتابعة من المخلصين من ابناء هذا البلاد ممن تولوا ادارة ورئاسة هذا الجهاز من العلماء والمشايخ وطلب العلم وبتنفيذ واشراف من المربيات الفاضلات من مشرفات واداريات ومعلمات.
وخلال فترة من الزمن قصيرة في عمر الاجيال لم تتجاوز النصف القرن قطعت الرئاسة اشواطا طويلة في مسيرة تعليم المرأة فمن اعداد قليلة من الطالبات لم تتجاوز بضع الاف عام 1380ه الى ما يقارب من مليونين وخمسمائة الف طالبة عام 1420ه. تخرج خلال هذه السنوات الاربعين اعداد كبيرة من النساء قمن بمهمتهن في الحياة ربات بيوت ناجحات وزوجات وفيات وأمهات صالحات وموظفات مخلصات عملن فيما يلائم طبيعتهن وما يناسب فطرهن ولا يخالف شريعة ربهن من تدريس وتربية وتمريض وتطبيب لبنات جنسهن فكن بحق عضوات نافعات ومواطنات صالحات في بناء هذا المجتمع ورقيه. لقد ادرك ولاة الامر في هذه البلاد ببعد نظرهم حساسية هذا الجهاز فوضعوه في ايد امينة مخلصة من العلماء والمشايخ ساروا بهذا الجهاز رغم وجود العقبات والاعتراضات في بداية الانطلاقة الى بر الامان وشاطئ السلامة فحق لنا ان نفخر بهذا الجهاز وان نقدمه لغيرنا انموذجاً يستحق الاشادة والتقدير والاستفادة والتطبيق وان وجد بهذا الجهاز اخطاء ولابد ان يوجد به اخطاء لأن العاملين فيه بشر من بني ادم من طبيعتهم الخطأ كما قال عليه الصلاة والسلام «كل ابن آدم خطاء..» فواجبنا ان نعالج تلك الاخطاء بعقلانية وموضوعية وحكمة وروية.. اما ان تضخم اخطاء هذا الجهاز عبر مقالات صحفية وافلام فكاهية بحيث تبدو بصورة اكبر من واقعها فهذ بعيد عن الموضوعية التي يفترض ان تكون منطلقنا لعلاج تلك الاخطاء.
ان لبلاد الحرمين خصوصية تستمدها من تطبيقها لشريعة الاسلام وهذا يوجب ان تكون اعيننا على هذه الخصوصية عند طرح اي قضية تخص تعليم المرأة في بلادنا وان نوازن بين المصالح والمفاسد ونعمل القواعد التي قررها لنا سلفنا التي استنبطوها من ادلة الكتاب والسنة ومنها قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح . كما يجب ان تكون نظرتنا بعيدة جدا لا تقتصر على جيلنا فقط بل على الاجيال القادمة فما اسهل بعض البدايات التي نطرحها وما اصعب نهاياتها التي قد يعاني منها من يأتي بعدنا.
فهد بن عبدالعزيز الشويريخ

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved