أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th April,2001 العدد:10437الطبعةالاولـي الخميس 2 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

التربية عن طريق الحب!!!
يعوّل الكثير من الآباء والأمهات على علاقة الحب الأبوية التقليدية وهي ما يمكن ان نسميه: )الحب المفترض( بحيث يعتقد الأب أو الأم إن مجرد شعوره الداخلي بالحب تجاه ابنه أو ابنته ... يكفي... ويعتقد كذلك إنه يجسد هذا الحب من خلال توفير كل ما يطلبه هذا الابن أو تلك الابنة وإن على الأبناء ان يفهموا ذلك وأنهم ليسوا مطالبين بأكثر من ذلك.. بل تجده يفاخر في كل لحظة إنه يقدم كل شيء من أجل أبنائه فماذا يريدون أكثر من ذلك؟ ونحن نقول - وبكل أسف - إن هذا لايكفي.. نعم هو شعور جيد وممارسة طيبة لكنها أبداً لاتكفي فهذه يمكن اعتبارها.. مما يدخل ضمن: الجانب المادي في العلاقة مع الأبناء.. ويتبقي بعد ذلك الجانب الأهم وهو ما يمكن تسميته الجانب النفسي الذي يحوي مشاعر الحب والعاطفة حيث لابد من التعبير عن هذه المشاعر بالألفاظ التي تعنيها تماما.. بأن يعرب الأب أو الأم للابن أو الابنة عن حبهما صراحة.. بأن يقول الأب لولده مثلا: إني أحبك يابني، ثم يحتضنه ويشعره بالعطف والحنان وإنه يحبه فعلا.. وألا يتصرف على أساس ان هذا الابن يجب ان يعرف إنني أحبه.. وإن هذا الأمر مفروغ منه وليس بحاجة إلى التأكيد، وقد لايشعر به الابن إلا عندما يصاب بأذى - لاقدّر الله- عندها تظهر مشاعر الحب المتدفقة من الجميع، وقد تزول بزوال هذا الموقف.. وهذا أمر مؤسف بالفعل، حيث انه لابد من اظهار هذه المشاعر وبتوازن كاف.. وألا ننتظر حصول مثل هذا الموقف لنظهر هذه المشاعر. فقد يكون لغياب هذه المشاعر أثره في حدوث هذا الموقف.. ولقد سمعت شابا في سن المراهقة وقد أصيب في حادث سيارة يقول بعد ان لاحظ تدفق مشاعر والده: إنني لم أكن أعلم أن والدي يحبني إلى هذه الدرجة!! وقد يكون هذا الشاب معذوراً في كلامه فهو لم يتعود ان يستمع إلى كلمات الحب من والده منذ تجاوز السادسة أو السابعة من عمره.. بل على العكس قد يكون اعتاد منه سماع الأوامر والنواهي فقط.. وهذا ينطبق على الفتاة - وقد يكون في حالة الفتاة أهم بحكم الطبيعة التكوينية للفتاة - حيث تشير معظم الدراسات إلى ان افتقار الفتى أو الفتاة لمشاعر الحب داخل منزل الأسرة، قد يجعلهما يبحثان عنه في مكان آخر.. وهو مايمكن رصد اثره عن طريق عدم الاستقرار النفسي عند بعض الأبناء إضافة إلى الضعف في التكوين النفسي العام، وهذا قد يتبلور من خلال ماقد يبدو من تصرفات غريبة الهدف منها لفت أنظار المحيطين بالابن للحصول على الحب المفقود. لذا نقول لجميع احبتنا الآباء والأمهات: اظهروا مشاعر الحب لأبنائكم.. قولا وسلوكا أي عبروا عن مشاعر الحب وتصرفوا بحب.. ودعونا نتعلم كيف نعيش الحب وكيف نعبر عنه وكيف نعمل على تنشئة أبنائنا في جو أسري اجتماعي متوازن يكتنفه الحب ويحيطه الأمن النفسي الذي هو أساس العمل التربوي مع الأبناء... فكل التربويين يؤكدون ان التربية عن طريق الحب هي أفضل طرق التربية على الإطلاق.
شاهر بن عبدالله الظاهري
إدارة التعليم بالرس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved