أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 26th April,2001 العدد:10437الطبعةالاولـي الخميس 2 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

نعمة من البارىء عز وجل
إليك سر ما نحن فيه من أمن وأمان
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ/خالد بن حمد المالك/وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على ما كتبه أ.د/خضران بن حمدان الزهراني مدير مركز البحوث بكلية الزراعة بجامعة الملك سعود في جريدة الجزيرة صفحة )عزيزتي الجزيرة( بعددها 10423 في يوم الخميس الموافق 18/محرم/1422ه تحت عنوان )سر استقرارنا وأمننا(.. وقد لفت نظري في المقالة بعدها عن الحشو في العبارات أو عدم الفهم فجاءت بعبارات موجزة مختصرة مفيدة سلسة لكنها تحمل في مضامينها معاني كبيرة وأسراراً لها قوتها فقد نقل بصورة مؤثرة ذات أبعاد ومرتكزات يجهلها المرء الذي يعيش خارج وطننا الكريم لكن يدركها من يعيش بين أحضان هذه البلاد العزيزة من مقيمين ومواطنين على حد سواء، فقد نقل الدكتور بأسلوب ليس بالأكاديمي لكنه استعار أسلوب الخيال والتصور كما يدرسه أساتذة اللغة العربية لينقل صورة الحوار بينه وبين أحد الزائرين في إحدى مقاهي مركز العقارية بمدينة الرياض جاء لبلادنا قبل عدة أيام من دول أوروبا المتقدمة التي تعيش أزهى حضارة لها في القرن الحالي وهي قوة أوروبية مؤثرة في السياسة العالمية بأسواقها ومناخها التجاري والعسكري والاستثماري وتكتل بشري قائم على تبادل المنافع والمصالح ذات التوجهات التي تخدمهم للهيمنة على العالم.. ومع ذلك لم يعجبه في مجتمعه المرأة وسفورها وقارن بينها وبين المرأة السعودية التي رآها تقضي حوائجها في مركز العقارية التجاري بل شد انتباهه لدرجة الفضول والجرأة مارآه في مجتمعنا الكريم والذي ركز في حواره ودهشته في حديثه مع )الدكتور الزهراني( على شيئين هامين يفتقدهما في مجتمعه وهو:
1 - مظهر نسائنا بلباس العباءة المحتشمة الذي رسم في خياله أبعاداً أخرى عن هذه المرأة الكريمة وفسر ذلك الزائر هذه العباءة السوداء على أنها دليل على حشمة المرأة وصوتها في هذا البلد العظيم الذي حافظ على كيانها وهي امرأة عاملة ومنتجة ولها دورها التربوي والاجتماعي مع المحافظة على كرامتها وصونها من الدنس أو الاستعباد كما هي في الدول المتقدمة التي ينتمي إليها والذي جعل المرأة تخرج كيف شاءت بدون تحفظ أو هدف أو غاية خرجت تجر خيلاء الحرية ورداء الرذيلة فهم بمصطلحهم الاجتماعي ونظريتهم الفلسفية ماهي إلا الحرية الشخصية التي يرونها من زاويتهم ويفسرونها وفق قواميسهم اللغوية أما نحن فنراها من زاويتنا أنها رحلة الضياع بشكل عام وهدم أسرتها وتعطيل كيانها وفقدان حشمتها وعفافها وطهرها بين مراقص اللهو والمجون والتسكع بين أندية الليل والذئاب البشرية الجائعة فكانت نتيجتها انتشار الأوبئة القاتلة نتيجة العلاقات المحرمة التي باتت تزحف على تلك الدول المتقدمة لتهلك الحرث والنسل والتي ستنفق كل مافي وسعها من أموال طائلة وثروات هائلة على بحوث الطب من أجل القضاء عليها والعلاج في نظرهم من أصعب المنال يقضون السنين بين مختبرات ومعامل ذات تقدم تقني وشركات تصنع أدوية وحقول تجارب أقيمت بهدف توفير المضادات لهذه الأوبئة القاتلة والتي لم يجدوا لها علاجا بعد ولاتزال النظرة المستقبلية نظرة تشاؤم وبؤس وشقاء ورحلة عناء لم تجد النتيجة الإيجابية وهذه النتيجة لذلك كما قال الزائر هي إفراز طبيعي لهذه الحريات الشخصية التي ليس لها ضوابط أو قوانين في وقت طغت المادة فيه وأصبحت هي المطلب والمنال وظهور جيل جديد من أجيالهم مشاغب مشاكس مستهتر بكل شيء وبالتالي يجدون صعوبة بالسيطرة عليه.. لكننا في نظرنا بعد توفيق الله إن العلاج سهل ولايحتاج إلا إلى وقفة صادقة مع النفس والتغلب على الهوى والشهوة النفسية بالتطهر والعفاف من الرذيلة والبعد عن تلك العلاقات المحرمة وسيجدون العلاج ناجعا وغير مكلف من ناحيتهم المالية.. ووضع المرأة في مكانها الطبيعي وبحجمها العقلاني في تلك المجتمعات تعيد له استقراره وهدوءه وتبني العلاقة القائمة بين الأسرة لتنمو أواصر المحبة بينهم وتعيد ترابط البيت.. )وشهد شاهد من أهلها(.. رجل أجنبي قارن بين المرأة عندهم وعندنا فمالت كفة الميزان وبقوة في عقله ووجدانه وقناعته الشخصية لصالح المرأة السعودية المحافظة وهذه العباءة التي ينعق البعض على أنها تقييد لحريتها يراها هذا الغربي بمنظار مغاير ورؤية عقلانية من تحكيمه لمنطق العقل وهو لايدين بديننا لكنه لمس الحقيقة بعينها إنها هي سترتها وعفافها فإلى تلك الأفواه التي تنعق بما لاتفقه وقد أغواها الشيطان وأصمها اردد قول الله تعالى سبحانه )إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(.
2 - الهدوء والاستقرار الأمني الذي ليس له مثيل.. هذه المقولة التي يحسدنا عليها الكثير ممن وطئت أقدامهم هذه البلاد بل ويستغربون عن هذا الأمن والاستقرار وهم يملكون الحريات ويضعون القوانين وفق أهوائهم وبما يحقق رضاهم ويضعون العقوبات الرادعة التي تطبق بحق الخارجين عن القانون حسب مقولتهم المشهورة في تطبيق تلك العقوبات ومع ذلك تنتشر بين مجتمعاتهم مختلف الجرائم البشعة وتنتشر بين شبابهم عصابات السطو المسلح في وضح النهار بل يصور التلفزيون أحياناً تلك العصابات بمنظر الرعب الذي يهدد الآمنين في الأسواق والمنازل والشوارع فلا يأمن على نفسه أو عرضه فغابت عن بلادهم نعمة الأمن.. فيفاجأ الزائر لبلادنا بالأمن والاستقرار ليضع أكثر من علامة تعجب وقد ينقل هذه الفكرة إلى بلاده ليخضع هذه الظاهرة لمزيد من البحث والدراسة والتمويل بهدف الوصول إلى الغاية من ذلك وتطبيقها لكن شتان بين النظريات المكتوبة والحلول الموضوعة من أكاديميي البشر في أعرق جامعاتهم التي يتفاخرون بها.. لنقول إن سر هذا الأمن والاستقرار هو تطبيق الشريعة الإلهية التي نزلت كخاتمة للديانات فقد أنزل البارىء عز وجل هذه القوانين الإلهية في كتابه المحفوظ الذي قال عنه سبحانه من قائل )إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون( فهذا سر أمننا واستقرارنا من جهة ومن جهة أخرى لابد من توفر القوة لتحمي هذه الشريعة وتنفذ أحكامها فقد شهدت بلادنا منذتأسيسها أول تعاضد عسكري مع قوة الإيمان ورسالة الرحمن عندما اتفق الإمام محمد بن سعود رحمه الله والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله على نصرة دين الله وتثبيته في أرض الإسلام وتطهيره من البدع الشركية لتعود الجزيرة نقية نقاء الثوب الأبيض من الدنس فكانت هذه الأمانة العظيمة من أولي الأمر في بلادنا الكريمة فهم قائمون على تطبيق شرائعه وأحكامه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ففي كل مناسبة أول كلمة يقولها رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - أنه يطبق أحكام الله وشرائعه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام في الأرض التي وردت في القرآن الكريم دستور بلادنا الذي وضعه الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عندما أقام هذا الكيان الشامخ ووحده، فسموه ينفذ شرائع الله وكل ما يخالف تلك الشرائع تستأصل من جذورها وتنزع من عروقها فلا وجود لغير القرآن والسنة المطهرة حكما ومشرعاً ومنظماً لحياتنا الاجتماعية فهذا سر دهشة ذلك الزائر الذي نقول له إن الأمن والاستقرار نعمة من الله سبحانه وتعالى يرثها لعباده المؤمنين الذين قال الله سبحانه فيهم )والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم( فهنيئا لنا بهذه العقيدة الصافية التي تحكم شؤوننا اليومية وكفانا شرور الحاسدين وهنيئا لنا بهذه القيادة الحكيمة.
والله الهادي إلى سواء السبيل...
محمد بن غازي العنزي
مستشار الوكيل للشؤون التنفيذية
الرئاسة العامة لتعليم البنات - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved