أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 28th April,2001 العدد:10439الطبعةالاولـي السبت 4 ,صفر 1422

مقـالات

كل سبت
عبدالله العرفج.. المربي الذي لا ينسى
عبدالله الصالح الرشيد *
عرفت أجيالنا الحاضرة والمعاصرة علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر )رحمه الله( كرجل علم وأدب وتاريخ وصحافة وباحث ومؤلف في التراث والأنساب.. وعرفت الشيخ عثمان الصالح كمربٍّ قدير ومدير مثالي.. وفي بعض مدن المملكة وفي مجال التربية والتعليم في بواكير نهضتنا التعليمية عهد التأسيس والبناء اشتهر الشيخ السكيت في حائل وصالح الناصر في عنيزة ومحمد سعيد كمال في الطائف وعمر عبدالجبار في مكة المكرمة والكثير من أمثالهم.. ولكن ربما مع عامل الزمن وسباق الأحداث خفي علينا معرفة سيرة البعض من الرواد الأوائل ممن أبلوا بلاء حسنا في ميادين التربية والتعليم وكانت لهم جهود موفقة متميزة ومثمرة في هذا المجال الحيوي.. يأتي في مقدمة هؤلاء الرواد المبرزين المربي المثالي والمدير الناجح الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن العرفج.. لقد جاء الى الرس في عام 1363ه أي منذ ستين عاما تقريبا كأول مدير لمدرسة حكومية نظامية تأسست في الرس.. وكان في تلك الفترة في أوج شبابه وحيويته وذروة حماسه وتحفزه للعطاء.. عندما جاء الى هذه المحافظة الوادعة العريقة في حب العلم وتقدير العلماء وجد التشجيع والمؤازرة من أمير وأعيان ووجهاء البلد الذين أحاطوه بالتكريم والمساندة مما انعكس إيجابا على جهوده تضحية وإخلاصا.. والتف حوله طلبته من المتقدمين الاوائل لشغفهم بالعلم وحرصهم على اختصار ما فاتهم من انتظار لهذا الوهج المتجدد المثمر من التعليم الذي يفتح لهم أبواب المستقبل الواعد في الحياة الكريمة.
وعند افتتاحه المدرسة وجد بجانبه قلة من الزملاء كانوا كالعملة الثمينة النادرة في ذلك الوقت وعددهم اثنان هما الأستاذ عبدالله الناصر الرشيد والأستاذ عبدالله بن إبراهيم الطاسان رحمه الله .. وبعد مدة وجيزة ولتغطية العجز الحاصل والحاجة الملحة لمن يسانده في الإدارة والتدريس استعان وطالب بتعيين أول فوج تخرج من المدرسة بكفاءة وامتياز للعمل معه نظرا لكثرة الإقبال على التعليم وتعدد الفصول وكان في مقدمتهم الأستاذ المربي القدير عبدالعزيز المحمد الرشيد الذي أسندت إليه إدارة المدرسة في وقت لاحق واستمر فيها فترة طويلة بكفاءة واقتدار.. وتم تعيين الأستاذ الفاضل علي الصالح الضلعان )توفي رحمه الله في رمضان الماضي(، ونعود الى مقدمة الموضوع وسيرة أستاذنا الجليل عبدالله العرفج فقد كان والحق يقال.. مع أني لم أعايش إلا سنواته الاخيرة في المدرسة، أنموذج المدير الديناميكي القدير والمسؤول الحازم في نفس الوقت، وكان ملهما بالخطابة وشاعرا كبيرا يقوم بتأليف الأناشيد الوطنية والمدرسية طيلة عمله بالمدرسة .. وما زال متعه الله بالصحة والعافية يحتفظ بروح الدعابة والمرح والتواضع.. وعندما انتقل من الرس وعمل مديرا لإحدى مدارس عنيزة تخرجت على يديه أجيال متعددة وانتهى به المطاف حسب علمي موجها إداريا وتربويا بإدارة التعليم بمحافظة جدة الى أن تقاعد عن العمل قبل سنوات.. وما زلت شخصيا أذكر فترة محدودة من الزمن عملنا فيها سويا في مهمة ميدانية حيث كنت وإياه منتدبين من وزارة المعارف للعمل لمدة شهرين للإشراف والمتابعة على الرحلات الطلابية الصيفية في أبها قبل ثلاثين عاما وهذه الفترة لن أنساها حيث وجدته يحفظه الله إنسانا مثاليا يحف من حوله بالعطف والحنان والشفقة سلسا في سلوكه وتوجيهه وتواضعه وكان طلاب الرحلات وهم بالمئات يجدون لديه النصح الخالص النابع من القلب ومن تجارب الحياة.. ولأن صفة الوفاء متأصلة فيه فهو رغم تقدمه في العمر يغتنم المناسبات للتذكير بجهود زملائه في العمل والاشادة بطلبته الناجحين في تلك الحقبة الذهبية الأحياء منهم والأموات ، وهذا ما لمسته في مقاله المنشور في صحيفة الجزيرة بتاريخ 28/1/1422ه وقصيدة الرثاء التي وردت في المقال وبث فيها لوعته وأسفه لفراق نخبة من زملائه وتلامذته، جاء ذكرهم مفصلا في أبيات القصيدة.. وأسعد ويسعد معي كل محب لهذا المربي الجليل لو تفضل بين حين وآخر وأتحفنا بخواطره وتجاربه في التعليم وأعطانا نبذة مختصرة عن نبوغ وحيوية بعض طلبته القدامى حيث كانوا وهم في المرحلة الابتدائية منهم الأدباء والشعراء والخطباء.. أمد الله في حياته ووهبه موفور الصحة والعافية.
* للتواصل: فاكس: 476864 الرياض
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved