أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 28th April,2001 العدد:10439الطبعةالاولـي السبت 4 ,صفر 1422

مقـالات

وسميات
أيها الأثرياء.. زوروا المقابر
راشد الحمدان
أما لماذا.. خصصت هؤلاء من بين فئات مجتمعنا المسلم. فلأن المال اما ان يكون خيرا على صاحبه. أو شرا.. اما ان يكون مكتسبا بوسائل حلال أو ملطوشا لطشا. واستمرأ صاحبه هذا اللطش.. لكي يشار اليه بالبنان ويكون له شأن..
فالمال وسيلة تقود الى مقامات الخير والصلاح ويقود الى عكس ذلك.. وهو يصيب صاحبه بالغفلة.. فلا يفكر الا فيما كسب. وما عقد من صفقات في يومه وليلته أما الآخر فالبعض في غفلة عنها. «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون» والمال قد يكون ثعبانا أسود، وقد يكون نخلا وبساتين وأنهارا. في جنات النعيم.. والمال قد يصبح صاحبه حارسا وعبدا له. فهو يعدُّه اذا أمسى ويحصيه اذا أصبح. وهناك من أثريائنا من جعل الآخرة أمام عينيه، ومحركا وهاجسا يشغل قلبه. أولئك الذين جعلوا المال خادما لهم. لا خداما له. فهم أهل زكاة وهم أهل صدقة ومواساة.. لذلك طلبت من الأثرياء ان يزوروا المقابر. لأنها كما قال صلى الله عليه وسلم.. تذكرهم بالآخرة. ومن تذكر الآخرة وسعى لها سعيها فأولئك من الصالحين والفائزين. وفي الحقيقة اننا أصبنا بغفلات وليس بغفلة. كل ما يجري حولنا شغلنا علما ان في كل ذلك عبر.. فالأحداث اليومية، والزلازل، والفيضانات، وسقوط الطائرات، وتصادم القطارات، والنهب والسلب من فئات متنوعة من البشر كل هذه يجب ان توقض قلب المسلم الذي يعتقد فعلا انه مسلم.. لقد عمروا الدنيا أكثر مما عمرها من قبلهم.. فأين الذين من قبلهم.. وقارون كانت مفاتيح خزائنه لا يستطيع حملها العصبة أولوا القوة من الرجال.. قيل المقصود بهم أربعون رجلا. فماذا فعل المال بقارون «فخسفنا به وبداره الأرض .. فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين».. أما صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لديه مال فقد أنفقه في سبيل نصرة هذا الدين العظيم ونضرب مثلا بأبي بكر رضي الله عنه. حتى نزل فيه «وسيتجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى».. فهل هناك أحسن من هذا الوعد الذي جاء في آخر الآيات.. أيها الأثرياء الكرام زوروا المقابر فانها ستجعلكم تنظمون دفاتركم جيدا.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved