أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 28th April,2001 العدد:10439الطبعةالاولـي السبت 4 ,صفر 1422

بحوث ودراسات

بحوث ودراسات
في دراسة أجريت على 180 ألف طالب سعودي تناولت 42014 مشكلة سلوكية و820 قضية طلابية
السرقة أهم مشكلة سلوكية في المرحلة الابتدائية (22)
* * كتب خالدالفريان:
تنفرد الجزيرة بنشر واحدة من أهم الدراسات العلمية في مجال سلوك الطلبة السعوديين شملت 300، 180 طالب في 500 مدرسة اشترك في اعدادها خمس إدارات تعليمية في وزارة المعارف وتمت مناقشتها في الاجتماع الأخير لمعالي الوزير مع مديري التعليم. وقدمها الدكتور صالح الدوسري مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية.
ورغم ان الوزارة أخفت هذه الدراسة عن أعين الصحافة ولا تحبذ نشرها خوفا من طرحها في سياق الاثارة الصحفية والمبالغات التي تضم السلبيات وتتجاوز الجهود الكبيرة للوزارة في رصد المشكلة ودراستها بالأسلوب العلمي الصحيح وتقييم الطرق التوجيهية والارشادية المتبعة لحل المشاكل السلوكية للطلاب..
رغم ذلك حصلنا على نسخة من الدراسة وننشرها هنا لأهميتها القصوى للباحثين والمهتمين بالشأن التعليمي والاجتماعي. وحتى لا يحدث سوء فهم حول الدراسة أو تجاهل لجهود وزارة المعارف حيال مواجهة السلوكيات الخاطئة للطلاب فإننا ننشر الدراسة بجميع اجزائها على حلقتين..
وفيما يلي الجزء الثاني من الدراسة.
* السرقة
يوضح الجدول رقم (10) أن نسبة مشكلة السرقة لدى طلاب منطقة الرياض هي الأعلى (8، 30%) وتأتي هذه النسبة في المرتبة التاسعة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح. أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازلياً على النحو التالي: محافظة جدة (0، 28%)، المدينة المنورة (2، 20%)، عسير (6، 18%)، والشرقية (4، 2%) مما يعني ان مشكلة السرقة تظهر أكثر في منطقة الرياض بالمقارنة ببقية المناطق التعليمية الأخرى، والملاحظ ان تكرار مشكلة السرقة في منطقة الرياض (157) تشكل حجماً بنسبة (5، 0%) من المجتمع الأصلي (33770) في نفس المنطقة. وتعتبر هذه النسبة (5، 0%) ضئيلة بالنسبة للمجتمع الأصلي.
وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، أن نسبة تكرارات مشكلة السرقة مرتفعة في المرحلة الابتدائية بنسبة (2، 52%) مقارنة بالأدنى في المرحلة الثانوية (6، 8%)، وتأتي بينهما المرحلة المتوسطة بنسبة (2، 39%) وهذه النسبة أقرب الى نسبة المرحلة الابتدائية منها الى المرحلة الثانوية. وبذلك تتركز حالات السرقة بين طلاب المرحلة الابتدائية. وهذه النسب تشير الى أن طالب المرحلة الابتدائية ينقصه الإدراك والنضج وممارسة سلوك السرقة لإشباع حاجاته. وبالنتيجة، فإن القدرة على الاستبصار ترتفع كلما زاد عمر الطالب، مما يترتب على ذلك المزيد من النضج والتعقل، وهو ما يفسر انخفاض النسبة كلما تصاعد عمر الطالب من المتوسطة حتى الثانوية.
جدول رقم (12) يوضح الفروق بين المناطق والمراحل التعليمية الثلاث في مشكلة التدخين
* التدخين
يوضح الجدول رقم (11) أن نسبة مشكلة التدخين لدى طلاب محافظة جدة هي الأعلى (9، 28%) وتأتي هذه النسبة في المرتبة العاشرة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح. أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازلياً على النحو التالي: الرياض (4، 23%)، عسير (8، 19%)، المدينة المنورة (7، 14%) والشرقية (2، 13%) مما يعني ان مشكلة التدخين تظهر أكثر في محافظة جدة بالمقارنة ببقية المناطق التعليمية الأخرى. والملاحظ ان تكرار مشكلة التدخين في محافظة جدة (978) تشكل حجماً بنسبة (6، 2%) من المجتمع الأصلي (37729) في نفس المحافظة. وتعتبر هذه النسبة (6، 2%) ضئيلة بالنسبة للمجتمع الأصلي.
وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، أن نسبة تكرارات مشكلة التدخين مرتفعة في المرحلة الثانوية بنسبة (0، 58%) مقارنة بالأدنى في المرحلة الابتدائية (5، 1%) وتأتي بينهما المرحلة المتوسطة بنسبة (5، 40%) وهذه النسبة أقرب الى نسبة المرحلة الثانوية منها إلى المرحلة الابتدائية. وهذه النسبة تتصاعد من المرحلة الابتدائية الى الثانوية وذلك لإحساس الطالب في المرحلة المتوسطة والثانوية بأنه أصبح رجلاً ويقوم بتقليد الكبار أو القدوة لديه.
مناقشة النتائج
يتضح لنا من خلال النتائج السابقة أن المشكلات السلوكية تتباين من حيث نسبها في المناطق التعليمية الخمس أو المراحل التعليمية الثلاث. ومن حيث ترتيبها في الأهمية في كل منطقة تعليمية فنجد في الوقت الذي تكون فيه مشكلة الغياب تأتي في الترتيب الأول من حيث نسب تكرارها (3، 63%) في محافظة جدة التعليمية إلا ان هذه المشكلة تأتي في نهاية القائمة من حيث الترتيب بالنسبة لباقي المناطق التعليمية، حيث احتلت الترتيب السادس والسابع والثامن في كل من الشرقية وعسير والرياض والمدينة على التوالي، وقد سجلت هذه المناطق نسبا متقاربة في مشكلة الغياب شذت عنها محافظة جدة.
ونجد من خلال النتائج السابقة أن المناطق التعليمية الخمس لم تتفق مع معظم المشكلات من حيث الترتيب فمثلا نجد مشكلة الغياب تأتي في الترتيب الأول من حيث التكرار في جدة، والتأخر الصباحي في الترتيب الأول من حيث تكرار المشكلات في الشرقية وجدة، والتأخر الصباحي في الترتيب الأول من حيث تكرار المشكلات في الشرقية، والكتابة على الجدران في الترتيب الأول في منطقة الرياض التعليمية، بينما التدخين يأتي في الترتيب الأول في منطقة عسير، وقصات الشعر تأتي في الترتيب الأول في المدينة المنورة التعليمية. ونحتاج الى تفسير علمي لهذا التباين بين المناطق التعليمية بالرغم من التشابه الكبير بين المناطق التعليمية من حيث النظم والبرامج والمناهج والعادات والتقاليد. ربما هذه النتائج تعكس توجه واهتمام إدارة كل مدرسة نحو التعامل مع كل مشكلة.
أما من حيث التوافق والتشابه بين المناطق التعليمية في ترتيب المشكلات وأهميتها، فنجد الرياض والمدينة توافقا في مشكلة الغياب والكذب. وكذلك عسير وجدة في مشكلة التأخر الصباحي وعسير والمدينة في مشكلة الكتابة على الجدران، والتشابه بين الرياض وعسير في مشكلتي السلوك العدواني والسرقة، وبين الشرقية والمدينة في مشكلة التدخين.
ولو نظرنا لكل منطقة تعليمية يتضح لنا الآتي:
المنطقة الشرقية:
ترتفع نسبيا فيها المشكلات التالية: التأخر الصباحي، والدراسي.
وتنخفض فيها المشكلات التالية: السرقة، والكذب، وقصات الشعر، والكتابة على الجدران، والكذب.
منطقة الرياض:
ترتفع فيها المشكلات التالية: الكتابة على الجدران، والسرقة، والسلوك العدواني، وتنخفض في التأخر الدراسي، والغياب، وإهمال الواجبات، والتأخر الدراسي، والصباحي، والكذب، وقصات الشعر..
منطقة عسير:
ترتفع فيها المشكلات التالية: التدخين، السلوك العدواني.
وتنخفض في: قصات الشعر، والتأخر الدراسي، وإهمال الواجبات.
محافظة جدة
ترتفع فيها المشكلات التالية: الغياب، وإهمال الواجبات، والكذب، وقصات الشعر، والتأخر الدراسي، وتنخفض فيها: الكتابة على الجدران والسلوك العدواني.
منطقة المدينة المنورة:
ترتفع فيها المشكلات التالية: السرقة، وقصات الشعر
وتنخفض فيها المشكلات التالية: إهمال الواجبات، الغياب، التأخر الصباحي.
وبالنسبة للمراحل الدراسية يتضح أن:
المرحلة الابتدائية: تظهر فيها مشكلة الكذب، والسرقة، والسلوك العدواني.
وينخفض فيها: التدخين، وقصات الشعر، والتأخر الصباحي.
المرحلة المتوسطة: تظهر فيها مشكلة الغياب، وإهمال الواجبات، والكذب، وقصات الشعر، والتأخر الصباحي، والكتابة على الجدوان.
المرحلة الثانوية: تظهر فيها مشكلة الغياب وقصات الشعر والتأخر الدراسي، والصباحي، والكتابة على الجدران، والتدخين.
كما نلاحظ من خلال المشاكل السلوكية التي تم الإشارة اليها سابقاً أنها جميعاً مشاكل سلوكية تدل على مخالفات ارتكبها الطلاب وسجلت عليهم في سجلات الإرشاد لدى المرشد ولم يتم الإشارة الى أي مشاكل تربوية أو نفسية أو اجتماعية بادر الطلاب للمرشد الطلابي لمساعدتهم على حلها، أو نتيجة دراسة قامت بها المدرسة وسعى المرشد الطلابي لمساعدة الطلاب على حلها. وهذا مؤشر يدل على أنه حتى الآن لم يتضح دور المرشد الطلابي الحقيقي في المدرسة.
أما بالنسبة للمراحل الدراسية الثلاث يرى التباين بينها في تكرار تلك المشكلات السلوكية فاننا سنجد كذلك تباين واضح بين هذه المراحل في بعض المشاكل.
ففي المرحلة الابتدائية، نجد أن مشكلة السرقة تأتي في المرتبة الأولى ويليها السلوك العدواني ومن ثم الكذب، وهذا يشير الى حاجة الطفل في هذه الرحلة لأن يدرك ويميز بين ما يمتلكه هو وهذه تمثل خبرته السابقة التي أتى بها من المنزل وما يمتلكه الآخرون وهذه تمثل الخبرة الجديدة في المدرسة كذلك الطفل ينتقل من بيئة المنزل المحدودة على أسرته الى بيئة اجتماعية أكثر شمولاً واتساعاً مما يستدعي حاجته الى التوافق الاجتماعي وأي خلل في هذا سيسبب له مشاكل في التوافق الاجتماعي ومن ضمنها السلوك العدواني ضد الآخرين. واستخدام وسيلة الكذب كحيلة دفاعية لتبرير كثير من الأخطاء التي يرتكبها، ونجد في المرحلة الابتدائية تنخفض نسب تكرار مشكلة التدخين وقصات الشعر والتأخر الصباحي والتأخير الدراسي، ولعل ذلك أمر طبيعي يتناسب مع المرحلة العمرية للطالب ويشير الى تقيد الطفل بما يسمعه من الأسرة بأنه مازال صغيراً ويحضى بالتوجيه والمتابعة من قبل الأسرة والمدرسة.
أما بالنسبة للمرحلة المتوسطة: وهي بداية مرحلة المراهقة وما يعتريها من تغيرات فسيولوجية ونفسية واجتماعية تحدث للطالب في هذه المرحلة وتؤثر على سلوكياته فنجد أن مشكلة إهمال الواجبات تأتي في المرتبة الأولى ويليها الكذب ومن ثم قصات الشعر والغياب.
ولعل مشكلة إهمال الواجبات تأتي من الطالب في هذه المرحلة تعبيراً عن المرحلة الجديدة التي انتقل اليها فالمرحلة السابقة يعتبر فيها طفلاً مقيداً بجدول صارم من قبل الأسرة ومتابعته ومساعدته في حل واجباته، أما في المرحلة المتوسطة فهو أصبح شاباً مراهقاً يريد أن يتحرر من القيود التي تفرضها الأسرة وأنه أصبح شاباً ورجلاً يعتمد على نفسه وهنا تأتي مشكلة إهمال الواجبات لعدم قدرته على تنظيم وقته. أما الكذب فهي مشكلة تستمر معه من المرحلة السابقة ليبرر فيها سلوكه الخاطئ والتخلص من المواقف الحرجة التي يتعرض لها. وهنا تكمن الحاجة الماسة الى برامج إرشادية للطلاب في هاتين المرحلتين الابتدائية والمتوسطة للتعامل بطريقة صحيحة مع المواقف التي يتعرضون لها.
أما بالنسبة لمشكلة قصات الشعر فتشير الى تأثير شخصية القدوة على المراهق ويقوم بتقليده. وهنا يظهر أثر وسائل الاعلام على شخصية المراهق، حيث للأسف يختار المراهق قدوته مما يشاهده في التلفاز ويقوم بتقليده، ونجد هذا واضحاً في المرحلة المتوسطة والثانوية حيث احتلت مشكلة قصات الشعر الترتيب الثالث والرابع.
أما بالنسبة للمرحلة الثانوية فنجد مشكلة التدخين أتت في الترتيب الأول من حيث تكرارها ويليها مشكلة التأخر الدراسي ومن ثم التأخر الصباحي وقصات الشعر والغياب. وتنخفض في هذه المرحلة مشكلات السرقة والكذب والسلوك العدواني.
ولعل مشكلة التدخين تحتل الصدارة في هذه المرحلة كمؤشر يفيد أن الطالب في هذه المرحلة يريد أن يثبت رجولته في هذا المظهر ويقوم بتقليد الكبار، أو القدوة لديه، وهنا إشارة الى الحاجة الماسة ببرامج إرشادية فعالة في هذا المجال لتوجيه وإرشاد الطلاب الى الطرق الصحيحة لإثبات ذاتهم. ويلي ذلك مشكلة التأخر الدراسي ولعلنا نلاحظ أن الفروق في التكرارات يزداد في المرحلة الابتدائية كلما ارتفعنا الى المرحلة الثانوية وربما أن عملية المساعدة والمتابعة التي يفتقدها طالب الثانوية من الأسرة والمدرسة تكون أحد العوامل المؤثرة في وضوح هذه المشكلة وكذلك ربما صعوبة وكثرة المقررات في هذه المرحلة، وما يواجه طالب الثانوية العامة من ضرورة حصوله على معدل عال للقبول بالجامعة.
وتأتي مشكلة التأخر الصباحي في المرتبة الثالثة وربما يعكس ذلك ظاهرة النوم المتأخر والسهر لدى كثير من الطلاب أو الرفض الخفي لفكرة الاصطفاف الصباحي.
أما أقل المشاكل تكراراً في المرحلة الثانوية فهي السرقة والكذب والسلوك العدواني وهذا يشير الى زيادة النضج الانفعالي والاجتماعي والنفسي والوازع الديني لدى الطلاب كلما انتقلوا الى مرحلة أعلى.
ثانيا: القضايا الطلابية:
وهي القضايا الطلابية التي ترفع من إدارات التعليم إلى الوزارة للبت فيها وعادة ما تكون القضايا تتعلق بالنواحي الأخلاقية أو الانحراف والسلوك العدواني ضد المعلمين والطلاب والممتلكات والسرقة.
وتمثل جميع القضايا التي تعاملت فيها الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد خلال العام الدراسي 1420/1421ه.
ومن خلال دراسة قضايا طلاب المدارس لجميع المراحل التي وردت من الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد، والتي تناولت فيه 15 قضية، وقد تعرضت هذه الورقة لفئات الطلاب في المراحل التعليمية الثلاث ضمن فئات عمرية تتراوح بين 1020 عاماً فأكثر. وبلغ مجموع القضايا (8692 قضية) التي شملت 39 إدارة تعليمية، منها 820 قضية في المناطق الرئيسية كما يوضح الجدول 12.
وقد تباينت نسب هذه القضايا فيما بينها حيث مثلت السرقة المتعمدة النسبة الأعلى (5، 44%) في القضايا، بينما شكلت قضية تداول أفلام جنسية بنسبة (06، 0%) النسبة الأدنى.
كما تباينت نسبة هذه القضايا بين الفئات العمرية حيث اتضح أن تكرارات (1417 قضية) للفئة العمرية بين (15 19 عاما) قد شكلت نسب (7، 83%) من أصل (1692 قضية)، وتليها الفئة العمرية (10 14 عاما) ونسبتها (3، 12%) ثم الفئة العمرية (20 عاما فأكثر) ونسبتها (4، 0%).
كما تباينت نسب هذه القضايا بين المراحل التعليمية الثلاث حيث اتضح أن نسبة المرحلة المتوسطة قد بلغت (5، 50%) من أصل (1692 قضية) وهي الأعلى، مقارنة بالنسبة الأدنى في المرحلة الابتدائية (1، 19%) وتأتي بينهما المرحلة الثانوية بنسبة (4، 30%).
ويبدو من الجدول رقم (12) أن منطقة عسير قد حصلت على أعلى نسبة بين نسب المناطق التعليمية، وتأتي باقي المناطق والمحافظات تباعا وعلى نحو تنازلي كما هو واضح بالجدول السابق.
النتائج العامة وتحليلها
يمكن استنتاج عدد من النتائج من خلال ما توصلت اليه كل من دراسة المشكلات السلوكية، ودراسة القضايا الطلابية، وذلك على النحو التالي:
1 إن مجموع تكرارات جميع المشكلات السلوكية للمناطق الخمس يقدر ب(42014 مشكلة سلوكية).
2 إن مجموع تكرارات القضايا الطلابية لمناطق العينة تقدر ب(820 قضية) من أصل 1692 قضية. أي ما يقارب 50% من اجمالي القضايا في مناطق ومحافظات المملكة التي شملتها دراسة الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد يتركز في خمس مناطق وهي (الشرقية محافظة جدة المدينة المنورة عسير الرياض).
وللمقارنة بين المناطق التعليمية في الشرقية، والرياض، وعسير، وجدة، والمدينة المنورة، أجرينا احصاء لتكرارات ونسب أعداد المشكلات السلوكية (الأربع) ذات العلاقة بالمجال التحصيلي (التأخر الصباحي، والغياب، وإهمال الواجبات، والتأخر الدراسي) والمشكلات السنلوكية (الست) ذات العلاقة بالمجال الأكثر صلة بالقضايا (السلوك العدواني، والسرقة، والكذب، وقصات الشعر، والتدخين، والكتابة على الجدران). إضافة لأعداد القضايا الطلابية وذلك كما يتضح من الجدول رقم 14، ولمقارنة المشكلات السلوكية التي لها صلة مباشرة بقضايا الطلاب في المشكلات الأربع السابقة الذكر، لأنها مشكلات لا تتصل مباشرة بقضايا الطلاب، لأنها أقرب لمشكلات التحصيل الدراسي (كمشكلات تعليمية).
وبناءً على ذلك، فإننا نجد أن المجموع العام لتكرارات المشكلات الست يساوي 14059 من أصل 42014 مشكلة سلوكية، في الوقت الذي بلغت فيه القضايا الطلابية 820 قضية طلابية بالمناطق والمحافظات التي شملها المسح وذلك من أصل 1692 قضية. وهذا يعني أن نسبة القضايا الطلابية تمثل 83، 5% من إجمالي تكرارات المشكلات السلوكية الست. وتعتبر هذه النسبة مؤشراً ضعيفاً بالمقارنة بمجموع تكرارات المشكلات الست. لهذا يمكن القول إن تطور المشكلات السلوكية الست إلى قضايا طلابية لا يمثل ظاهرة متفشية في المجتمع الطلابي.
تعليق عام على جميع النتائج
أولاً:
من خلال النتائج السابقة المتعلقة بالمشكلات السلوكية الطلابية في المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، يتضح أن هناك عشر مشكلات سلوكية تتباين في نسبها وفقاً لتكراراتها في كل منطقة ومحافظة تعليمية. وبذلك، تمكّنت هذه الدراسة من الإجابة على التساؤل الأول من تساؤلات هذه الورقة.
ثانياً:
من نتائج دراسة المشكلات السلوكية، يتضح أن هناك تبايناً في هذه المشكلات بين المناطق التعليمية التي شملها المسح وتكون هذه النتيجة إجابة على التساؤل الثاني من مجموعة تساؤلات الدراسة الحالية (صفحة 3).
ثالثاً:
يتضح من نتائج دراسة المشكلات السلوكية والقضايا الطلابية أنها تتباين بين المراحل التعليمية (الابتدائية المتوسطة الثانوية) فقد وجد أن المرحلة المتوسطة تتسم بعدد من المشكلات السلوكية والقضايا الطلابية ذات النسب المرتفعة، ويمكن التعرف على هذه النسب من الجداول ذات العلاقة. ولذلك، تعتبر هذه النتيجة بمثابة إجابة على التساؤلين الثالث والخامس من مجموعة تساؤلات الدراسة الحالية (صفحة 3).
رابعاً:
لقد بلغت تكرارات القضايا الطلابية في المناطق التعليمية التي شملها المسح (820 قضية) ويظهر من نتائج دراسة هذه القضايا أن هناك 15 قضية تتباين فيها نسب التكرارات في تلك المناطق والمحافظات. ومن هنا يمكن أن تعتبر هذه النتيجة بمثابة إجابة على التساؤل الرابع من مجموعة تساؤلات هذه الدراسة (صفحة 3).
خامساً:
ويتضح من خلال إجابة المناطق التعليمية حول برامج وأساليب الإرشاد المستخدمة لحل مثل تلك المشاكل، وكذلك من خلال الجهود التي تبذلها الإدارة للتوجيه والإرشاد بالوزارة، إنها جهود محدودة تقتصر على عملية التوجيه دون الإرشاد.
ثالثا: البرامج الإرشادية المتاحة بالمدارس لحل تلك المشاكل والقضايا
أ لقد أشارت المناطق التعليمية الخمس في كيفية التعامل مع تلك المشاكل بالأساليب الإرشادية التالية:
1 أساليب الإرشاد الفردي والجمعي والعقلاني والديني.
2 استخدام أساليب التعزيز الإيجابي والسلبي.
3 الاتصال بالأسرة عبر الهاتف أو استدعاء ولي الأمر للمتابعة.
4 أساليب النصح والتوجيه.
ب جهود الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في مجال الرعاية السلوكية.
قامت الإدارة العامة منذ إنشائها بتركيز جهودها على محورين أساسيين في العملية التربوية وهما الجانب السلوكي للطلاب والجانب التحصيلي الدراسي سعياً لتحقيق المأمول لبناء الشخصية السوية للطالب في ضوء سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، وبما يحد من انتشار المشكلات السلوكية واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير العملية (الوقائية والإنمائية والعلاجية) المناسبة لتحقيق هذا الهدف، وفي هذا الإطار تقوم الإدارة العامة بجهود تربوية متنوعة في مجال الرعاية السلوكية ومن أبرزها ما يلي:
1 إصدار الإطار العام لرعاية السلوك لتقويمه في المدارس والحد من المشكلات السلوكية المتضمن الاستراتيجيات التي تتيح متابعة وتقويم سلوكيات الطلاب للحد من الاضطرابات السلوكية وفق المعايير والقيم والمبادئ (الثوابت والمسلمات) التي يرتكز عليها بناء هذا المجتمع.
2 إصدار الميثاق الأخلاقي لمهنة التوجيه والإرشاد ودليل عمل المرشد الطلابي وتوزيعها على جميع العاملين في الميدان لرفع كفاءتهم المهنية في التعامل مع المشكلات السلوكية وبناء البرامج والخدمات الإرشادية والتربوية الفاعلة في مجال الرعاية السلوكية.
3 دراسة القضايا السلوكية للطالب في المناطق والمحافظات التعليمية من قبل الوزارة سنوياً للوقوف على المؤشرات الاحصائية حجم ونوعية هذه القضايا في كل إدارة تعليمية والتنسيق مع تلك الإدارات في صياغة البرامج والخدمات الإرشادية المناسبة التي تعين العاملين في الميدان على فهم الأسباب والدوافع لهذه الانحرافات السلوكية والتعامل معها بأسلوب يحد من انتشارها وآثار إفرازاتها السلبية على الطالب ومجتمعه.
4 تنفيذ خدمات وحدة الخدمة الإرشادية في بعض الإدارات التعليمية والتي تعنى بدراسة المشكلات السلوكية أكثر اضطرابا في مختلف المراحل الدراسية والتي لا تستطيع المدرسة التعامل معها بكفاءة ومهارة مهنية وتقديم الاستشارات التربوية للطلاب وأولياء أمورهم والمربين داخل المدارس من خلال خدمات الهاتف الإرشادي، والقيام بزيارات ميدانية لمتابعة الحالات السلوكية وتدريب المرشدين على التعامل معها.
5 تزويد الميدان باستراتيجيات بناء برامج تعديل السلوك وتقويمه والتي تهدف الى إيضاح المفهوم العلمي لكيفية تفسير السلوك ورعايته من خلال التطبيقات التربوية المناسبة داخل المدرسة بما يحقق دور المؤسسة التربوية في تحقيق مفهوم الرعاية السلوكية للحد من المشكلات السلوكية وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع.
6 التركيز على تنفيذ خدمات وبرامج الإرشاد الوقائي على مستوى المدرسة والتي من أبرزها برامج معالجة التأخر الدراسي، والتوعية بأضرار المخدرات والحد من ايذاء الأطفال والإساءة اليهم، ومتابعة المواقف اليومية للطلاب، بهدف تحقيق درجة مناسبة داخل المدرسة.
7 حصر المشكلات السلوكية للطلاب على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية في مستهل كل عام دراسي لتحديد نوعية المشكلات في كل بيئة مدرسية وبناء البرامج الإرشادية (وقائية إنمائية علاجية) التي تلبي احتياجات الطلاب النفسية والتربوية والاجتماعية للحد من الاضطرابات السلوكية وتحقيق رسالة المدرسة في التربية الخلقية المأمولة.
النظرة المستقبلية
لدور التوجيه والإرشاد في الحد
من المشكلات السلوكية:
إن استمرار برامح الإرشاد المدرسي في تحقيق أهدافه بفاعلية ورسالته بكفاءة واقتدار في الميدان يتطلب إيلاء مزيد من الاهتمام والعناية ببعض الجوانب ذات الأهمية التي تسهم في استمرارية نجاحاته واستثمار برامجه وخدماته على أفضل وجه ممكن للإفادة في الحد من انتشار المشكلات السلوكية المختلفة وآثارها السلبية على كفاءة النظام التربوي وتحقيق أهدافه ومن أبرز هذه الأمور:
1 دعم الميدان بكفاءات الاحتياج القائم من المرشدين الطلابيين وتكثيف البرامج التدريبية (في مجالي التشخيص والعلاج للاضطرابات السلوكية) للعاملين في مجال التوجيه والإرشاد لتحقيق الأهداف المأمولة بإذن الله تعالى.
2 إعداد مشروع وطني لرعاية سلوك الناشئة يسهم في تنفيذ آلياته وإجراءاته تطبيقه مع وزارة المعارف جهات أخرى لها ارتباط وثيق برعاية سلوك الناشئة مثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وزارة الداخلية، وزارة الشؤون الإسلامية، وزارة الاعلام، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الجامعات وغيرها من الجهات والمؤسسات التربوية ذات العلاقة.
3 بناء وتقنين الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية في مجال رعاية السلوك التي تعين القائمين على رعاية السلوك في الميدان (معلمين مرشدين مشرفين تربويين) على فهم المشكلات السلوكية والتعامل معها بأسلوب مهني متخصص.
4 بناء برامج تربوية لتوعية الأسرة بكيفية التعامل الصحيح مع الطلاب (الأبناء) في مرحلتي الطفولة والمراهقة بما يتفق وخصائص المراحل العمرية وحاجات الطلاب ومشكلاتهم السلوكية في هذه المراحل من خلال برامج الإعلام التربوي التي تشرف عليها الوزارة للإسهام في تفعيل دور الأسرة في الحد من المشكلات السلوكية المختلفة.
5 دعوة القطاع الخاص الى التعاون مع الوزارة بإيجاد خدمات (ترفيهية تربوية) مناسبة لاستثمار أوقات فراغ الطلاب في الفترة المسائية بهدف تنمية مهاراتهم الفردية والاجتماعية.
6 تزويد المعلمين في المدارس بدليل إرشادي متخصص حول كيفية التعرف على المشكلات السلوكية (أسبابها ودوافعها وطرق علاجها) في مختلف الفئات العمرية والمراحل الدراسية ودور المعلم الوقائي في الحد من حدوثها داخل الفصل الدراسي.
ج مناقشة البرامج الإرشادية:
من خلال استعراض إجابة المناطق التعليمية حول البرامج الإرشادية المتاحة بالمدارس يتضح لنا عدم وضوح البرامج الإرشادية المنفذة بالمدارس وكيفية التعامل مع تلك المشاكل وهي مجرد ذكر لأساليب توجيهية وليست برامج إرشادية احترافية، كذلك يلاحظ على ورقة الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بأنها تخلو من البرامج الإرشادية الاحترافية والتركيز على عمليات التوجيه دون الإرشاد والسبب في ذلك ان عملية التوجيه يقوم بها أي شخص غير متخصص وعبارة عن عملية إعطاء معلومات تركز على أساليب النصح والتوجيه بينما عملية الإرشاد يقوم بها متخصصون في التوجيه والإرشاد وهذا ما تفتقده مدارسنا من عدم وجود المرشد المتخصص المحترف وستظل برامج التوجيه والإرشاد غير فعالة في مدارسنا في ظل غياب المرشد المتخصص.
رابعا: التوصيات
1 وضع البرامج الإرشادية المختلفة وفق احتياجات الطلاب الإرشادية وما يو اجهونه من مشكلات وما تحدده الدراسات المسحية في مراحل التعليم الثلاث (الابتدائية المتوسطة الثانوية).
2 وضع استراتيجية وخطة واضحة من قبل الوزارة نحو توفير المرشدين المتخصصين في مجال التوجيه والإرشاد وذلك لكي تحقق برامج التوجيه والإرشاد أهدافها المحددة والتي لن يستطيع تحقيقها إلا المختصون في هذا المجال. لذا من الضروري أن يكون هناك خطة ابتعاث لإعداد المؤهلين في مجال التوجيه والإرشاد النفسي والمجالات الأخرى ذات العلاقة (الاختبارات والمقاييس النفسية الخدمة الاجتماعية العلاج النفسي). بالاضافة الى وضع خطة تدريب مستمرة لجميع منسوبي التعليم لمعرفة دورهم في مجال التوجيه والإرشاد.
3 البحث والدراسة في أسباب حدوث المشكلات السلوكية في المدارس وطرق العلاج العملية.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved