أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 28th April,2001 العدد:10439الطبعةالاولـي السبت 4 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

الرجل والمرأة سيَّان في الكتابة
عزيزتي الجزيرة
ياواحة غناء تراها عيناي تزينها زهور الإبداع المتآلفة ويفوح عبقها لينشر أريجه في كل مكان..
لحظة جارفة اصطادها قلمي بعد أن انقطعت فترة ليست بوجيزة عن الكتابة لظروف خاصة حتى انني خلت أن قلمي قد جف حبره ودكن لونه.
عدت للكتابة لأن الكتابة نبراس يضيء الطريق لكل الأجيال لقد أجبرني قلمي أن أكون طوع أمره حيث تركت له العنان ليسطر ماشاء دون أن أكبح جماحه حين قرأت مانشر في العزيزة تحت عنوان (اتركن الكتابة وتفرغن للبيت أجدى لكن) للأخ عبدالرحمن القاضي وأنا إذ أناقش الموضوع تحت دوحة الجزيرة ليس لأنني أحمل (نون النسوة) وإنما بصفتي قارئة لمقالات الكاتبات والمثقفات واللاتي يحاولن دائماً إثراء القراء وامتاعهم ولكن الأخ في مقالته تحامل بشكل كبير على أولئك النسوة وصب جمام غضبه على كل كاتبة فوصم المرأة بالتقصير وبأنها لاتحسن الكتابة ولا أعلم ما السر وراء ثورة الأخ ونسي أن هذه المرأة تملك من العلوم والمعارف مثل مايملك الرجل وأكثر.
إن الكتابة ماهي إلا انطلاقة لفضاء أرحب وهي بوح جميل معبر كما أنها حالة تعبير عن قوة الروح الإنسانية وحالة تطهير للنفس وإفراغ الشحنات المكظومة داخل الكاتب بل إنها لحظة اندماج العقل مع القلب لاظهار الموضوع في قالب فني جيد.
إذن إذا كانت الكتابة كما قلت آنفا معنى ذلك أنها ليست مقصورة على الرجل فمن استطاع أن يعبر بأسلوب جيد ويناقش موضوعاً قد يفيد المجتمع فذاك هو الكاتب الفذ بغض النظر عن جنسه «ذكراً أم أنثى».
إنني هنا لست محامية عن الكاتبات لأرافع عنهن ولكن الحق يقال.. والحق أحق أن يتبع إن هؤلاء النسوة «الكاتبات» واللائي قد بخست حقهن قد قمن بدور فاعل في المجتمع.
فكم أزاحت كتابات هؤلاء النسوة غيوم الأسى من قلوب الآخرين وكم خففن من لوعة المحتاجين.
كم من المرات قد أوصلن مطالب الآخرين إلى المسؤولين.
وكم كان لعذب خطابهن فعل السحر..
انظر إلى الكاتبة الفذة د. خيرية السقاف .. كم رسالة تصلها أسبوعياً وكم تنشر من المقالات التي لها مذاق خاص ونكهة خاصة.
انظر إليها وهي تهدي السائل وتجيب الحائر وإن كانت أعظم الرسائل التي تصلها من «الذكور».
وكذلك الكاتبات الأخريات أمثال الكاتبة ناهد باشطح وأميمة الخميس وغيرهما الكثير الكثير وعذراً لمن لم أذكر أسماءهن.
إنني استشهد بالبعض لأثبت لكاتب المقالة أنه لن يستطيع أن يقتل الإبداع داخلهن حتى وإن وقف ضدهن وحارب إبداعهن وجعلهن كالجمل الاعتراضية لا محل لهن من الإعراب.
إذن لترد الحق إلى أصحابه ولتضع السيف في جرابه ولتعترف بصدق بفضل هؤلاء الكاتبات بعيداً عن الانحيازية ولتذكر أننا نعيش عصر التقدم فبين اليوم والأمس قفزات وسيان مابين الرجل والمرأة في الكتابة والمهم أن يجني القارئ ثمارها نشراً.
وأخيراً..
تحية لكل كاتبة أبدعت فأظهرت إبداعها على صفحات الجزيرة ليستفيد منها الآخرون.
ولكل قلم نسائي عرف أمانة الكلمة الملقاة على عاتقه فكتب بإيمانه قبل حبره وبيقينه قبل ريشة قلمه وأقول ما قال باكون (لا لذة تعادل لذة من ينصر الحق). فكنَّ مع الحق حيثما كان وتقبلن ما قيل فإنما كلماته حبر على ورق وتذكر ما قاله وليم جميس (كن مستعداً لتقبل ما ليس منه بد فإن هذا التقبل خطوة أولى نحو التغلب على مايكتنف الأمر من صعاب).
وفقكن الله وسدد على طريق الخير خطاكن، وجعلكن نبتة صالحة تؤتي أكلها، كل حين وتفيء بفيئها علي الجميع.
آمين يارب العالمين
وللعزيزة الجزيرة شكري وثنائي
طيف أحمد
الوشم/ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved