أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th April,2001 العدد:10440الطبعةالاولـي الأحد 5 ,صفر 1422

مقـالات

في « القمامة ».. لا في « صدري »...؟!
حمّاد بن حامد السالمي
** تركت مقاعد الدراسة منذ ثلاثين عاماً مضت.. يالها من أعوام..! مرت مر السحاب وكأنها ثلاثون يوماً لاثلاثون عاماً..! هكذا بدت هذه السنون في مخيلتي وأنا أعود إلى مقاعد الدراسة من جديد. فقد أمضيت جزءاً من الوقت المخصص للمحاضرة الأولى صباح يوم السبت اليوم الأول من الثلث الأخير لشهر محرم الحرام الفارط، وأنا استعرض شريطا من الذكريات الجميلة لأيام الدراسة الأولى. لقد برزت أمامي في دقائق معدودة. إنها آلاف الصور الشائقة مقاعد الدراسة، والزملاء والأساتذة الأفاضل، والكتب والدفاتر والممرات والسبورات والغرف، والمكتبة والفناء وطابور الصباح... لم يغب عن مخيلتي سوى قليل القليل...
يا لها من أيام حلوة.. حتى المقالب اللطيفة بيننا نحن الطلبة حضرت صورها )الشيطانية( معي هذا الصباح. إلى هنا في صالة المحاضرات بمستشفى الأمل بجدة، حيث يحضر أكثر من خمسين مرشداً طلابياً من تعليم الطائف وأنا في دورة دراسية تنشيطية تتناول المخدرات، هذا الخطر الزاحف على المجتمعات البشرية جمعاء، مضارها والمؤشرات الدالة على الوقوع في براثنها ومستنقعها الآسن.
** بعد ثلاثة أيام من الدروس المفيدة، واللقاءات المباشرة مع المختصين والمعنيين بالعلاج من هذا الوباء، وحتى مع بعض الضحايا الذين غرر به إخوان الشياطين، من أصدقاء السوء وشلل الفسق والضلال، بعد هذه المدة على قصرها، خرجت وأنا أحمد لتعليم الطائف، وقسم الإرشاد فيه هذه الفرصة الثمينة التي أتيحت لنا بعد هذه السنين في خدمة التربية والتعليم،
لنقف ونعرف عن قرب بعضا من خفايا أخطر وأبشع داء عرفته البشرية حتى اليوم، ألا وهو داء الإدمان على المخدرات الذي يستهدف بالدرجة الأولى: المراهقين والشباب عماد الأمم وقوامها ومستقبلها، في ظل التفكك الأسري، وانشغال أولياء الأمور، وانصرافهم عن القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه أبنائهم وبناتهم وأسرهم.
** إن المخدرات بكافة أنواعها وأشكالها أخطر وأبشع وأفتك الأمراض على وجه الأرض، لأنها ببساطة متناهية أم كل البلايا والأمراض والآفات، والدافع الرئيس لأشنع الجرائم الجنائية والأخلاقية. وفي هذا ما يكفي مما لايحتاج إلى مزيد.
** وفي المقابلات والاستجوابات التي لمستها عن قرب سواء داخل مستشفى الأمل بجدة الذي هو مؤسسة راقية المستوى والأداء حقيقة أو خارجه أيقنت أن بداية الانزلاق إلى هذا المستنقع الموحش إنما تبدأ في معظم الحالات ب )سيجارة دخان( مقدمة من صديق أو معرفة أو شخص ما.. سيجارة تتلوها سيجارات أخر.. ثم تكر السبحة وتتطور المسألة إلى ماهو ممنوع ومحظور من مواد سامة خبيثة قاتلة. منها المنشطات والمشفطات ومنها الكحوليات والحشيشة وثم المواد الطيارة والهيروين، وغيرها من صنوف البلاء.. نسأل الله الحماية.
** المرحلة التي تتلو ذلك حتمية لامحالة. هذا إذا لم تتدخل القدرة الإلهية والأسباب البشرية.. إنها السقوط التام في مستنقع الإدمان..
وهو سقوط في فخ )الأسر القسري(، الذي عندما يحيط بالفرد من كافة الجهات فإنه سوف يفقده كل شيء.. كل شيء.. نفسه وماله وعرضه وحياته، والمستفيد الأوحد من هذا الأسر البغيض هم تجار المخدرات القتلة، وسماسرة السم الهاري، ووطاويط الظلام.
** ماهي مواصفات هذا )الأسر القسري(..؟
** انظروا: )شكوك - هلاوس - هياج - ارتفاع ضغط الدم - اضطراب القلب - صرع - اكتئاب - تدهور عقلي - التهابات في الصدر - تليف كبدي - جلطة بالرئة - بتر بالساق - تسمم الدم - إيدز - درن - قرحة معدية - سرطان معدة - سرطان بنكرياس - اختلال الجهاز العصبي - خرف مبكر - فقد الذاكرة - هذيان - ثم أخيراً: فقد المال، والقدرة الوظيفية والأهل والأسرة والسكن.. و .. فقد الحياة(..!
** ومن العجب العجاب أننا ندرك مصدر الشرارة الأولى، ونعرف مكمن الداء، ولاتنقصنا الوسيلة في الوصول إلي الدواء والعلاج منذ البداية، لكننا نتجاهل وتغافل، أو نتهاون الأمر..
لانر عوي ولا نتعظ.. ألم أقل بأن السيجارة هي مستصغر الشرر في هذه البلوى التي يكتوي بنارها العالم اليوم..؟
** تعالوا ننظر في هذا المستصغر الذي نتهاون في شأنه وهو أصل البلايا وأسها الأكبر.. ماذا في السيجارة الواحدة..؟ وكيف الوضع بالنسبة لعشرات السجاير التي يدمن عليها بعض المدخنين..؟
** جاء في دراسة علمية حديثة نشرت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى التي تزرع التبغ وتصنع السجاير وتصدرها للعالم، مع أنها تمنع التدخين على أراضيها أن السيجارة الواحدة تشتمل على )300 مادة كيماوية سامة(..! ربما لم ينتبه إلى هذا الأمر العظيم كثير من المدخنين في هذا العالم: لأنهم لايريدون أن يعرفوا شيئا مما يعكر صفو مزاجهم مع السيجارة..! ومن ال )300 مادة سامة( هذه فإن )21 عنصرا كيماوياً ساماً( هي الأخطر على حياة الإنسان وهي الأكثر سمية وأذى، لأنها تتسبب في الإصابة بأمراض شتى.
** والدكتور منصور بن أحمد أبولبن مدير التدريب والتطوير والتعليم المستمر بمستشفى الأمل بجدة استخلص هذه الأخيرة بدقة متناهية ووضعها في )صورة( صندوق زبالة يحمل هذا الشعار: )في القمامة لا في صدري(، وهو في الحقيقة محق فيما ذهب إليه ويشكر على التحذير والتنبيه الذي أطلقه من فوهة هذا الصندوق ولكن.. من يتعظ..؟
** مانوع هذه المواد الأكثر سمية والأعظم خطراً على صحة الإنسان وحياته..؟ تعالوا لنرى هنا كيف أن المدخنين في هذا العالم، يرتكبون جرماً صريحاً في حق أنفسهم وفي حق مجتمعهم وبيئتهم.
إن ال )21( هذه التي تدق ناقوس الخطر اليوم هي باختصار:
1 - حامض الكبريتيك: )مادة سامة حارقة تذيب جسم الإنسان إذا لامسته(.
2 - الزرنيخ: )مادة شديدة السمية(.
3 - غاز البيوتين: )هو غاز ولاعات السجائر(.
4 - غاز أول أكسيد الكربون: )وهو الغاز الذي يخرج مع عادم السيارة، وله قدرة كبيرة على الاتحاد مع هيموجلوبين الدم، أكثر من الأكسجين، ويحرم الجسم بذلك من الأكسجين(.
5 - غاز ثاني أكسيد الكربون: )وهو الغاز الذي يخرج مع هواء التنفس عند الإنسان، وهو غاز خانق(.
6 - الميثانول والرصاص: )يستخدم في وقود الصواريخ(.
7 - النيكوتين: )وهي مادة شديدة الإدمان(.
8 - التولوين: )مذيب عضوي يستخدم في المصانع(.
9 - الأسيتون: )مادة تزيل طلاء الأظافر(.
10 - الأمونيا: )مادة تدخل في تركيب منظفات الحمامات والأرضيات(.
11 - الكادميوم: )مادة تدخل في صناعة بطاريات السيارات(.
12 - د.د.ت، والدايدرين: )مواد مبيدة للحشرات(.
13 - الفورمالين: 0مادة تستخدم لحفظ الأعضاء البشرية(.
14 - النافتالين: )المادة المستخدمة لحفظ الملابس من العثة التي تسمى - كرات الفنيك سيانيد الهيدروجين - مادة شديدة السمية(.
15 - البولونيوم 210: )مادة مشبعة توجد في الغبار الذري(.
16 - القطران: )مادة تتكاثف من دخان السجائر في داخل الرئتين وتسبب السرطان(.
17 - الرادون: )مادة مشعة على شكل غاز(.
18 - أكسيدات النيتروجين: )غازات سامة(.
19 - بترو A باريرين: )مادة تسبب السرطان(.
20 - البنزين: )مادة تسبب السرطان(.
21 - كبريتيد الهيدروجين: )غاز سام(.
** هذا )كله( إذن بعض مما يدخل مع السيجارة إلى جوف المدخن كل يوم وليلة فإلى متى تستمر هذه الغفلة..؟
** إنه لكي نعرف حقيقة الخطر الذي يمثله التدخين على حياة الإنسان يكفي أن ننظر ونتأمل في هذه المعلومة المهمة التي تحمل أكثر من معنى وأكثر من دلالة، منها حجم الخطر، ومنها عظم الجهل به ففي عام 1998م مات في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بسبب المخدرات )60 نفساً( لكن عدد الذين ماتوا بأمراض سببها التدخين وحده وصل إلي )160 ألف نفس(.. يامنجٍ يامعافٍ.. نجنا وعافنا مما نحن فيه.
ASSAHM2001@MAKTOOB.COM fAX 027361552

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved