أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th April,2001 العدد:10440الطبعةالاولـي الأحد 5 ,صفر 1422

مقـالات

هل نستكثر عليهم حتى الاسم؟!
سلمان بن محمد العُمري
لكل أمة او مجتمع او حضارة روادها ومثقفوها وبناتها، وهؤلاء هم فخر الأمة، وتاجها، وعنوان نهضتها وتقدمها، وقد تبارت الأمم في الاهتمام بهذا الإرث القيّم، وهذه الكنوز العريقة التي تربط الحاضر بالماضي لتبني المستقبل، والتي تمثل الشمعة الوضاءة في لياليها.
وفي بلادنا كانت هناك خصوصية لهذه القضية؛ لكون أولئك الأعلام قد ارتبطوا بتاريخ هذه الأمة وحضارتها من جهة، ومن جهة أخرى كان ارتباطهم الأوثق، وإشعاعهم الأبرز هو كونهم بناة للحضارة الاسلامية، ودعاتها، وحماتها، والذين وصلوا بها لأقاصي المعمورة بإذن الله .
ولهذا كان ارتباطهم بذهننا وعقلنا وتفكيرنا أوثق وأمتن، منهم الفقهاء والعلماء والشيوخ الأجلاء الأفاضل، وحملة مشاعل النور والقادة والابطال والشعراء والأدباء والباحثون والأطباء وغيرهم كثير يضيق المجال لحصرهم.
لقد كان لهذه المملكة المباركة الريادة في عملية تقدير أولئك الاعلام الذين يستحقون التقدير والإشادة، وهكذا كانت مدارسنا ومؤسساتنا وشوارعنا وطرقنا وغير ذلك، تحمل اسماء لأولئك الأشخاص الذين كان لهم كبير الاثر في حياتنا، وفي سياق الدعوة الاسلامية.
ولكن الا يستحق هذا الامر وقفة تأمل، فهناك عدد من هؤلاء الاعلام موجود اسمهم على شارع ما مثلا، ولكن لا تعرف حتى من هم، وما هي صفتهم؟ فيا حبذا لو ذكر اللقب، ويا حبذا لو وضعت نبذة عنهم، ويا حبذا لو كانت هناك مراجع وكتب دليل حولهم، وتكون خاصة بكل مدينة على سبيل المثال، ونقطة اخرى، أليس حريا بنا أيضا ان نستكشف ما لدينا الآن أو في الزمن الماضي القريب؟ فلدينا الكثير الكثير، وكلهم بحاجة لأن نذكرهم بشكل ما أو بطريقة ما ولو مجرد ذكر، وهذا اقل ما يجب، فلدينا ولله الحمد من الشوارع الكثير، وهي تتزايد، ومدارسنا تزداد اكثر واكثر، وحتى قاعات الدروس والمحاضرات والندوات والمؤتمرات تتزايد، وكلها يمكن ان تحمل اسماء أولئك الذين قدموا لهذه الأمة الكثير الكثير.
هناك ايضا من حمل لواء الديار في الخارج، وأقصد بهم السفراء، فمنهم من اسهم برقي وحضارة هذه الامة، وكان خير سفير لها، وهؤلاء البارزون المبرزون يستحقون منا كل تقدير واحترام، ويجب ان نعمل ما يمكن تسميته بعمل جرد لفرز الصالح من الطالح، فالصالح يعطى بعض ما له من حقوق علينا، والطالح ندعو الله أن يسامحه ويهديه.
إننا من الامم المعروفة بشيمها الاجتماعية المباركة وعاداتها الطيبة العريقة، وفي احقاق هذا الجانب من الحق نكون قد قمنا بما يمليه علينا ديننا الحنيف، وحضارتنا العريقة، وإرثنا الاجتماعي الطيب، وعاداتنا وتقاليدنا التي يحسدنا العالم عليها.
ولا يسعني الا أن أذكر وبكل ثقة ان هناك من بين أولئك الاعلام أخوات مباركات لنا، فالمرأة كانت ومازالت في بلادنا نبراسا للأجيال، ولدينا منهن من برعت في مجال العلوم والآداب وفنون الحياة الاخرى وهؤلاء أيضا لهن علينا حقوق وواجبات علينا عدم نسيانها على الإطلاق.
إنني أذكر ذلك في سياق السعي لتوثيق الماضي العريق لبناء الحاضر ومستقبل مجيد بإذن الله والسواعد الفتية والعقول المتقدة الذكاء كلها تبشر بكل خير.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved