أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th April,2001 العدد:10440الطبعةالاولـي الأحد 5 ,صفر 1422

مقـالات

تعليم الكبار وطبيعة العصر
د. خليل ابراهيم السعادات
جاء في استراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي التي وضعتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ان هناك عوامل تؤثر في هذه الاستراتيجية منها طبيعة العصر في القرن الحادي والعشرين حيث ان العصر الذي نعيشه مليء بالتحديات التي تواجه كل يوم فكل يوم تظهر على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وأفكار جديدة وأساليب جديدة ومهارات جديدة وآليات جديدة للتعامل معها بنجاح أي انها تحتاج إلى إنسان مبدع ومبتكر بصيرته نافذة قادرة على تكييف بيئته الطبيعية والاجتماعية وفق القيم والأهداف المرغوبة وليس التكيف معها فقط، ولا يتحقق هذا دون تركيبة تواكب متطلبات العصر وتواجه تحدياته وتربية تكون نقطة الانطلاق الأساسية لتحسين نوعية الحياة ومساعدة الأفراد والجماعات على تحقيق الأهداف التنموية للمجتمع، تربية بشقيها النظامي وغير النظامي تتوافر لجميع الأفراد بصرف النظر عن كلفتها وعائدها الاقتصادي تربية لكل من يحتاجها ويريدها وفي أي وقت يحتاج إليها فيه وفي أي مكان يعيش فيه وبالطرق التي تتلاءم مع كل ما يحتاج لتحقيق النجاح والسيطرة على المعرفة التي تؤهله للاستفادة مما تعلمه والاستمرار في هذا حتى نهاية حياته.
وتذكر الاستراتيجية انه أضحى من البديهي ان المجتمع الذي يهتم بتوفير هذا الحد لمن يحتاجه في المكان الذي يعيش فيه بمختلف الطرق الممكنة محاولا تقديم كل مناشط التعليم بداية بتخليص افراده من اميتهم الابجدية ومرورا بمناشط التعليم الأساسي للجميع والتعليم الجامعي وانتهاء بكل مناشط تعليم الكبار والتعليم غير النظامي في ضوء فلسفة التربية المستديمة للجميع مدى الحياة هو ذلك المجتمع المتطورالمتقدم.
إلا ان كثيرا من التحديات تواجه القائمين على شؤون التربية والتعليم مع مطلع القرن الحادي والعشرين والذي من بين سماته كما تضعه الاستراتيجية ان اكثر من 90% من تكنولوجياته لم تكتشف بعد وان هذه الاكتشافات والابتكارات تقدر بثلاثة أمثال ما تم في القرن العشرين وتزايد الاعتماد على المعلومات وإبداع البشر كعامل رئيسي في انتاج الثروة في مجالات متعددة. وتزايد الاهتمام برفع مستوى التعليم والتعليم الابتكاري لمزيد من الاكتشافات العلمية وابتكارات تكنولوجية اي توليد معلومات ومعارف جديدة مما يتطلب تغيراً جذرياً في نظم التعليم والمناخ العام ومستوى الحياة.
وهذه التحديات تطرح على المسؤولين عن التربية والتعليم ورجال السياسة بالوطن العربي مسؤولية ان يتفحصوا الخبرات المناسبة لتعليم الأفراد وتربيتهم ليصبحوا قادرين على الابتكار والابداع، فالمستقبل يحمل بين جنباته مخاوف وفرصاً عديدة للأفراد والمنظمات والمجتمعات.
وعلينا ان نتصف بالحكمة وبعد النظر وننتهز الفرصة لصياغة مستقبلنا بالطريقة التي نعتقد انها صحيحة. أي علينا ان نحفز الآخرين للابتكار والابداع لمواجهة المستقبل.
ومن بين ما يحمله المستقبل من متغيرات المتغيرات المعرفية والمتغيرات التقنية والمتغيرات الاجتماعية والمتغيرات الاقتصادية،
ولعلنا نلقي الضوء على هذه المتغيرات في مقالات قادمة بإذن الله..
وعلى الله الاتكال.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved