أبردي لا تقتليني بالهجير

لست معتاداً على ترك الحرير

يا سنا الذكرى بديجور الهوى

وياسناء الحسن والبدر المنير

غردت ألحاني الحرى أسى

وتراءى بين اجفاني الفتور

ثم عاجت تسأل القلب الذي

طالما اسقته من عذب نمير

ياشجياً لم يزل يبكي على

بسمة قد سافرت بعد السفور

قدك قد اربيت في الاحزان إذ

صاح مخنوق الهوى: هذا الكسير

أمهليني يا ربى المجد الذي

ضاع منا، فبكينا في الخدور

امهليني ياربى أندلس

ياربى الأزهار والروض النضير

ياربى الاشواق والحسن الذي

فطر القلب و أصلاه السعير

ياربى اندلس يالوحة

نقشت فيها احاديث الدهور

ياربى اندلس يادوحة

سُجعت فيها اغاريد الحبور

ياربى اندلس يابسمة

طارق اسرى بها وابن نصير

ياربى اندلس ياخفقة

بجنان الدهر تغتال الشعور

ياربى اندلس ياطعنة

لم تزل تدمى على مر العصور

لم ازل ابكي على ذكرى الاسى

اذ تنحى عن مياديني السرور

انني ابكي على غرناطة

وعلى قرطبة العز الأثير

وعلى الحمراء ابكي قصرها

وعلى الزهراء والطرف الحسير

وعلى العسجد يجري انهراً

في رباها مثل سلسال نمير

وعلى الطير الذي في جوها

صادحاً أنساً، ويغشاه الغرور

أي مجد قد أضعناه وكم

قد أسلنا دمعة الحزن العسير

ياربى الأمجاد هذي أدمعي

قد جرت من لوعة بين السطور

لاتخافي سوف نأتي كلنا

نرفع الرايات، تحدونا النسور