أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th April,2001 العدد:10440الطبعةالاولـي الأحد 5 ,صفر 1422

تحقيقات

للعام الرابع على التوالي.. والمزارعون يطالبون بالتعويضات
دودة البلح تقضي على إنتاج نخيل الجوف
إرشادات وزارة الزراعة لم تفلح في مكافحة الدودة .. وموسم هذا العام الأكثر خسارة!!
* الجوف تحقيق وتصوير ابراهيم الحميد:
يتعرض نخيل منطقة الجوف لهجمة من دودة البلح منذ اكثر من «4» أعوام، منهية بذلك سنوات لم تشهد فيها نخيل منطقة الجوف أي أوبئة تهدد محاصيل التمور فيما تزداد هجمة دودة البلح ضراوة هذا العام، حيث قضت الدودة على معظم الطلع من البلح في مزارع مدينتي سكاكا ودومة الجندل. وزارة الزراعة والمياه أعلنت في بداية الموسم عن ارشادات قالت انها ستساعد على القضاء على هذه الدودة وهي التخلص من بقايا المحصول السابق وتنظيف الحجور من الحشائش وتكريب النخيل وإزالة الجريد الجاف والليف، وتعفير جمارة النخيل بأحد المبيدات التعفيرية المناسبة والرش بمبيدان ملامسة بعد عقد البلح «عندما تصبح الثمار بحجم حبة الحمص» اضافة الى تكرار الرش بعد الرشة الأولى بثلاثة أسابيع مضيفة انه يفضل اضافة مبيدات لمكافحة عنكبوت الغبار الذي يظهر في هذا الوقت، ونصحت المديرية بتكرار الرش بعد ثلاثة أسابيع مع تغيير نوع المبيد في كل رشة.
وكانت مديرية الزراعة والمياه قد طلبت من وزارة الزراعة والمياه خبراء لحل المشكلة فخرجت اللجنة بتوصيات من بينها ان الاصابة قد بدأت في أول هذا الموسم وأتلفت الثمار في بداية تكوينها وسقطت معظم الشماريخ ولا يمكن اتخاذ أي اجراء هذا الموسم مشيرة الى انه سيكون هناك خطتان الأولى قصيرة المدى وهي الرش بالمبيدات والرش الجوي والأخرى طويلة المدى تعتمد على التوازن البيئي الطبيعي باعادة الاعداء الطبيعيين لدودة البلح للقيام بدورهم من خلال استخدام بكتيريا بسلس ضد يرقات دودة البلح بعد أن قضت عليها دورات الرش في السنوات الماضية.
وقد بدأت مديرية الزراعة خلال الأيام الماضية عمليات الرش الجوي الا ان هناك من يرى أن هذه العمليات تأخرت كثيرا وهي لن تؤدي الى انقاذ الموسم الحالي بسبب أن الدودة قضت عليه.
قضت على المحصول
المزارعون بدورهم أكدوا تضرر نخيلهم بدودة البلح حيث أشار المزارع موسى بن حميد الهزيم الى ان الدودة هاجمت المزارع في وقت مبكر هذا العام، مشيرا الى ان معظم طلع النخيل قد تساقط هذا العام وقال: إن الدودة هذا العام كانت أشد ضراوة، مشيرا الى تطلعه الى ولاة الأمر للأمر باقرار تعويضات لمزارعي منطقة الجوف عن الأضرار التي لحقت بطلعهم من النخيل.
وقال الهزيم: إن الدودة موجودة منذ اكثر من «5» سنوات الا انها لم تكن تقضي على الطلع كما فعلت هذا العام وهي المرة الأولى التي يتساقط فيها الطلع بهذا الشكل بما لا يبقي في النخلة من طلعها شيئا.
أشتري التمر
المزارع حمد الحمود أشار الى انه لم يعد يعتمد على مزرعته في الحصول على التمور منذ خمسة أعوام حيث قضت الدودة على جميع انتاجه من التمر منذ ذلك الحين، بالرغم من وجود اكثر من 300 نخلة مثمرة في بستانه.
كارثة
المزارع عودة بن معزي العوذة أشار الى ان ما يحل بنخيل الجوف هذا العام هو كارثة بمعنى الكلمة أو وباء حيث لم يتبق من الموسم شيئا مشيرا الى انه بالرغم من الرش المتكرر الا ان الطلع قد تساقط وانتهى أمر المحصول . واضاف ان في مزرعة العائلة حوالي «1000» حلوة الا انه لم يبق من طلعها سوى القليل، متطلعا الى خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله لاقرار تعويضات للمزارعين عن فقد محصولهم لهذا العام.
إحدى المزارعات السيدة عائشة بنت ناصر أرملة حمود بن مضيان أشارت الى انها لم تعد تعتمد على نخيلها حيث قضت دودة الطلع على جميع المحصول من التمور مشيرة الى انها ليست السنة الأولى التي يتساقط فيها الطلع ويتدمر المحصول وقالت انها تأمل أن يقر ولاة الأمر تعويضات لها عن محصولها من التمور والذي لم تستفد منه منذ خمسة أعوام.
الأشد تضررا
المزارع غصيبة الدرع من دومة الجندل أشار الى ان موسم الطلع الحالي هو الأشد تضررا من بين السنوات الماضية مشيرا الى ان الموسم الماضي ايضا لم يسلم من الدودة والحتت، ويطالب المسؤولين بتعويض المزارعين عن الاصابات التي لحقت بانتاجهم.
لم يبق منها الا القليل
ولا بد ان أهالي الجوف يتذكرون على الدوام قصيدة الشاعر ابن سراح:
ياما حلا والشمس يبدي شعقها
من حدر الزرقا على نقرة الجوف
نسقي بها غيد «ظليل ورقها
يقلط نماها للمسايير وضيوف
فمزارع النخيل التي وصفها ابن سراح بالغيد مصدر عزته باعتبارها من علامات الكرم حيث تفاخر بتقديم «نماها» وهو التمر المتميز «للمسايير والضيوف، ولأن النخلة كما ذكرنا تعد من أساسيات الفخرلابن سراح وكل أهالي المنطقة فقد تباكى شاعرنا عليها ذات مرة بسبب إبعاده الإجباري عن الجوف ونخيلها فقال:
لو البكا ينفع بكينا منيفة
الغرسة اللي فرعوا به عدانا
واليوم طعم العشب عندي طريفة
من قبل ما ناكل «مذانب حلانا»
ومذانب الحلا هي ثمرة الحلوة التي شكل التمر جزءاً منها ويطلق عليها بالعامية «المنقذ» .. وها هي تمرة الجوف تتداعى أمام هجمة دودة السلع، ولم يعد يبقى منها سوى ذكريات الشعر التي يتسامر بها عشاق الشعر والتمر في ليالي الشمال البعيدة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved