|
| وَرّاق الجزيرة
يقول أحد أدباء الغرب كلاما معناه: ان فهم التطورات السابقة لأي قضية معين بشكل كبير على حل تعقيداتها اللاحقة. هذا هو معنى هذه الكلمة التي قالها.... تذكرت هذه المقولة كثيرا حينما شرفت بحضور المؤتمر الكبير الذي نظمته - مشكورة - دارة الملك عبدالعزيز عن المملكة العربية السعودية وفلسطين كان على رأس المشاركين في هذا المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.
اقول هذا لأن الأوراق التي قدمت في هذه البحوث لم تكن كلها تصب في مجال فلسطين الحديثة؛ والتعقيدات السياسية التي نشاهدها الآن؛ بل كان الكثير من الأوراق يتحدث عن تاريخ منطقة فلسطين والقدس الشريف والحق العربي والاسلامي فيها من خلال نصوص تراثية ضاربة في القدم، بل من خلال المكتشفات والآثار التي أكد العلماء المشاركون وجود آثار رومانية واسلامية في هذه المنطقة، بشكل كبير وواضح؛ ولم يوجد أي معلم اثري يدل على الوجود اليهودي في هذه المنطقة؛ بل ذكرت بعض البحوث التاريخية التي قدمت في هذا المؤتمر خلو فلسطين في بعض الفترات في التاريخ من اي وجود يهودي حتى ولو على المستوى الفردي والشخصي؛ ومن ذلك الدراسة العلمية الجادة التي أتحف بها الحضور الدكتور سهيل زكار من جامعة دمشق عن القدس في التاريخ؛ وذلك من خلال الرجوع إلى الكثير من المصادر بما فيها المصادر العبرية..
وعلى العموم وفقت دارة الملك عبدالعزيز كثيراً في تنويع الموضوعات والبحوث التي قدمت في هذه الندوة؛ ووفقت اكثر في هذه النخبة من العلماء والمختصين في شتى المجالات من داخل المملكة وخارجها الذين قدموا جميعا ليبينوا بالمعلومات والأدلة القوية ان هذا الموضوع موضوعنا جميعا، وكل هذا ينصب في ما تقدمه حكومتنا الرشيدة التي دعمت القضية الفلسطينية ماديا ومعنويا وعلميا وليس هذا بمستغرب اذا علمنا ان الكثير من الأوراق التي قدمت كان من أجل دراسة موقف الملك عبدالعزيز من القضية الفلسطينية والموقف الشعبي الذي حصل في سنة 1948م.
وختاماً لا يسعنا إلا ان نذكر بأن الرجوع إلى تراثنا الأصيل مهم جدا في دراسة قضايانا المعاصرة، وكلنا امل في ان يشاهد الاخوة الكرام بحوث المؤتمر بعد طبعها وبخاصة ان هذه البحوث على اهميتها لم يحضرها الا القليل مقارنة بأهميتها.
|
|
|
|
|
