أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th April,2001 العدد:10440الطبعةالاولـي الأحد 5 ,صفر 1422

وَرّاق الجزيرة

كشافات الكتب ضرورة علمية
د. مساعد بن صالح الطيار
كتب الاستاذ يوسف العتيق، والمشرف على صفحة ورّاق الجزيرة مقالا بعنوان: دور الكشافات والفهارس، وذلك في يوم الاحد السابع من محرم عام 1422ه ورقم العدد 10412 .
مقال الاستاذ العتيق هذا جعلني أمسك قلمي وأكتب لك عزيزي القارىء ولمن يخصه هذا الامر من المؤسسات والافراد، حيث يجد الراصد لصناعة الكتاب العربي خلال العشرين سنة الماضية نموا مطردا في عملية النشر لا من حيث عدد الكتب المنشورة فحسب، ولكن ايضا من حيث الشكل وطريقة الصف، ونوعية الورق ، وقلة الاخطاء المطبعية، وجمال الخط، وغير ذلك من العناصر الجمالية الخاصة بنشر الكتب.
هذا النمو المطرد في صناعة النشر في العالم العربي لم يصاحبه نمو في اعداد الكشافات لهذه الكتب. حيث يعد كشاف الكتاب هو الاداة التي توصل القارئ الى المعلومات المعالجة في نص الكتاب بشكل دقيق وفعّال. وهو اي الكشاف اداة لا يستغني عنها الباحث، لانه يوفر له جهده ووقته، علاوة على ان الكشاف مهم في الدلالة على الموضوعات التي عالجها الكتاب. والكشاف يختلف عن قائمة المحتويات، او ما يعرف بفصول او ابواب الكتاب.
فهو عبارة عن دليل منهجي يرتب هجائيا بالموضوعات واسماء الاشخاص والاماكن وغيرها التي ترد في ثنايا الكتب، وعادة ما يكون ملحقا بآخر الكتاب.
وعندما نقارن الكتاب العربي بغيره من الكتب التي تنشر بغير العربية خصوصا الانجليزية، نجد انه لا يكاد ينشر كتاب باللغة الانجليزية بدون كشاف «عدا كتب القصص والروايات وبعض الكتب ذات الخصوصية التي لا تحتاج الى كشافات». اما الحال بالنسبة للكتاب العربي فيندر ان ينشر كتاب مزود بآخره كشاف يسرد الموضوعات التي عولجت بشكل واضح، على أنه يمكن تحقيق ذلك بايجاد الطرق المناسبة والعمل المشترك بين الجهات المختصة، خصوصا مكتبة الملك فهد الوطنية ووزارة الاعلام في التنسيق فيما بينهم من اجل وضع آلية يتم من خلالها الزام المؤلفين ودور النشر خصوصا السعودية بوضع كشافات لكتبهم.
وقد يبدو هذا الامر صعبا في اوله، ولكن مع الوقت سنجني ثمار هذا العمل العلمي المهم، ألا وهو اصدار الكتاب السعودي مزودا بكشاف في آخره.
واصدار الكتاب ومعه كشاف له فوائد كثيرة، لعل من اهمها ان الباحث او قارئ الكتاب بامكانه ان يعرف جميع المواضيع المناقشة في هذا الكتاب وبشكل مفصل عن طريق الرجوع لكشاف الكتاب. يضاف الى ذلك ان اهمية الكشاف تزداد كلما كان الكتاب ضخما، ويحوي عددا من المجلدات، ومن المعروف ان قائمة محتويات الكتاب لا يمكن بحال ان تبرز جميع المواضيع التي غطاها الكتاب بشكل مفصل، بعكس الكشاف.
يوفر لنا الكشاف ايضا سهولة الوصول الى المعلومات داخل الكتاب دون الحاجة الى تصفحه من اوله الى آخره. فائدة اخيرة، وهي اننا نشهد نشرا الكترونيا مطردا للكتب، والكشاف قد يوظف في هذا المجال بشكل مفيد.
ولعل ضرب مثال على اهمية كشافات الكتب يوضح لنا ذلك. والمثال الذي سنذكره هنا سيكون خاصا بكتاب نشر مرة بدون كشاف، واخرى بكشاف.
هذا الكتاب هو «عنوان المجد في تاريخ نجد» فأول طبعة لهذا الكتاب وغيرها من الطبعات المصورة عن الطبعة الاولى صدرت بدون كشاف. وعندما أصدرت دارة الملك عبدالعزيز هذا الكتاب، رأت مشكورة ان تنشره ومعه كشاف بآخره.
ومن يعرف كتاب عنوان المجد وكمية المعلومات التي يحويها يعرف اهمية هذا الكشاف لهذا الكتاب. فعلى سبيل المثال باحث يريد معلومة عن شخصية ذكرها ابن بشر في كتابه عنوان المجد، كيف يجدها، والكتاب كما هو معروف مرتب، في الغالب، ترتيبا زمنيا حسب الوقائع والاحداث؟! فعندما نستخدم النسخة التي صدرت بدون كشاف فإن الامر صعب وعسير، هذا ان لم يكن مستحيلا، اللهم الا ان يتم تصفح الكتاب من اوله حتى آخره من اجل ان نجد المعلومة المطلوبة. بينما عندما يستخدم الباحث النسخة التي نشرتها دارة الملك عبدالعزيز والمزودة بكشاف فان الامر سهل، فما عليه الا ان يذهب للكشاف الملحق بآخر الكتاب ويستعرض مداخله الى ان يجد ما يريد.
وقبل ان اختم الحديث اوجه نداء للمؤلفين والناشرين ان يزودوا كتبهم بكشافات تخدم هذه الكتب.
وهذا نداء آخر الى المعنيين من المؤسسات الحكومية وعلى رأسها مكتبة الملك فهد الوطنية ووزارة الاعلام والتنسيق فيما بينهم في تبني مثل هذا العمل العلمي التوثيقي، الذي من شأنه خدمة الكتاب السعودي.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - قسم المكتبات والمعلومات .

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved