أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 30th April,2001 العدد:10441الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,صفر 1422

مقـالات

الإبداع في الدراسات القيمية 1-2
حمود السالمي
الإبداع من بدَع الشيء يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدعَه: أَنشأَه وبدأَه.)1( وكل مخلوق سويّ عنده قدر من الإبداع يزيد وينقص. لكنه يتباين من فرد إلى آخر، ومن مجتمعات إلى أخرى، والذي يثيرها عند أهلها أسباب تقع بين الدوافع والحوافز، لكن المجتمعات المترفة تستغل الإبداع الأسهل الذي يوصل صاحبه إلى بغيته بأيسر السبل، بينما المجتمعات الجادة تستثمره فيما يعود عليها بالنفع والفائدة. فلذا تجد أن دولاً يتجه المبدعون فيها نحو المبتكرات والاختراعات التي ملأت البر والبحر والفضاء وملأت الأسواق والدور والقصور، بينما تجد أن مجتمعات أخرى تستثمره في تطوير اقتصادياتها بشتى أنواع البدائل والأفكار، وغير ذلك من التوجهات، وأخرى تدع إبداع المبدعين حبيس قلوبهم وأذهانهم، حتى قد يلجأ بعض أفراده إلى إبداعات غير جيدة، لأن النفس البشرية إذا لم تشغل بالصالح شغلت صاحبها بضده. فتجد من المجتمعات من يسخّر الإبداع فيها التسخير السلبي كاستخدامه في الجريمة مثلاً، أو التفنن في أساليب العبث والدجل واللعب، أو التفنن في ابتكار أساليب التهريب والتدمير والغش والتزوير. كل ذلك من الإبداع، لكن الذي باين ميادينه أسباب كثيرة يُسأل عنها المتخصصون في الإبداع.
النمو الزمني للإبداع:
من دراسة أجريت في مجتمع غربي «ولست أدري عن مدى مطابقتها لمجتمعنا» وجد أن الطفل يولد ومعه قدر من الإبداع يستدل به على أموره المهمة التي يحتاجها كثدي أمه مثلاً، وينمو الإبداع بنمو الطفل، قالوا حتى يصل إلى أعلى مستوىً له عند سن الخامسة تقريباً، وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة يبدأ باكتشاف كل ما حوله ولذا فأكثر الكلمات التي يسمعها هي: لا تفعل، لاتعبث، لا تُفسد، لا تدمر، لا تخرِّب..، إلى غير تلك اللاءات التي تجاوزت الثلاث! وأكثر ما يسمعها من أقرب الناس إليه: والديه، يحد هذا من إبداعه شيئاً فشيئاً كما في الشكل، ثم يدخل المدرسة في الروضة أو التمهيدي، وتزداد عليه اللاءات «تذكّر ان الدراسة في مجتمع غربي» فيبدأ ذلك في الحد من نمو الإبداع، ويدخل الابتدائية فيتلقى الأوامر والنواهي وحقن المعلومات تلقيناً، ولا يُترك له مجال كبير للتفكير أو الإبداع، ثم يمر بالمراحل المتوسطة والثانوية وفق نفس المنهج والأسلوب، وفي الجامعة لن يكون أحسن حظاً إلا إذا قدِّر له أن يدخل بعض التخصصات التي تحتاج بطبيعتها إلى شيء من الإبداع كالعمارة مثلاً، أو الشعر أو الرسم أو نحوها، إما ان كان قراره الاتجاه إلى الهندسة أو الطب فلا تسأل عن الإبداع، لأنه وهو طالب لن يتجاوز ما في بطون الكتب. وبعد التخرج يدخل مرحلة أخرى سأتابع الحديث عنها فيما بعد إن شاء الله عند الحديث عن موضوع عنوان هذا المقال!!.
* )مهندس ب( مدير عام الدراسات التقيمية والمشرف على برنامج الدراسات التقيمية بوزارة الموارد البلدية والقروية
)1( انظر: لسان العرب 8/6.

أعلـىالصفحةرجوع










[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved