أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 30th April,2001 العدد:10441الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,صفر 1422

الاخيــرة

الرئة الثالثة
رسالة مفتوحة إلى رئيس التحرير!
عبدالرحمن السدحان
أستاذي الفاضل خالد المالك
تحية وتقديراً .. وبعد.
فقد قرأت قبل أيام نعَيك الدافىء ل «المسائية»، تلك المطبوعة التي وُلدتْ قبل عشرين عاماً، وأغمضت عينيها إلى الأبد بعد عشرين عاماً، لتخلفها في الهمّ والوعد شقيقتها الجديدة .. «الأسرة» .. وتكون هذه ثاني مولود صحفي سعودي في القرن الجديد!
***
وتعليقاً على ذلك المقال المعطّر بحزن الوفاء أو وفاء الحزن أقول:
من حقك أيّها العزيز أن تحزن، فتحزننا معك لفراق «المسائية»، فأنت الذي بذرتها نطفة في رحم «الجزيرة» قبل عشرين عاماً، وانت الذي شهدت مولدها، وأنت الذي كساها حماساً وعطاء وحضوراً مؤثّراً!
***
ثم رحلت أنت عن «الجزيرة» .. وبقيت «المسائية» تكابد عوادي الزمن وتقلبات الأيام، وكانت تحاول أن تشقَّ طريقها عبْر دروبٍ محفوفةٍ بأشواك التنافس القاسي مع مطبوعات أخرى أثْرى عُدةً وأكثرَ عدداً!
***
لم أكن متابعاً دقيقاً ل «المسائية» عبر مسيرتها الطويلة، وأحسب رغم ذلك أنها شاركت «الجزيرة» جزْءاً كبيراً من مشوار العناء الذي تلا رحيلك عنهما، وأسهم ذلك في اختلال مسَار «المسائية» عن النهج الذي أردته أنت لها، فلم تعدْ مسائيةً ولا صباحيةً، واضطرت أحياناً إلى الاعتماد على فُتَات خبز «الجزيرة» وصحف أخرى، في الوقت الذي كانت «الجزيرة» تكابدُ بدورها الفاقة، فكْراً ودماً وكياناً!
***
ثم عدتَ أيها العزيز إلى «الجزيرة» .. فأعدت لها اعتبارها، واستعادت هي بحضورك قدراً كبيراً من التألقّ الذي فقدته بغيابك! وكان أهمُّ انجاز لعودتك إلى «الجزيرة» ترميم جدارالثقة بينها وبين القارئ، وإكسابها القدرة مجدداً على التفاؤل والتفاعل مع تطلّعات القارئ وهمومه وطموحاته!
***
ثم نظرتَ أنتَ إلى «المسائية» .. فإذا هي على شفا الاحتضار!
حاولتَ إنعاشها بجرعاتٍ مكثّفة من حسّك المهني، لكنها كانت قد تجاوزت الخط الأحمر للبقاء، وهي لم تزل في شرخ صباها العشريني!
ولم يبقَ من خيار ل «المسائية» سوى «رصاصة رحمة» تضعُ حدّاً لشقائها، وتنهي حالة القلق من أجلها!
***
لم تجد أخيراً أيها العزيز مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر بُدّاً من التفكير في بديلٍ يخلف «المسائية».. فكانت صحيفة «الأسرة» التي أعلنَ عن مولدها مؤخراً، لتخرج للناس مختلفة بكل المقاييس ، هدفاً ومادة وأسلوباً.
وفي خاطري أكثر من سبب للتفاؤل بهذا المولود الصحفي الجديد:
فهي تستهدف في طرحها الموعود الأسرة السعودية: كياناً ومكوّناتٍ وقضايا.
ولأنه سيتقاسمُ أدوار البطولة في صنعها الرجلُ والمرأةُ والطفلُ معاً، لتكون بدورها «أسرةً» للأسرة السعودية!
ولأنها ستكونُ بإذن الله «طبقاً» يومياً شهياً ونافعاً على مائدة الأسرة السعودية، أملاً في أن تصلح بعض ما أفسده الزمان.
***
هنا، لم يبقَ لك ولنا معك سوى أنْ نمسك الدمع حُزناً على «المسائية» .. وأن نوقدَ شموع الفرح ابْتهاجاً بميلاد «الأسرة».. لتنضم إلى شقيقتها «الجزيرة» .. وتبدأ معها مشوار الطموح الجديد.
والأملُ كبير باذن الله في أن تكون «الأسرة» أسعد خلفٍ لسلفٍ كابد الشقاءحتى عافه الشقاءُ، وكان لابد له أن يرحل ليفسح الدرب أمام نبتةٍ جديدة من الوهج الصحفي، اسمها «الأسرة»! فيريح ويستريح!
***
أخيراً لا تنع أيها العزيز رحيل «المسائية»، وكرّسْ ملكة الإبداع الصحفي التي أحييْتَ بها «الجزيرة» لمصلحة «الأسرة» .. كي تحقّق الغاية التي حلمتَ بها لها
وسدد الله خطى الجميع.

أعلـىالصفحةرجوع










[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved