أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 30th April,2001 العدد:10441الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

تردي العراق.. من وراءه؟
رحمك الله يا أبا عدنان، ذكرتك وأنا أتصفح كتاباً اشتريته، مؤلفه عراقي يتكلم عن «التنمية الزراعية في بعض دول الخليج» ، أما قصة أبي عدنان، فقد كان زميل دراسة في مرحلة الدكتوراه في أمريكا، كنا على وشك التخرج، تغمرني فرحتين، فرحة التخرج وفرحة العودة للوطن. أما أبو عدنان فقد كان يظهر عليه الحزن، وكأنه يخفي سراً لا يعرفه غيره، أحسست أنه يشعر بأن شيئاً ما ينتظره عندما يعود، فقد كان من رواد المسجد في المدينة التي درسنا فيها، بعد ثلاثة أشهر من العودة، سافر زميل لنا من المملكة إلى العراق واتصل ببيت أبي عدنان، ردت زوجته وقالت إن أبا عدنان استشهد في الجبهة، كان ذلك عام 1404ه. قتل أبو عدنان ولم يمارس عمله الذي من أجله ابتعث. عندها تذكرت مسحة الحزن التي كانت على وجهه رحمه الله.أما قصة الكتاب، فقد تطرق المؤلف وهو عراقي إلى التنمية في دول الخليج العربي الستة، ولم يتطرق إلى العراق، حيث قال بلهجة متحاملة: «رغم أن العراق من أبرز الأقطار الخليجية وأكثرها تطوراً وتقدماً من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث إن العراق قطر زراعي بالأساس منذ قديم الزمان وتوفرت فيه مستلزمات الزراعة وموقوماتها من تربة صالحة للزراعة ومناخ ملائم وأنهار وقوة عمل وخبرات فنية. كما أن العراق يختلف عن الأقطار الستة من الناحية السياسية والاجتماعية والايدولوجية بطابعه التقدمي وتوجهه الاشتراكي. أما أقطار الخليج الستة فهي تعاني من مشاكل مشتركة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهي تعتمد على النفط الذي عمق تبعيتها للإمبريالية العالمية».هذا هو الكتاب الذي ألف عام 1982م، تستشف منه أن الكاتب لم يكن نزيهاً في إبراز الحقيقة، بل كان متحاملاً على دول مجلس التعاون وبعيداً كل البعد عن الأمانة العلمية.وبعد مرور أكثر من ثمانية عشر عاماً، أرجو أن يعود الكاتب ليقرأ كتابه ويعمل مقارنة بين الواقع الزراعي في العراق والوضع الزراعي في دول مجلس التعاون وخاصة في المملكة العربية السعودية ، ستجد أيها الكاتب رغم ما وهبه الله للعراق من الثروات، بترول في شماله وبترول في جنوبه وأراض زراعية خصبة وأنهار تخترق أراضيه ومناطق سياحية وتاريخية في شماله وجنوبه ووسطه، بلد زراعي بالدرجة الأولى، وبلد بترولي أيضاً ولكن أيها المؤلف العزيز كيف حال التنمية الزراعية الآن في العراق.إن الاشتراكية والتقدمية هي التي أوصلت العراق إلى الوضع الصعب الذي يعيشه الآن.
أ.د. خضران بن حمدان الزهراني
مدير مركز بحوث كلية الزراعة
كلية الزراعة جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع










[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved