أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd May,2001 العدد:10443الطبعةالاولـي الاربعاء 8 ,صفر 1422

محليــات

مستعجل
عبدالرحمن السماري
هل تعود فرحة ليلة «العرس»؟!!
هناك فرق شاسع بين أحوال الناس وعلاقاتهم فيما بينهم اليوم عنه في الأمس، ،
الفرق ليس بسيطاً، ، بل هناك بون شاسع، ،
الناس في السابق، ، كانوا أكثر تواداً وتحاباً وتراحماً وتعاوناً، ، كانوا أكثر بساطة،
الجيران بالأمس، ، كانوا كالأشقاء، ، بل كانوا أقرب، ،
كان الجار هو سند جاره بعد الله، ،
كان «يمون» عليه في كل شيء، ، وكذا النساء والأولاد، ،
حتى إذا رحل هذا الجار أو الجار الآخر لم تنقطع العلاقة ، ، وبقيت وثيقة وكأن هذا الجار صار شقيقه، ،
وفي الماضي، ، كان «المعرس» يستعير من فلان مشلحاً ومن الآخر يستعير أو يستلف بعض الأمور، ، ويتعاون الجميع بهدوء وصمت، ، ودون أن يدري أحد، ، فهذا لا يدري عما قدم ذاك وهكذا،
وفي عالم النساء أيضاً، ، هناك من تستعير «المعاضد» أو «الخلاخل» وهكذا استعارة الملابس وما شاكل ذلك من احتياجات العروس، ،
وأجزم، ، أن جيل الهمبرجر والتطعيس والفضائيات والفيديو كليب وأسابيع التسوق، ، لا يعرفون شيئاً من ذلك، ،
في الماضي ، ، كان حفل الزفاف يقام في أحد البيوت، ، وربما كان هذا البيت بيت المعرس أو العروس أو أحد أقربائهم، ،
وفي يوم العرس، ، تتقاطر «الفزعات» فهذا، ، خروف وهذا كيس، ، وهذا فزعة أخرى وهكذا حتى يتجهز المعرس وتتم الأمور، ، وهناك من يفزع بنفسه، ، فهذا يقلط، ، وهذا يصب، ، وهذا يذبح، ، وهذا «يصلخ» وهذا يطبخ وهكذا، ،
في الماضي، ، كان حفل الزفاف أشبه بتجمع عائلي، ، تسوده الألفة والمحبة والسعادة ويكون يوم فرح بحق، ،
واليوم، ، حفل الزفاف، ، هَمٌّ ثقيل، ، ويوم صعب، ، حتى الضيف «المدعو» إذا حضر فهو «مبُوبزْ» ومقطب الحاجبين حتى يرحل، ، عوضاً عن أن يفزع أو يقدم شيئاً، ،
في الماضي، ، كان البعض يفزع بقوت عياله أو بكل ما يملك وما في حوزته من الفلوس، ، بل ربما استلف ليعين قريبه أو جاره على أعباء الزواج، ،
اليوم ، ، هل يجرؤ المعرس أن يقول حتى لعمه أو خاله أو أقرب الناس إليه، ، إفزع بألف ريال سلف؟!!
وحتى لو كان هذا الشخص شهماً وسلفه ألف ريال أو خمسة آلاف ريال، ، فإن الخبر سينتشر وسيذاع وسيٌعيَّر به المعرس في كل مجلس، ، وفي كل استراحة، ، وفي كل «كشتة» طول حياته، ،
قد يقولون، ، إني أبالغ، ، ولكن خذوا هذا المثال الحي السريع واحكموا بعده، ،
أحد الشباب، ، طلب ليلة زفافه من زميله وصديقه أن «يفزع» بسيارته، ، لأن سيارة صديقه أفضل أو «أكشخ» من سيارته وأحدث موديل، ، و«ما قصر» أعطاه السيارة، ، لكن ليلة الزفاف «أظهرت المستخبي» إذ قالت شقيقة صاحب السيارة المعارة لأخت المعرس «قولي لأخوك يحاسب على سيارة أخوي»،
الكلام، ، قيل على الملأ، ، وسمع من سمع، ، وشمت من شمت و«تفشَّل من تفشَّل»،
وآخر أراد تبسيط الأمور، ، ولأن الزفاف شبه عائلي، ، فقد استعان عن قصر الأفراح الضخم باستراحة أصغر، ، ودفع «1500» ريال قيمة لها تلك الليلة لكنه لم يسلم في نفس ليلة الزفاف من «الحش» والغمز واللمز حتى من أقرب الناس إليه، ،
ترى، ، متى يتخلص البعض من البشر من مشكلات الزفاف وتبعاته المادية الضخمة؟
ومتى يتخلص البعض من «العقد» ومن الأمراض النفسية المزعجة؟
وهل تعود تلك الروح الرائعة لزفاف الأمس؟
هل تعود الابتسامات الجميلة وتعود تلك الليلة الرائعة السعيدة «ليلة الزفاف»؟!
هل تصفو الأنفس، ، هل تنتهي العقد؟!

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved