أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd May,2001 العدد:10443الطبعةالاولـي الاربعاء 8 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
المبادرة المصرية الأردنية 5 - 6
استثمار للانتفاضة .. أو تضييع آخر الفرص
جاسر عبدالعزيز الجاسر
في البداية ولكي يكون الحديث عن المبادرة المصرية الأردنية وقدرتها على توظيف تأثيرات الانتفاضة الفلسطينية وما حققته ميدانياً، لاعادة ساسة إسرائيل للتعامل مع المسيرة السلمية تعاملاً جاداً لا بد من ايراد الخطوط الرئيسة لهذه المبادرة والتي تدعو إسرائيل إلى سحب قواتها من المناطق الفلسطينية التي نصت عليها الاتفاقيات التي أبرمتها السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومات الإسرائيلية، وبالتحديد سحب القوات الإسرائيلية إلى مواقعها قبل تحركها لقمع الانتفاضة الفلسطينية قبل ثمانية أشهر، كما تدعو الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى اتخاذ تدابير لوقف العنف، ويلي ذلك حسب الخطة العودة إلى المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية سلام شاملة على أساس الاتفاقيات التي توصل إليها الطرفان في طابا في آخر لقاءات تمت بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية برئاسة ايهودا باراك في نهاية كانون الثاني «يناير» وكالعادة كان تجاوب السلطة الفلسطينية مع المبادرة تجاوباً ايجابياً، فهي بالاضافة إلى أنها تأتي من دولتين تنسقان مع القيادة الفلسطينية وتدعمان العمل الفلسطيني، أيضاً لم تخرج عن الثوابت الفلسطينية والمطالب الفلسطينية التي تنص بالذات على سحب القوات الإسرائيلية، وفتح المعابر والطرق ورفع الحواجز والافراج عن الأموال الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل كضرائب على الفلسطينيين والغاء الحصار عن المدن والقرى الفلسطينية مع التأكيد على العودة إلى المفاوضات السلمية والبحث من حيث انتهت إليه تلك المفاوضات.
هذه المطالب الفلسطينية التي ثبتتها المبادرة المصرية الأردنية والتي حظيت بدعم وتأييد روسي وأوروبي واضح، وعدم معارضة أمريكية.. ولا نقول تأييدا لأن الأمريكيين كمثل «المشتهي ويستحي»...! يريدون وقف ما يسمونه بالعنف، إلا أنهم لا يريدون أن يفرضوا على الإسرائيليين ما لا يريده شارون.. حتى وإن كان هذا الفرض يحظى بتأييد كل القوى الدولية والاقليمية.. فضلاً عن أنها تمهيد لتحقيق سلام شامل يعيد للمنطقة الهدوء ويحفظ لأمريكا مصالحها..
أما بالنسبة للإسرائيليين، فيظهران استقبال روسيا والأوروبيين، وصدور المبادرة من مصر والأردن الدولتين العربيتين اللتين مازالتا على اتصال دبلوماسي مع إسرائيل، سيجعل حتى رفضها، رفضاً مطلقاً، موقف تل أبيب محرجاً دولياً واقليمياً حيث يجعل القاهرة وعمان في حل لاتخاذ اجراءات أكثر حدة في تعاملها مع حكومة شارون وأكثر قرباً لما يطالب به الشارع العربي، ولذلك فقد أظهرت إسرائيل تجاوباً حذراً ومشروطاً مع المبادرة التي زعمت بأن بنودها جميعاً ضد إسرائيل وتطلب من إسرائيل أشياء أكثر مما تطلبه من الفلسطينيين، ولكي تلعب إسرائيل لعبتها المعهودة في تمييع المبادرات وتضييع الوقت لتثبيت ما تريده من «واقع غير عادل» قام شيمون بيريز محامي شارون بزيارات إلى القاهرة وعمان لاستكشاف بنود المبادرة ومدى توافقها مع نظرة شارون وخططه.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved